الحرائق تشعل أزمة سياسية والآلاف يتظاهرون ضد أداء الحكومة

الاتحاد الأوروبي يحذر من فيضانات قد تجتاح اليونان

TT

ما زالت ألسنة النيران محتدمة في غابات اليونان لليوم السادس على التوالي رغم تراجع حجمها، وذكرت الجهات المعنية أن الحرائق دمرت 2,7 مليون هكتار من الأراضي أي ما يقارب 12 في المئة من إجمالي المساحات الخضراء في اليونان فضلا عن مقتل 64 شخصا وفقدان ستة آخرين وتشريد الآلاف وتدمير عشرات القرى والمنشآت التجارية والصناعية. وفي غضون ذلك أعلنت أمس إحدى شركات استطلاع الرأي تقدم الحزب اليميني المحافظ على الحزب الاشتراكي المعارض بنقطتين، اذ افادت نتائج الاستطلاع الذي أجرته الشركة لحساب قناة «ألفا» التلفزيونية بحصول الحزب المحافظ على نسبة 35,2 في المئة بينما حصل الحزب الإشتراكي المعارض على نسبة 33,2 في المئة، كما ذكر الاستطلاع أن الحزب الشيوعي حصل على 7,3 في المئة، والحزب التقدمي 4,4 في المئة والحزب الارثوذكسي على 3,9 في المئة.

وقد أثار اعلان نتائج الاستطلاع في هذا التوقيت استياء شعبيا عارما كما أعلنت أحزاب المعارضة استياءها، مشككة في النتائج، وشهدت ساحة سيندغما المواجه للبرلمان اليوناني وسط أثينا أمس تظاهرات شارك فيها آلاف من انصار أحزاب المعارضة احتجاجا على طريقة تعامل الحكومة مع الحرائق واستخدامها لغرض انتخابي عن طريق تقديم وعود وامتيازات كثيرة.

وقال جورج باباندريو رئيس الحركة الاشتراكية لعموم اليونان (باسوك) «أظهرت الحكومة انها عاجزة تماما عن ادارة هذه الأزمة الكبرى».

واضاف «أبدت الحكومة رد فعل ضعيفا وعدم كفاءة تصل لحد الاهمال الاجرامي».

وكانت الحكومة اليونانية قد اعلنت صرف معونات عاجلة أولية قيمتها 3 آلاف يورو لكل أسرة تقطن المناطق التي تعرضت للحرائق و10 آلاف يورو لكل من فقد منزله أو ممتلكاته، كما وعدت بصرف تعويضات كبيرة للمتضررين بجانب منحهم قروضا بدون فوائد.

من جهته، أعلن كوستاس كارامنليس رئيس الوزراء وزعيم الحزب المحافظ الحاكم، أن الأولوية حاليا هي لإعادة إعمار البلاد، بغض النظر عن الفائز في الانتخابات، مشيرا إلى ضرورة التكفل بضحايا الكارثة وتقديم الدعم المعنوي لأهالي وأقارب الضحايا، ودعا كارامنليس موظفي الحكومة والقطاع العام والبنوك الى تقديم كل التسهيلات لسرعة صرف المعونات للمتضررين بعيدا عن التعقيدات والصعوبات.

من جهة أخرى تدور حاليا تحقيقات واسعة مع عدد كبير من المعتقلين المشتبه في أنهم وراء إشعال تلك الحرائق، وخاصة بعد العثور على عبوات غاز ومواد حارقة في الغابات المحترقة، ولكن لم يتضح بعد بصفة رسمية ما إذا كانت هذه الحرائق حقا بفعل فاعل أم هي من نتائج ارتفاع درجات الحرارة كما ذكرت بعض الدوائر، ولكن الأيام المقبلة سوف تكشف ذلك.

وفي برلين، حذر المفوض الاوروبي المكلف شؤون البيئة ستافروس ديماس من احتمال ان تجتاح اليونان فيضانات بعد الحرائق التي ضربتها.

وقال ديماس في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الالمانية في عددها امس ان «كارثة جديدة تهدد المناطق التي اجتاحتها الحرائق. اذا هطلت امطار يمكن حصول فيضانات لان التربة ستكون جافة جدا وبالتالي لن تتمكن من امتصاص المياه».

واضاف «على الجميع الاستعداد لمثل هذا الاحتمال».