وزير الدفاع اللبناني: نجدد التزامنا بالقرار 1701 ومراقبة الحدود مع سورية

قال إن 163 عسكريا سقطوا و222 مسلحا قتلوا و202 أسروا

TT

أعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن الجيش اللبناني الذي حسم معركة نهر البارد ضد تنظيم «فتح الإسلام» والتي دامت 106 أيام، فقد 163 عسكرياً، فيما بلغ عدد قتلى المسلحين 222 والموقوفين منهم 202. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر وزارة الدفاع في اليرزة: «بعد انتصار الجيش نجدد التزامنا حماية الجنوب من العدو الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 ومراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية والمياه الإقليمية وحماية (اتفاق) الطائف». وأكد انه «بعد هذا الانتصار لن تكون سلطة الا سلطة الدولة لحماية المدنيين في نهر البارد ولا خوف على الفلسطينيين ولا خوف منهم»، مشيراً الى أن «تسليح الجيش وتحديثه باتا أولوية». وحذر من «أن يذهب البعض الى حكومتين فلبنانين» معتبراً أن «الجريمة تكتمل بحق لبنان إذا مر الاستحقاق الرئاسي من دون انتخاب رئيس جديد».

واستهل المر مؤتمره الصحافي بالقول: «أنحني أمام شهداء الجيش الأبطال وأمام الجرحى وكل جندي وضابط قدم حياته لأجل لبنان. إن القضية التي استشهد من اجلها أبطال الجيش ودفع الجرحى من دمائهم قد انتصرت وانتصر لبنان، ونفذ الأمر. حسم الجيش معركة البارد وسحق أوكار الغدر والإرهاب. لم يتركوا أمام الجيش خيارا. تصوروا صبره ضعفا. ظنوا حكمته ترددا. حسبوا إنذاره كلاما. فكان القرار واضحا وحاسما: إما أن يستسلم القتلة الإرهابيون وإما الحسم العسكري». ولضاف: «بلغ عدد القتلى الإرهابيين منذ بداية المعارك 222 إرهابيا. وبلغ عدد الموقوفين 202، إضافة الى عدد غير محدد بعد من القتلى الإرهابيين طمرهم رفاقهم في مقابر جماعية خلافا لكل دين وشرع وانسانية».

وتابع: «مائة وستة أيام قيل فيها الكثير: إذا دخلتم فسينكسر الجيش أو ينقسم. إذا دخلتم فان الجيش لا يقدر على الحسم. إذا دخلتم فسيغرق الجيش في مستنقع كما غرقت جيوش عديدة في ظروف مشابهة. مائة وستة أيام، 163 شهيدا بطلا خطوا بدمائهم صفحات مشرفة في تاريخ لبنان والجيش، بحيث أن كل شهيد افتدى بحياته مئات المدنيين كان الإرهابيون سيستهدفونهم في الأماكن العامة. هذا الانتصار استأصل اكبر تهديد واجه الشعب اللبناني لان تنظيم فتح الإسلام كان ليمتد وينتشر، كما الخلايا السرطانية، ليضرب كل جزء من اجزاء الوطن. وكان يهدف الى عزل الشمال عن لبنان وإعلانه إمارة ارهابية. حقق الجيش انتصارا لكل دولة شقيقة وصديقة لان هذا التنظيم اتخذ من نهر البارد ملجأ ومقرا لتصدير الإرهاب الى العالم، معتمدا على عتاة المجرمين الإرهابيين من جنسيات مختلفة. البعض منهم غير موثقين لدى دولهم مما يتيح لهم حرية الحركة والسفر وإرهاب العالم». وشدد المر على أن «الدماء الزكية» التي دفعها الجيش في مكافحة الإرهاب «هي الدماء ذاتها التي روت ارض لبنان والجنوب في مقاومة العدوان الاسرائيلي... والسؤال الكبير اليوم: ماذا بعد انتصار الجيش؟ بعد انتصار الجيش لا عودة الى الوراء. لا غدر بلا عقاب. ولا جرم بلا حساب. بعد انتصار الجيش، لا خوف على المدنيين الفلسطينيين ولا خوف من الفلسطينيين. لن تكون سلطة الا سلطة الدولة لحماية المدنيين في نهر البارد. فقد دفع الإخوة الفلسطينيون ايضا ثمنا غاليا لهذا الاختراق الإرهابي». وقال: «بعد انتصار الجيش، بات التسليح والتحديث أولوية وطنية وواجبا دوليا. ليس مقبولا بعد اليوم ان يعاني الجيش نقصا نوعيا وكميا في السلاح والتجهيز، فيقاتل جنودنا باللحم الحي. بعد انتصار الجيش، نجدد التزامنا حماية الجنوب من العدو الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 ومراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية ومراقبة المياه الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار وحماية اتفاق الطائف. بعد انتصار الجيش، نؤكد عزمنا على الاستمرار في مكافحة الإرهاب. بعد انتصار الجيش، نؤكد أهمية الدولة القادرة الموحدة، فتحصن الاستقلال، وتحمي الكرامة الوطنية. حذار بعد انتصار الجيش، أن يذهب البعض بلبنان الى حكومتين فلبنانين فتذهب هدرا تضحيات أبطال لبنان. وحذار ان يمر موعد الاستحقاق الدستوري من دون رئيس للجمهورية فتكتمل الجريمة في حق لبنان وحق الجيش وشهدائه. فالدولة التي انتصرت على الاحتلال والإرهاب لا يجوز ان تهدر إنجازاتها على حلبة الصراع السياسي في دوامة التجاذب والانقسام». ووجه الوزير المر: «تحية الى كل الأشقاء والأصدقاء الذي وقفوا الى جانب لبنان، من المملكة العربية السعودية الى الإمارات العربية المتحدة ومصر والاردن والولايات المتحدة الاميركية والمجموعة الاوروبية. وتحية من القلب الى قائد الجيش (العماد ميشال سليمان) أب الشهداء. تحية الى كل جندي ورتيب وضابط. تحية الى اركان الجيش. تحية الى قوى الأمن الداخلي وشهدائها. تحية الى الصليب الأحمر والدفاع المدني وشهدائهما. تحية الى رجال الإعلام في الميدان وكل مكان دفاعا عن الحرية والانسان. والى أهالي الشهداء أقول: ارفعوا رؤوسكم عاليا. أبناؤكم لم ينحنوا ولم يركعوا. منعوا سقوط لبنان».

وكان مدير التوجيه في قيادة الجيش، العميد الركن صالح سليمان، مهد لمؤتمر وزير الدفاع بكلمة قال فيها: «لقد استطاع الجيش ان ينهي تنظيم فتح الإسلام ويجتثه نهائيا ويقضي على مشاريعه المشبوهة للتغرير بالمواطنين وجعلهم من ضحاياه. وان ما بذله العسكريون من تضحيات جسام من اجل تحقيق العدالة وعودة هيبة الدولة وتجنيب المدنيين ويلات الحرب، لا يمكن مقارنته بالخسائر البشرية مع عناصر هذا التنظيم الإرهابي الذين نالهم المصير المحتوم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه التعدي على صيغة لبنان الفريدة».