زيباري يحذر من توقع «حلول سحرية» في تقرير بترايوس وكروكر

تقرير أميركي يؤكد فشل بغداد في تحقيق تقدم سياسي وأمني

TT

حذر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس من توقع «حلول سحرية لأزمة العراق» في التقرير الذي سيقدمه قائد القوات الاميركية في العراق ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد ريان كروكر الشهر المقبل. وقال زيباري: «لا اتوقع انه (التقرير) سيقدم حلولا سحرية للمشاكل والتحديات للازمة العراقية او حتى اجابات فورية للمشاكل التي نمر بها». وستخضع الاستراتيجية الجديدة للرئيس الاميركي جورج بوش في العراق لاختبار قاس في منتصف سبتمبر (ايلول) حين سيناقش الكونغرس تقويما للوضع في العراق من خلال تقرير يقدمه بترايوس وكروكر، ومن المتوقع ان يرسم هذا التقرير السياسة المستقبلية للرئيس بوش في العراق.

وتزامنت تصريحات زيباري مع نشر تفاصيل تقرير اميركي ينتقد اداء الحكومة العراقية ويفيد بأنها حققت فقط 3 أهداف من اصل 18 هدفا حددها الكونغرس الاميركي لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي. الا ان وزير الخارجية العراقي شدد على وجود تقدم في الاوضاع العراقية، ولفت الى تطورات امنية ايجابية، قائلاً: «حدثت تحولات في ولاءات الناس في الانبار وبعقوبة والكثير من المناطق الاخرى والارهابيين والمسلحين المهزومين في العديد من هذه المناطق». وذكر ان العشائر السنية في محافظات الانبار وبعقوبة وجنوب بغداد اخذت على عاتقها محاربة تنظيم «القاعدة» ودفعت ابناءها الى التطوع في صفوف القوات الامنية العراقية وكذلك انشأت تنظيمات مسلحة. واضاف الوزير ان «ذلك يصاحبه تحرك سياسي وهذا ما تقوم به الحكومة في مجال المصالحة الوطنية وتشريعات القوانين التي ستطرح على البرلمان حال عودته في سبتمبر المقبل».

ومن جهة اخرى، قال وزير خارجية العراق ان ايران واصلت قصف شمال البلاد رغم احتجاجات بغداد، الامر الذي يهدد العلاقات بين البلدين الجارين. واضاف زيباري انه استدعى السفير الايراني في 28 أغسطس (اب) الجاري وسلمه مذكرة احتجاج بشأن القصف عبر الحدود وأبلغه انذاك أن العراق يريد من ايران أن توقف هذه العملية فورا لانها تضر بالعلاقات بين البلدين، وتابع أنه وفقا للمعلومات التي تلقاها تواصل القصف أمس في محافظة أربيل، مكرراً دعوة الحكومة الايرانية لوقف هذه العملية العسكرية فورا. وتقول بغداد انه تم اجلاء المئات من القرى الحدودية بسبب القصف الايراني، مما يزيد من الاضطرابات الامنية في البلاد. وعلى صعيد التقدم السياسي والامني في بغداد، افاد «مكتب محاسبة الحكومة الاميركية» بأن العراق لم يبلغ الا ثلاثة اهداف من 18 حددها له الكونغرس الاميركي على صعيد احراز تقدم في المجالين العسكري والسياسي. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية مسودة التقرير الصادر عن مكتب محاسبة الحكومة (غاو) الذي يتضمن تقييما سلبيا للجهود الاميركية من اجل ارساء الامن في بغداد. وافادت مسودة التقرير الذي سينشر رسمياً يوم الثلاثاء المقبل ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي اطلقها بوش في يناير (كانون الثاني) وتم بموجبها تعزيز عديد القوات الاميركية في العراق، لم تعط نتائج ايجابية واضحة. وقالت «واشنطن بوست» ان التقرير المؤلف من 69 صفحة سيحال الى البنتاغون الذي سيدرسه وقد يعدل فيه قبل نشره الاسبوع المقبل. وجاء في التقرير انه «لم يتم التصويت (في البرلمان العراقي) على قوانين اساسية، ولا تزال نسبة العنف مرتفعة وليس اكيدا ان الحكومة العراقية ستنفق عشرة مليارات دولار في اعادة البناء» كما وعدت. واضاف ان الاعتداءات على المدنيين مستمرة بالوتيرة نفسها، والقوى الامنية العراقية لم تتقدم على صعيد اكتساب الكفاءات. وتابع نص المسودة: «فيما كانت الخطة الامنية لبغداد مخصصة لتخفيض نسبة العنف، فان الوكالات الاميركية غير متفقة على ان هذا الامر قد تحقق»، مشيراً الى ان «معدل الهجمات اليومية على المدنيين يبقى مرتفعا وفي النسبة نفسها تقريبا خلال الاشهر الستة الاخيرة، مع وقوع 25 اعتداء في فبراير (شباط) و26 في يوليو (تموز)». ويبدو ان هذه الخلاصات تتناقض مع النتائج المنتظرة في تقرير بترايوس وكروكر والذي يتوقع ان يشير الى احراز تقدم على صعيد الامن والمصالحة السياسية في محاولة لكسب دعم الكونغرس لجهود الادارة الاميركية في العراق.