اتفاق قريب بين واشنطن وبيونغ يانغ حول تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي

احتمال حذف اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب

TT

توقع المفاوض الاميركي في ملف كوريا الشمالية النووي، كريستوفر هيل امس التوصل الى اتفاق مع كوريا الشمالية في سبتمبر (أيلول) المقبل يقضي بكشف وتفكيك برنامج بيونغ يانغ للاسلحة النووية بحلول نهاية 2007 الا انه ترك مسألة حذف كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب مفتوحة.

وعلى الرغم من تسجيل تأخر في بعض النواحي الفنية من العملية، رجح مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الآسيوية خلال مؤتمر صحافي ابرام الاتفاق خلال الجولة المقبلة من المفاوضات السداسية، المقرر عقدها مطلع الشهر المقبل.

وقال هيل «سنسعى فعلا لتحقيق ذلك مطلع سبتمبر بحيث نتوصل بعدها الى اتفاق لتطبيق المرحلة المقبلة القاضية بتفكيك وكشف كوريا الشمالية» ترسانتها النووية.

وتابع «سنحاول إنجاز ذلك خلال لقائنا السداسي المقبل على ان نباشر التطبيق في الخريف على أمل إتمام الأمر بحلول نهاية عام 2007» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واشار الى انه في حال بات الاتفاق حول تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي جاهزا للتطبيق بدون عقبات، فسوف يكون من الممكن عقد اول لقاء بين وزراء خارجية الدول الست (الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا) في اكتوبر (تشرين الأول) في بكين.

ورأى بعض المسؤولين ان المحادثات على المستوى الوزاري ستعطي دفعاً سياسياً لعملية تفكيك سلاح كوريا الشمالية النووي.

واغلقت بيونغ يانغ حتى الآن مفاعلها النووي الرئيسي في يونغبيون، عملا باتفاق سداسي تم التوصل اليه في 13 فبراير(شباط) الماضي.

ووافقت كوريا الشمالية بموجب هذا الاتفاق على تفكيك برنامجها النووي لقاء مساعدة وضمانات امنية ودبلوماسية وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

وحصل النظام الشيوعي لقاء اغلاق مفاعل يونغبيون على خمسين الف طن من الفيول الثقيل من كوريا الشمالية على ان يتلقى لاحقا 950 الف طن اضافي او ما يوازيه من مساعدات فضلا عن تحقيق الخطوات الدبلوماسية المتفق عليها بعد كشف وتعطيل برامجه النووية كاملة.

وقال هيل انه بالرغم من اغلاق مفاعل يونغبيون «فاننا لم نصل بالتأكيد الى منتصف الطريق بل اننا بالكاد تخطينا بداية» الجهود الرامية الى وقف برنامج كوريا الشمالية النووي.

واضاف ان على كوريا الشمالية ان تعلن وتفكك جميع برامجها النووية بالرغم من معلومات افادت بان هذا القرار يتعلق فقط بثلاث منشآت نووية جميعها في مجمع يونغبيون.

وتتهم الولايات المتحدة كوريا الشمالية بتطبيق برنامج سري لتخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة فضلا عن المشاريع المرتبطة بمفاعل يونغبيون لانتاج البلوتونيوم. ويمكن استخدام اليورانيوم العالي التخصيب والبلوتونيوم لصنع اسلحة نووية.

ولم تعترف كوريا الشمالية بامتلاكها برنامجا لتخصيب اليورانيوم بنسبة مرتفعة وقد اجرت اول تجربة لقنبلة ذرية العام الماضي.

وقال هيل انه بعد الانتهاء من تفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي، ستبحث الدول الست في «وقف نهائي» لبرامج بيونغ يانغ الخاصة بـ«المواد الانشطارية والعبوات».

كما شدد على ضرورة بذل جهود متزامنة على مستويين؛ اولهما التوصل الى اتفاق سلام دائم بعد الحرب الكورية في الخمسينات من القرن الماضي، والثاني لوضع اطار يضمن امن شمال شرقي آسيا.

وقال هيل «سيتحتم علينا من اجل الوصول الى عناصر الوقف النهائي تلك، تحقيق تقدم في المرحلة المقبلة» المتعلقة بتفكيك برنامج بيونغ يانغ النووي.

من جانب آخر، ترك المبعوث الاميركي الى كوريا الشمالية احتمال حذف اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للارهاب مفتوحا قبل أن تتخلى تماما عن برامجها النووية.

وجاءت تصريحات هيل قبل محادثات تجري مطلع الاسبوع المقبل مع مسؤولي كوريا الشمالية في جنيف. ويتوقع أن تركز على كيفية تنفيذ كوريا الشمالية لالتزاماتها بالتخلي عن برامجها النووية.

وفي اطار اتفاق فبراير، وافقت واشنطن على بدء عملية حذف بيونغ يانغ من قائمة الدول الراعية للارهاب، لأن وجودها على هذه القائمة يخضعها لحظر على المبيعات المتعلقة بالاسلحة وحظر لبعض أنواع المساعدات الاميركية وكذلك لاعتراض الولايات المتحدة على حصولها على قروض من البنك الدولي والجهات الاخرى.

ورفض هيل أن يحدد ما الذي يتعين على كوريا الشمالية فعله من أجل حذف اسمها، ولكنه لمح الى احتمال حدوث ذلك قبل أن تتخلى تماما عن برامجها النووية.

كما أشار الى أن مصير المواطنين اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية وهي قضية لها حساسية بالغة في اليابان ربما يكون له دور في الحسابات الاميركية بشأن الموعد الذي سيحذف فيه اسم بيونغ يانغ من القائمة.

وأقرت كوريا الشمالية عام 2002 بأن عملاءها خطفوا 13 يابانياً أعيد خمسة منهم منذ ذلك الحين. وتقول بيونغيانغ ان الثمانية الآخرين ماتوا، ولكن طوكيو تريد الحصول على معلومات أكثر تفصيلا بشأن مصيرهم الى جانب معلومات عن أربعة آخرين تقول انهم خطفوا أيضا.

وقال مايكل غرين، وهو مسؤول رفيع سابق في البيت الابيض ويعمل حاليا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ان كوريا الشمالية ربما توافق على ايقاف عمل المنشآت في مجمع يونغبيون ولكنها قد ترفض تقديم اعلان كامل بالاسلحة النووية التي لديها وبرنامج اليورانيوم العالي التخصيب الذي تعتقد واشنطن أنه موجود لديها.

وأضاف «من الواضح أنهم قرروا مطاوعتنا فيما يتعلق بمنشآت البلوتونيوم في يونغبيون لاننا نعلم أمرها ولانها قديمة ومتهالكة» حسب ما نقلت وكالة رويترز للانباء.

وأمام الرئيس الاميريكي جورج بوش الذي رفض في البداية التفاوض مع كوريا الشمالية أقل من 17 شهرا في منصبه يستطيع خلالها محاولة احراز التقدم في قضية نزع الاسلحة النووية لكوريا الشمالية.

وقال هيل «لم نصل حتما الى نصف الطريق.. ولكننا تخطينا البداية لتونا». وأضاف ان بيونغ يانغ لم تقر بعد بما اذا كان لديها برنامج لليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن أن يتيح لها مسارا ثانيا لصنع الاسلحة النووية. وعندما سئل عما اذا كان هذا مثيرا للقلق أجاب «كل ما يتعلق بهذه العملية مثير للقلق بعض الشيء».