الوكالة الذرية تعتبر أن إيران قامت بخطوة كبيرة في أزمة ملفها النووي

واشنطن وباريس تصران على وقف التخصيب لإقفال الملف

TT

اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس ان موافقة ايران على الرد على قضايا اساسية تتعلق ببرنامجها النووي «خطوة كبيرة الى الامام» لكن يتعين على طهران القيام بخطوات اضافية لتؤكد انها لا تسعى الى امتلاك سلاح نووي. ومن شأن ذلك ان يصعب مهمة الولايات المتحدة التي تسعى الى حشد تأييد دولي لعقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي الذي تشك في انه يهدف الى انتاج سلاح نووي.

واضافت الوكالة في تقرير لم ينشر بعد وتسرب الى عدة وكالات انباء ان «خطة العمل خطوة كبيرة الى الامام، وعندما يتم القاء الضوء على النقاط الغامضة في البرنامج النووي، على ايران المضي قدما لاعادة الثقة وكشف مدى وطبيعة برامجها النووية حاليا وفي المستقبل».

كما اشارت الوكالة الى ان ايران تنتج وقودا نوويا اقل من المتوقع، واقرت الوكالة في الوثيقة بان ايران كما اعلنت الاثنين، قدمت ايضاحات حول اختباراتها الماضية بمادة البلوتونيوم وهي احدى النقاط العالقة التي حملت مجلس الامن الدولي على فرض مرتين عقوبات على الجمهورية الاسلامية. لكن التقرير اشار في نفس الوقت الى ان طهران توسع نشاط تخصيب اليورانيوم ولكن بوتيرة ابطأ من المتوقع.

لكن الولايات المتحدة قللت من شأن ما اورده التقرير عن تقدم في الموقف الايراني، وقال المندوب الاميركي في الوكالة الذرية جورج شولت انه اذا اراد قادة ايران فعلا اغلاق الملف النووي فعليهم وقـف كـل الانـشـطة النـووية غـير الضرورية للاستخدام المدني والتي يمكن من خلالها انتاج القنبلة النووية.

من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني انه طالما ليس هناك قرار واضح من ايران بوقف انشطة التخصيب فسنسعى الى موجة عقوبات ثالثة في مجلس الامن.

وستناقش الدول الـ35 اعضاء مجلس حكام الوكالة هذا التقرير خلال الاجتماع المقبل المقرر اعتبارا من 10 سبتمبر في فيينا.

واعلنت ايران والوكالة الدولية في 21 من الشهر الجاري الاتفاق على جدول زمني لتقديم طهران اجوبة حول المسائل العالقة في برنامجها النووي.

واضافة الى مسألة البلوتونيوم ما زالت الوكالة تنتظر من ايران ايضاحات منذ سنوات حول آثار لليورانيوم العالي التخصيب وتسلم وثائق يذكر فيها احتمال استخدام اليورانيوم لاغراض عسكرية.

وفي التقرير الذي وضعه محمد البرادعي مدير الوكالة الذرية فانه يركز على نقاط اذيعت حول الاتفاق الذي ابرمته الوكالة مع طهران قبل اسابيع، مشيرا الى تقدم في بعض الحالات والى اطار زمني لاجابة طهران على اسئلة قدمتها الوكالة والموعد الزمني للاجابة على اخر سؤال هو نوفمبر المقبل.

وقال مسؤول في الامم المتحدة انه لو التزمت طهران بكل المواعيد المتفق عليها في البرنامج وقدمت كل المعلومات المطلوبة سيكون بامكان الوكالة اقفال التحقيق منذ 4 سنوات حول انشطتها المثيرة للشكوك.

وفي طهران شكر نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي الخميس الوكالة على «مقاربتها المهنية» في الملف النووي الايراني، بعد ان هنأت الوكالة طهران على تعهدها الرد على الاسئلة العالقة حول هذا الملف.

وقال سعيدي بحسب ما اوردت وكالة الانباء الايرانية الرسمية «نشكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مقاربتها المهنية في هذا الملف ونأمل بان يتواصل السير في هذا الاتجاه». وقال سعيدي ان «هذا التقرير يضع حدا لكل الاتهامات التي لا اساس لها من الصحة حول انشطة فصل واعادة معالجة البلوتونيوم».

وانتقد دبلوماسيون وخبراء اجانب الاتفاق الذي يسمح لطهران، في رأيهم، بكسب الوقت والتنصل من اجوبة تتعلق بالجوانب الاكثر اثارة للجدل في برنامجها.