الجيش يتقدم على محورين في نهر البارد .. وينفذ 7 غارات جوية على مواقع المسلحين

مشهد للدمار الذي خلفه القتال داخل مخيم نهر البارد في شمال لبنان (خاص بـ«الشرق الأوسط»)
TT

بعدما عادت مسألة إخراج جرحى تنظيم «فتح الاسلام» من مخيم نهر البارد الى نقطة الصفر، استؤنفت المواجهات لتفرض نفسها بقوة على هذه «الحرب» التي دخلت امس يومها الثالث بعد المئة وسط ثابتتين. الاولى اعتماد الجيش القضم التدريجي لمواقع المسلحين. والثانية استمرار هؤلاء في اطلاق صواريخ الكاتيوشا من البقعة التي يسيطرون عليها.

فبعد ليلة شهدت انحساراً في المواجهات، عاد القتال الى عنفه صباح امس. وسجلت معارك عنيفة استخدم الجيش فيها المدفعية بكثافة. كما تدخل الطيران المروحي الذي استهدف بسبع غارات ملاجئ المسلحين ولاسيما ما يعرف بملجأ «ابو عمار» وملجأ الشيخ علي، مسجلاً اصابات مباشرة ومدمرة في هذه المواقع. واستمر الوضع على حاله من العنف حتى قرابة الظهر، حين حلت المناوشات بالاسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة. وتخللها قصف بمدفعية الدبابات.

في غضون ذلك، اكدت المعلومات الواردة من المخيم ان الجيش حقق تقدماً على محورين. الاول قرب مسجد الحاووز، حيث باتت مدفعية الدبابات تتعامل مباشرة مع مواقع المسلحين وتحصيناتهم. والثاني في المنطقة الشمالية ـ الشرقية حيث بات الجيش على مسافة 30 متراً من ملجأ «ابو عمار» بعدما تقاطعت المعلومات عن ان المساحة المتبقية تحت سيطرة المسلحين لا تتجاوز المائتي متر طولاً والمائة وخمسين متراً عرضاً، وان معظم المباني فيها باتت مدمرة، ما يشكل حماية اضافية للملاجئ والتحصينات القائمة تحتها. وقد عمد الجيش الى تفجير مبنيين ملغمين، فيما عملت الجرافات على فتح المزيد من الطرق لتسهيل مرور الآليات العسكرية.

وقد اطلق المسلحون صاروخي «كاتيوشا» فانفجر الاول قرب شاطئ بلدة العبدة القريبة فيما لم ينفجر الآخر. وعملت وحدات الهندسة على تعطيله. واشار مصدر عسكري الى ان اطلاق الصواريخ يتم من داخل الملاجئ عبر فوهات مجهزة لمثل هذه العمليات.

وعلى صعيد الوساطات لاخراج الجرحى من المخيم لم يسجل جديد امس سوى ما ذكرته اوساط «رابطة علماء فلسطين» من انها تتابع الاتصالات لتحقيق هذا الهدف. وقد أكد عضو الرابطة الشيخ محمد الحاج «استمرار الاتصالات بين الرابطة وقيادة الجيش اللبناني من جهة، وعناصر تنظيم فتح الاسلام من جهة اخرى، لانهاء الترتيبات المتعلقة بعملية اجلاء الجرحى بنجاح». وقال: «كما نجحت عملية اجلاء المدنيين التي لاقت ترحيبا لدى عناصر فتح الاسلام، نأمل ان تتحقق عملية إجلاء الجرحى وتترك أثرا كبيرا يؤدي الى انهاء ازمة البارد».

إلى ذلك، تابع امس قاضي التحقيق العدلي في احداث نهر البارد القاضي غسان عويدات تحقيقاته مع الموقوفين المدعى عليهم من «فتح الاسلام» واستجوب 13 موقوفا منهم.

وعلى صعيد ذي صلة، عقدت امس القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اجتماعا برئاسة المفوض العام ممثل اللجنة التنفيذية للمنظمة في بيروت عباس زكي حضره قادة فصائل المنظمة في لبنان. وأطلع زكي المجتمعين على ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة «في شأن اعلان الحملة الدولية لإعادة اعمار مخيم نهر البارد» في 10 سبتمبر (ايلول) المقبل. وشدد على ضرورة «اتخاذ خطوات سريعة للعمل على حل مشكلات النازحين المباشرة والبعيدة المدى، وخصوصا لجهة تأمين الاموال لاعادة اعمار مخيم نهر البارد باطلاق حملة لبنانية ـ فلسطينية لتوفير الدعم المالي اللازم من الدول العربية والدول المانحة، ومواصلة الاجراءات الرامية لحفظ الهدوء وسلامة المخيمات وجوارها».