بوش للصحافيين: أقول للمالكي أنت صديقي ولكن عليك بذل مزيد من الجهد

رئيس الحكومة العراقية عقد جلسة لحكومته فور مغادرة الرئيس الأميركي .. والدباغ اعتبر الزيارة دعما مطلقا للحكومة

الرئيس الأميركي جورج بوش مع جزء من قواته في العراق الذي مر به أول من أمس في زيارة مفاجئة (رويترز)
TT

بعد ساعات من مغادرة الرئيس الاميركي جورج بوش العراق في زيارة مفاجئة، اول من أمس، عقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جلسة لحكومته اعتبرت بمثابة، تلبية لدعوة وجهها له الرئيس الاميركي لبذل مزيد من الجهد لتحقيق انفراج سياسي وأمني في العراق.

وأعلن بوش في محافظة الانبار أنه سيواصل دعم ادارة المالكي «التي تتطور». وقال للصحافيين وهو في طريقه الى استراليا في الطائرة الرئاسية: «رسالتي الى المالكي هي: أمامك الكثير من العمل الذي عليك القيام به، ومهما كانت القرارات المتخذة في واشنطن فهي تهدف الى مساعدتكم على تحقيق ما هو ضروري لإنجاز العمل». وأضاف «ما أتمناه هو الشجاعة والاقتناع وإرادة طلب المساعدة». وأضاف «أوجه للمالكي الرسالة التالية: انت صديقي وقد حققت تقدما خلال اجتماعات سابقة. حان الوقت الآن لإقرار هذه القوانين (الضرورية للمصالحة الوطنية). امامك عمل شاق وأنت تعلم أننا نفهم ذلك».

من جهته، قال الناطق الرسمي للحكومة العراقية، أمس، ان زيارة بوش للعراق أكدت أنه لا يوجد بديل للحكومة الحالية برئاسة نوري مالكي. وقال علي الدباغ في لقاء مع قناة «العراقية» الحكومية «هناك دعم لهذه الحكومة في جهودها للاستقرار، وان التفكير في بدائل لهذه الحكومة ضرب من الخيال». وأضاف «نحتاج الى إصلاح سياسي والزيارة الاخيرة أعطت مفهوما انه لا يوجد بديل عن هذه الحكومة».

وتابع الدباغ الذي أدلى بأول تصريح حكومي حول الزيارة التي اعتبرها البعض دعما للحكومة فيما اعتبرها آخرون ضغطا من الادارة الاميركية على حكومة المالكي، ان «الوضع الامني شهد تحسنا من خلال تعاون الحكومة مع القوات المتعددة الجنسيات، وحقق هذا التعاون ثمارا في تحسن الوضع في محافظة الانبار (السنية)». وأكد الدباغ ان «الاجتماع مع بوش تناول الموضوع الامني وما حققته القوات العراقية والمتعددة الجنسيات في الانبار وهو بمثابة ضربة نهائية لتنظيم القاعدة».

وفي محافظة الانبار قال بوش إنه وفريق الأمن القومي «جاءوا لرؤية التغيرات المتعددة الواقعة على أرض الواقع في محافظة الأنبار». وقال متذكرا انه أخبر في الصيف الماضي بفقدان السيطرة على الأنبار. لكن المواطنين العراقيين «رفضوا الاستسلام» والمحافظة اليوم أكثر هدوءا بكثير مما كانت عليه. وخلال زيارته أكد بوش على عدم تخلي الولايات المتحدة مستقبلا عن العراق، لكنه حذر من أن التقدم في تخفيض درجة العنف هنا يجب تقويته من خلال إجراء سياسي عن طريق الحكومة المركزية، لكن بوش اعترف بأن «التحديات كبيرة» وأن سرعة التقدم تظل «تبعث على الضيق» بالنسبة للعراقيين وللأميركيين على حد سواء.

وقبل مغادرته قال بوش أمام عدد من قوات المارينز، إن استقرار العراق سيمنع الإرهابيين من امتلاك قاعدة يستطيعون منها «التخطيط لهجمات على بلدنا». وقال بوش إن أي انسحاب يجب ألا يكون على أساس خوف أو بسبب السياسة وأضاف: «حينما نبدأ بسحب القوات من العراق سيكون ذلك عن موقف قوة ونجاح لا موقفا ناجما عن خوف أو فشل، والقرار سيستند إلى تقييم هادئ من قبل قادتنا العسكريين الموجودين على الأرض، لا من خلال ردود فعل انفعالية من قبل سياسيين في واشنطن أو بسبب نتائج استطلاع رأي ما». وقال بوش إنه حث القادة العراقيين كي يبادروا إلى إجراءات ملموسة مثل مشاركة ريع النفط بين الجماعات الاثنية المختلفة لدعم «المصالحة من تحت إلى فوق» في مناطق مثل الأنبار الواقعة في غرب العراق، حيث السنة يعملون هناك مع قوات أميركية لمحاربة الجماعات المتمردة المتطرفة مثل «القاعدة» في العراق.

وبادر إلى «تهنئتهم لإنجاز» اتفاق موقع عليه في الأسبوع الماضي للعمل معا من أجل إجراء انتخابات اقليمية وحول وضع الأعضاء السابقين في حزب البعث وقضايا أخرى، لكنه شدد على كل ذلك هو «مجرد نقطة بدء» كما قال مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي لمراسلي البنتاغون.

وخلال لقاء مع قادة عراقيين وشيوخ عشائر سنة من الأنبار، جلس بوش عند وسط الطاولة، حسبما قال هادلي: «وشجع التواصل» ما بين الجماعتين، داعيا القادة الوطنيين لدعم إعادة إعمار الأنبار وداعيا إلى المشاركة في المصالحة الوطنية على مستوى وطني. وقال غيتس إن شيوخ الأنبار أخبروا بوش عن دور القوات الإضافية من المارينز التي بعثها إلى الانبار والبالغ عددها 4000 ضمن خطة زيادة الوحدات الأميركية في «المساعدة على تعزيز المكاسب» في تحييد المحافظة. وحسبما قال ضابط عسكري أميركي، فإن الهجمات في الأنبار قد انخفضت بأكثر من النصف منذ بدء السنة الحالية. وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع إن «هناك أشخاصا داخل حكومة المالكي الذين قد يريدون اعتبار هذا الإجراء تسليحا للمعارضة السنية لحكومة المالكي المستندة إلى قاعدة شيعية». لكن المسؤولين الأميركيين وجدوا ذلك أساسيا لإقناع المالكي كي يزور الأنبار، حيث أنه لم يقم بأي زيارة لتلك المحافظة منذ توليه رئاسة الحكومة، من أجل تعزيز المصالحة على مستوى وطني. ويشعر شيوخ العشائر السنة في محافظة الأنبار بالضيق بسبب غياب الخدمات الأساسية في المنطقة، وقالوا قبل الاجتماع ببوش إنهم يلحون عليه من أجل القيام بإجراء محدد. وقال الشيخ علي الخليفة الدليمي «نحن نرحب به كصديق في الأنبار ونحن نتوقع تحقق اتفاق كبير. نحن كتبنا قائمة من المطالب التي نأمل ألا يتأخر الرئيس بوش في تحقيقها مثل توفير الكهرباء والماء والمواصلات والمستشفيات والبنى التحتية الأخرى، إضافة إلى تقديم تعويضات للمواطنين». وقال شيوخ عشائر آخرون إن زيارة بوش هي احتفال بالتعاون ما بين القوات الأميركية والمتمردين السنة السابقين. وقال فرحان جاسم أحد الشيوخ من قبيلة الدليم: «زيارة بوش لمحافظة الأنبار هي رسالة قوية لحكومة المالكي في بغداد، وتوبيخ للمعارضة الشيعية لتسليح ابناء العشائر لمحاربة القاعدة في العراق. أنا مقتنع بأن أبناء العشائر نفذوا وعودهم التي قطعوها للقوات الأميركية. نحن حققنا خلال أربعة أشهر ما لم تستطع تحقيقه الولايات المتحدة خلال أربع سنوات، وهذا هو تدمير القاعدة في محافظة الأنبار».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)