50 نائبا أميركيا زاروا العراق خلال الصيف للتعرف على الواقع

يعتبر بعضهم الزيارة إلى بغداد وسام شرف

TT

في صبيحة يوم الأحد من أوائل أغسطس (آب) الماضي، وبعد ساعات من دخول الكونغرس في عطلته الصيفية، قامت النائبة جان شاكوسكي وخمسة من زملائها بركوب طائرة عسكرية في قاعدة اندروز الجوية. وبعد ثلاث رحلات جوية على متن مروحية من نوع بلاك هوك لاحقا تناول الفريق أخيرا غداءهم في بغداد مع السفير الأميركي رايان كروكر. وقالت شاكوسكي النائبة الديمقراطية الليبرالية والشديدة الانتقاد للحرب في العراق: «كان غداء لذيذا».

ومن ضمن المدعوين كان هناك الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية في العراق. ومع جملة خرائط وبيانات كانت موضوعة وراءه أخبر المشرعين أن الزيادة السريعة في الوحدات الأميركية حققت «زخما تكتيكيا» وهي جملة ظلت تتردد في جلسات الاستماع التي جرت في الكونغرس وأصبح المشرعون هم أيضا يستخدمونها.

يمكن القول إن الرحلات السنوية لبعض أعضاء الكونغرس في الصيف تأخذ طابعا طارئا؛ فمع سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس وقرب مراجعة الزيادة التي أمر بها الرئيس بوش في عدد القوات الأميركية من قبل الكونغرس في سبتمبر (ايلول)، قام ما يقرب من 50 مشرعا بزيارات متفرقة الى العراق خلال هذه الصيف، وما تركته هذه الزيارات من انطباعات عليهم سيكون لها تأثير كبير على النقاش المتوقع.

فقبل أيام قال السيناتور الديمقراطي كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بعد زيارته إلى العراق إنه من الضروري إقصاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن الحكم بسبب التقدم الضئيل الذي حققه في مجال بناء الجسور ما بين الخلافات الطائفية السائدة حاليا. ثم قام نظيره من الحزب الجمهوري السيناتور جون وارنر بإطلاق قنبلته السياسية حينما دعا الرئيس بالبدء بسحب القوات الأميركية من العراق.

من جانب آخر، يشعر بعض المسؤولين في البنتاغون بالقلق من الكيفية التي سيتمكن الجنرالات من خوض الحرب في العراق وتوفير حماية وإسكان لهذا العدد الكبير من المشرعين مع تقديم مذكرات تفصيلية لهم وتوفير المتطلبات الأمنية لهم. وقال جيف موريل السكرتير الصحافي للبنتاغون، إن وزير الدفاع روبرت غيتس وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال بترايوس عازمان على تحقيق الهدفين معا. وتشعر وزارة الدفاع بالارتياح. وهناك ديمقراطي واحد على الأقل، هو النائب براين بيرد من واشنطن، وكان خصما للحرب في البداية، قد غير رأيه.

وقد تأثر بيرد بشكل خاص بالزيارة الى اليوسفية الواقعة جنوب بغداد وفي منطقة يهيمن عليها المتمردون السنة. والتقى رئيس البلدية وزار السوق وتحدث الى شيخين، أحدهما سني والآخر شيعي، وكانا قد «عانقانا أمام الآخرين في الشارع». وقال بيرد ان «ذلك تقدم حقيقي» على الرغم من أنه اعترف بأنه لم يخبر زوجته حول اسم المنطقة المستعار وهو «مثلث الموت» وقال ان المشهد بأسره كان سورياليا الى حد ما. ونادرا ما تشتمل جولات أعضاء الكونغرس الى العراق أحاديث مع العراقيين العاديين. ويرتاب العراقيون بمشاهد السواق. وعندما يلتقون أميركيا يرتدي ملابس رسمية يميلون الى رد فعل يعكس القلق، او عدم التوثق من هوية الزائر، أو الدور الذي يلعبه في السياسة العراقية. وينظر المسؤولون العراقيون الى زيارات أعضاء الكونغرس بمزيج من الاعجاب والازدراء. ومعظمهم يتمنون أن يبقى الأميركيون فترة أطول.

* خدمة «نيويورك تايمز»