علماء اميركا: فئران بعضلات مثل شوارزينغر وأخرى منيعة ضد داء السكري

TT

نجح علماء الهندسة الوراثية بإحداث تغييرات جينية على الفئران المختبرية جعلتها منيعة على داء السكري، رغم البدانة المفرطة التي تصيبها. كما توصل العلماء الأميركيون أيضا إلى التلاعب بهندسة الفئران الوراثية لجعلها رياضية وقادرة على كسر الأرقام القياسية. ويأمل العلماء من التجربة الأولى، في تقليل مخاطر السكري علي البدناء، في حين يعول العلماء في التجربة الثانية على النتائج في تنسيل جيل من الفئران الرياضية لا تحتاج إلى «منشطات».

وكتب العلماء الاميركيون، من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، في الصفحة الإلكترونية من «المجلة العامة للعلوم»PloS ، أن تغييرين جينيين على الفئران المختبرية حولها إلى «فئران سوبر» بكتلة عضلية تعادل الكتلة العضلية للفئران الاعتيادية 4 مرات. وسبق لنفس فريق العمل، الذي يقوده الباحث سي جين لي، أن نجح، من خلال إحداث تغيير جيني واحد على الفئران، في تحويل الفئران، حسب تعبيره، إلى «أبطال أولمبيين». وأثبتت التجارب التي أجريت على الفئران أنها تستطيع الركض والتجديف بسرعة تزيد عن ضعفي سرعة الفئران الأخرى.

وذكر سي جين لي لمجلة «PloS » ان التجارب أجريت بشكل رسمي في المعهد الوطني للأبحاث العلمية في الولايات المتحدة الأميركية. ويأمل العلماء من خلال نجاحهم في التوصل إلى علاج لأمراض الاستقلاب، مثل داء السكري، وأمراض ضمور العضلات. ومولت المشروع شركة كبرى للأدوية بهدف تنمية عضلات المرضى المعانين من ضمور العضلات بسبب الشلل.

ورغم ان التجارب على البشر لم تبدأ بعد، إلا أن المجلة استفسرت من الباحث الاميركي عن إمكانية اساءة استخدام الطريقة من قبل الرياضيين البشر. وأشار سي جين لي إلى أن نتائج التجارب غير محسوبة العواقب على البشر بعد، وانه تلاعب بالهندسة الوراثية للفئران بحيث أطلق عمل بروتين مايوستاتين المسؤول عن نمو العضلات. كما نجح في الخطوة الثانية في تنشيط بروتين فوليستاتين الذي يضاعف عدد وحجم الألياف العضلية. وأدت الخطوتان إلى نشوء فئران ذات عضلات ذراعين وصدر وبطن وفخذين هائلة.

وفي خطوة ثالثة سيبحث العلماء عن تغيير جيني ثالث يكمل عمل المايوستاتين والفوليستاتين ويضمن للبشر نمو عضلات فريدة من نوعها. وكان علماء اميركيون قد نجحوا سابقا في تنمية عضلات الكلاب بعد تنسيل كلاب لا تحتوي أجسامها على انزيم منظم لعمل المايوستاتين. لكن الكتلة العضلية الضخمة تحولت إلى عائق أمام حركة الكلاب وركضها ونشاطها الرياضي. ويعتقد العلماء الاميركيون والألمان أن المواد الكابحة للإنزيم المنظم لعمل المايوستاتين سيكون «المنشط» القادم في الألعاب الرياضية الأولمبية.

وعلى صعيد ذي صلة، انتج الباحث فيليب شيرر من معهد الأبحاث العلمية في دالاس تكساس، فأرا يزيد وزنه عن الفئران الأخرى خمس مرات. وهذا ليس كل شيء لأنه ثبت للعلماء أن الفأر، المعدل وراثيا، منيع على داء السكري رغم بدانته المفرطة. وكتب شيرر في مجلة «جورنال اوف ميديكال انفستيغيشنز»، انه حرر جسم الفأر من هورمون ليبتين الذي يكبح جماح الشهية عادة.

وفي تجربة أخرى نجح شيرر وفريق عمله في تنسيل فئران تطلق غددها هرمون اديبونكتين بكميات تزيد ثلاث مرات عن الكميات التي تفرزها أجساد الفئران الاعتيادية. ويزداد فرز اديبونكتين، المسؤول عن نمو الكتلة الشحمية، كثيرا في حالة حرمان الحيوانات من الطعام لفترة طويلة، وهو ما فعله العلماء. وكانت النتيجة هي نمو فئران بدينة في المجموعة الأولى وبدينة جدا في المجموعة الثانية. وكان الفرق مفاجئا للعلماء حينما اكتشفوا أن الفئران الخالية من هرمون ليبتين أصيبت مع مرور الوقت بالسكري، في حين لم تصب بالداء الفئران البدينة التي تفرز أجسامها اديبونكتين بكثرة. ولكن وزن الفئران، بعد الانتهاء من التجربة كالآتي: الفئران الطبيعية 20 غم، فئران المجموعة الأولى 60 غم وفئران المجموعة الثانية 100 غم، وهو أقصى وزن يمكن أن تبلغه الفئران المختبرية.

وكان توزيع الشحم مهما بالنسبة للعلماء، لأن الشحم في مجموعة الفئران الثانية (اديبونكتين) تجمع تحت الجلد وليس في الأعضاء الحيوية، وربما ان هذا هو سر مناعتها على داء السكري. وسيركز العلماء أبحاثهم على هرمون اديبونكتين بغية استخدامه في تقليل مخاطر السكري على البدناء.