وزير الدفاع الصيني في طوكيو في خطوة تقارب جديدة بين الجارين

ميركل تدعو اليابان لتمديد مهمة قواتها في أفغانستان رغم رفض المعارضة

TT

وصل وزير الدفاع الصيني كاو غانغشوان امس الى اليابان في اول زيارة لمسؤول في منصبه منذ تسع سنوات، في اشارة جديدة الى التقارب الجاري بين البلدين المتخاصمين على أمل تخفيف حدة التوترات التي أدت الى وقف الزيارات العسكرية الرفيعة المستوى.

وسيلتقي كاو خلال زيارته لليابان التي تستمر يومين نظيره الياباني ماساهيكو كومورا الذي انضم الى الحكومة بعد تعديل وزاري اجراه رئيس الوزراء المحافظ شينزو ابيه.

وتقول وسائل الإعلام المحلية إن تساو قد يتفق مع وزير الدفاع الياباني الجديد على فتح خط دفاعي ساخن، ومن المتوقع ان يشمل جدول أعمال محادثاتهما كذلك قضايا منها الإنفاق العسكري الصيني الضخم.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع اليابانية إن كاو سيزور قاعدة بحرية يابانية قرب طوكيو ومركز تدريب عسكري.

ويعتبر التقارب الجاري بين الصين واليابان من الانجازات الدبلوماسية التي حققها ابيه فيما ضعف موقعه في الداخل بعد هزيمته الفادحة في انتخابات يوليو.

وكان ابيه قد قام بعد وصوله الى السلطة في سبتمبر 2006 بزيارة تاريخية الى الصين ساهمت في تحسين العلاقات بعد تدهورها في عهد سلفه جونيشيرو كويزومي (2001 ـ 2006).

واعتبر تومويوكي كوجيما، الاستاذ بجامعة كيو اليابانية، ان هذه الزيارة «ترمز الى مرحلة جديدة في العلاقات الصينية اليابانية وستسهم في استقرار وأمن المنطقة بأسرها».

وتحسنت العلاقات منذ ان تولى شينزو ابي رئاسة الوزراء في اليابان قبل عام لكن العديد من القضايا الشائكة ما زالت قائمة.

وقال شي ينهونج استاذ العلاقات الدولية في جامعة رنمين في بكين «الزيارة مهمة لأن هناك الكثير من المشكلات في العلاقات الثنائية».

وأضاف «الشكوك المتبادلة بشأن الطموحات العسكرية لكل طرف كبيرة وهناك العديد من النقاط الخلافية» مشيرا الى الخلافات على حقوق تتعلق بالموارد الطبيعية في بحر الصين الشرقي وخلافات أخرى على أراض.

وكانت مشاركة اليابان في نظام للدفاع الصاروخي تقوده الولايات المتحدة قد أثار انتقادات في الصين في حين أثار النمو السنوي الكبير في إنفاق الصين العسكري القلق على نطاق واسع.

وقال شي إن فتح خط ساخن سيساعد في تجنب أزمات بحرية مثل حالة التأهب البحري التي أثارها دخول لم يعلن عنه مسبقا لغواصة صينية الى المياه الاقليمية اليابانية عام 2004 .

من جانب آخر، يتزامن وصول المسؤول الصيني مع زيارة تقوم بها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في احدى محطات جولتها في المنطقة قادمة من الصين حيث اختتمت زيارة استمرت ثلاثة ايام.

وقد اجرت ميركل امس مباحثات مع رئيس الوزراء الياباني، كما يفترض ان تلتقي الامبراطور الياباني أكيهيتو، وتلقي خطابين خلال الزيارة التي سوف تركز فيها على جهود مكافحة التغير المناخي.

وقد دعت المستشارة الالمانية امس في طوكيو الى تمديد مهمة كتيبة الدعم اللوجستي اليابانية التي تؤازر القوات الدولية في افغانستان، الأمر الذي ترفضه المعارضة اليابانية.

وشددت ميركل على أهمية قوة «مكافحة الارهاب» البحرية اليابانية بالنسبة للقوات الالمانية التي يبلغ عديدها في افغانستان 3000 عسكري.

وقالت ميركل في ختام لقائها رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه، ان «بعثة المؤازرة اليابانية مهمة، ولاسيما بالنسبة للقطع البحرية الالمانية».

واضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع ابيه «على المانيا ايضا ان تتخذ موقفا إزاء بعثتها في افغانستان، الا انه لا يمكننا ان نجري مساومة مع الارهابيين.