أمين «الطليعة» المغربي: عندما يتذكر اليازغي أغنية «يا زهرة في خيالي» لفريد الأطرش سيصوت لصالحي

بن جلون لـ«الشرق الأوسط»: لم نخرج من معطف الاتحاد الاشتراكي وهذه العبارة يستعملها السحرة

أحمد بن جلون يتحدث لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

قال أحمد بن جلون، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المعارض، ان حزبه دخل غمار هذه الانتخابات من اجل فضح الديمقراطية المغشوشة والمزورة، اي ديمقراطية الواجهة والاستهلاك، التي كانت تستغلها بعض الطبقات والفئات لفائدة اقلية من البورجوازية والاقطاع والمستغلين، واقلية من اللوبيات المرتبطة بالشركات المتعددة الجنسيات، ضد المصالح العليا للمواطن والمصالح الحيوية لقطاع واسع من الجماهير الشعبية المحرومة. واوضح بن جلون في حديث خص به «الشرق الأوسط» ان حزبه يريد ان ينبه المواطنين انهم بمساندتهم له في هذه الانتخابات، يدافعون أولا عن اصواتهم ولا يتركونها للمفسدين والمتلاعبين والانتهازيين والوصوليين والظلاميين للعبث بها، مع التأكيد مرة اخرى «على مطالبنا». الى ذلك، قال بن جلون ان من ايجابيات نظام الاقتراع باللائحة هو انه يقلص من الفردانية، ومن الترشيحات التي تقوم على اساس قبلي. بيد انه اوضح ان نمط الاقتراع ليس وحده كفيلا بأن يؤدي الى القطبية في العمل السياسي. مشيرا الى أن التشتت والبلقنة، أشياء جاءت لظروف تاريخية قديمة ومتراكمة، وعوامل قيامها لا تعود فقط الى نمط الاقتراع فقط. وإذا كنا بالفعل نريد قطبية حقيقية، والوصول الى غالبية ومعارضة متماسكتين، يقول بن جلون، يجب أن نفكر في أنماط جديدة للاقتراع، خاصة اذا كانت هناك دورتان. ولكن يجب ان ينبع كل هذا من ارادة سياسية حقيقية تروم اقامة ديمقراطية حقيقية في بلادنا. اما غير ذلك، من قبيل نمط الاقتراع وكيفية تنظيم الانتخابات، يظل مجرد شكليات.

وبشأن ترشيحه في دائرة المحيط في الرباط، وما اذا كانت مبادرته رغبة انتقامية تروم منازلة محمد اليازغي، الأمين العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان يترشح في نفس الدائرة قبل اتخاذه قرار عدم الترشح، قال بن جلون: «أبدا، لم تساور هذه الرغبة قط ذهني، ولم اذهب الى تلك التفسيرات الطفيلية، بعد انسحاب اليازغي من الترشح. ولقد قلت لعدد من الاخوان الاتحاديين انني يمكن ان اقسم لهم ان اليازغي، عندما سيكون في المعزل الانتخابي وحده، ولو انه رشح مرشحة من حزبه في مكانه، ويستحضر الذاكرة، سيصوت لفائدة أحمد بن جلون وليس لفائدة مرشحة الاتحاد الاشتراكي».

وحول ما يقصده باستحضار اليازغي للذاكرة، قال بن جلون: «في عام 1971 تم اعتقالنا بسجن في مراكش، ووضعنا السجانون في زنازن انفرادية وعقابية، وخلال فترة الاعتقال كان كل واحد منا يغني اغنية لتزجية الوقت والترفيه عن بعضنا البعض». واضاف قائلا: «كان اليازغي دائما يغني أغنية «يا زهرة في خيالي» للمطرب الراحل فريد الأطرش. وبالتالي عندما سيتذكر اليازغي هذه الأغنية وزنزانة العقاب، انا متيقن، ولو أنني لا اشبه الزهرة، انه سيصوت لصالحي».

الى ذلك، انزعج بن جلون من اعتبار حزبه خرج من معطف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتمنى سحب هذه العبارة التي يستعملها السحرة، وقال: «نحن لم نخرج من معطف الاتحاد الاشتراكي بل خرجنا من رحم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحركة الاتحادية الاصيلة، وحركة التحرير الشعبية، وبعدها تحول اسم الحزب الى الاتحاد الاشتركي للقوات الشعبية، ثم تحول الى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. ولا تنسى اننا خضنا صراعا ايام سطوة وزير الداخلية الراحل، ادريس البصري ومن معه حول الشرعية القانونية للحزب، لأننا نعتبر اننا الاحق بالشرعية التاريخية والنضالية للحزب، وبالتالي كنا نناضل من اجل الشرعية القانونية، وبقينا الى حدود 6 اكتوبر (تشرين الثاني) 1991، نعمل تحت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ـ اللجنة الادارية الوطنية، للتميز عن المكتب السياسي للحزب». واستطرد قائلا: «بقينا متمسكين بتسمية الاتحاد الاشتراكي، وفي الاخير وضعنا لدى السلطات القانون الاساسي للاتحاد الاشتراكي، ودخلنا في صراع حول الشرعية القانونية، بيد ان السلطات رفضت منحنا الترخيص، وذهبت رفقة عبد الرحمن بن عمر الى وزير الداخلية انذاك، ادريس البصري، الذي قلت له انه لولا تدخلكم، وتدخل السلطة لكنا نحن هم ذلك الاتحاد الاشتراكي، فابتسم ابتسامة مفعمة بالسخرية، فكان رد فعلي عنيفا، وقلت له: «السيد الوزير اننا جئنا الى هنا لا لكي نمزح معك، اننا نتكلم معك بجد بشأن مسائل جدية». وفي الأخير اضطرت السلطة الى منحنا ترخيصا لكن على اساس حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي». وفي ما يلي نص الحديث.

* ما هو الشعور الذي ينتابك وانت تخوض الانتخابات الحالية بعد اكثر من 30 سنة من المقاطعة؟

ـ لم يسبق لي المشاركة في الانتخابات، ولكن الشعور الذي ينتابني هو شعور المناضل المنتمي الى الحركة الاتحادية الاصيلة، اي شعور الدخول في معركة سياسية تسير في نفس الخط الذي اومن به، وناضلت من اجله اي الخط النضالي الديمقراطي. انني احس ايضا بنفس الشعور الذي انتابني خلال انتخابات عام 1963. وهي اول انتخابات برلمانية تجري بعد استقلال البلاد، حيث كنت اقوم بحملة انتخابية في اطار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وحضرت مهرجانا انتخابيا ترأسه الشهيد المهدي بن بركة في مدينة وجدة (شرق البلاد).

ومرت السنون، وتطورت الاشياء، وجرت مياه كثيرة تحت الجسور، مررنا من عدة محن ومنعطفات، فنحن لم نقم فقط بعبور الصحراء بل عبرنا الجحيم في حياتنا السياسية والنضالية. والآن، وبعد 30 سنة من مقاطعة الانتخابات، لأن آخر اقتراع شاركنا فيه كان اقتراع 3 يونيو (حزيران) 1977، في اطار حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبي. نرى انه آن الأوان للمشاركة في الانتخابات مع التذكير اننا ما زلنا متشبتين بمطالبنا السابقة، اي مطالب الديمقراطية الحقيقية المتمثلة في الاصلاحات السياسية والدستورية لإقامة ديمقراطية يكون اساسها سيادة الشعب، وتحترم فيها ارادته، وتقوم على اساس مؤسسات تشريعية حقيقية، وجهاز تنفيذي له كامل السلطة لوضع سياسة البلاد وتنفيذها، ومجلس تشريعي له كافة السلطة لمراقبة الجهاز التنفيذي على كافة المستويات، واقامة دولة الحق والقانون، عبر احترام حقوق الانسان، وفصل السلطات، والحرص على استقلالية حقيقية للقضاء. فهذه مطالب ما زالت قائمة وسنواصل النضال من اجلها. ونحن دخلنا غمار هذه الانتخابات من اجل فضح الديمقراطية المغشوشة والمزورة، اي ديمقراطية الواجهة والاستهلاك، التي كانت تستغلها بعض الطبقات والفئات لفائدة اقلية من البورجوازية والاقطاع والمستغلين، واقلية من اللوبيات المرتبطة بالشركات المتعددة الجنسيات، ضد المصالح العليا للمواطن والمصالح الحيوية لقطاع واسع من الجماهير الشعبية المحرومة.

* لكن ما هي القيمة المضافة التي سيقدمها حزبكم في هذه الانتخابات بعد ثلاثة عقود من المقاطعة؟

ـ يمكن ان تنظر فقط الى منشوراتنا الانتخابية، وسترى تلك القيمة المضافة. فمثلا، نحن نقول للناس انه يجب عليهم ان يدافعوا عن كرامتهم وسيادتهم، وليس التصويت على شخص معين، او برنامج معين، لأنه بالنسبة لنا نتساءل كيف يمكن تصور حكومة مكونة من سبعة احزاب سياسية، وسبعة برامج ايضا، وبالتالي ما هو البرنامج الذي سينفذ، فنحن نريد ان ننبه المواطنين انهم بمساندتهم لحزبنا في هذه الانتخابات، يدافعون اولا عن اصواتهم ولا يتركونها للمفسدين والمتلاعبين والانتهازيين والوصوليين للعبث بها، والا يتركوها ايضا للظلاميين لكي يعبثوا بها.هذه هي القيمة المضافة في نظرنا، مع التأكيد مرة اخرى على مطالبنا. فنحن لا نقول انه بالانتخابات النزيهة ستكون هناك ديمقراطية. نعم، نزاهة الانتخابات ضرورية، ولكن يجب ان تكون هناك منطلقات واسس اخرى، لتكون هناك ديمقراطية. وبالتالي فإن القيمة المضافة هي ان نشارك مشاركة نضالية في هذه الانتخابات. نحن نريد ان نفتح افقا اخرى امام الشعب المغربي، ونتخلص من نفس الروتين والحجر الذي وضع عليه منذ استقلال البلاد، المتمثل في انتخابات شكلية كانت كلها مزورة.

* بما فيها انتخابات 2002؟

ـ نعم، بما فيها انتخابات 2002 التي لم نر نتائجها الرسمية حتى الآن. فما معنى ذلك؟ ونتساءل لماذا يخفون النتائج اذا كانت سليمة ونزيهة مائة في المائة؟

اننا نتمنى أن تكون انتخابات يوم غد نزيهة حتى تشكل خطوة للتمرس شيئا ما على الروح الديمقراطية، ووضع بعض القواعد على الاقل لاحترام المواطن واحترام ارادته، وحتى يعلم الشخص المنتخب انه مطالب بتقديم الخصيلة والحساب لأولئك المواطنين الذين منحوه اصواتهم وثقتهم.

* بالعودة الى مسألة عدم وجود غالبية واضحة، يلاحظ ان ذلك يعود بالدرجة الاولى الى طبيعة نمط الاقتراع المتبع اي نظام اللائحة، فهل انتم مرتاحون لهذا النمط من الاقتراع؟

ـ من ايجابيات نظام الاقتراع باللائحة، هو انه يقلص من الفردانية، ومن الترشيحات التي تقوم على اساس قبلي. بيد انه ليس نمط الاقتراع وحده كفيلا بأن يؤدي الى القطبية في العمل السياسي. فالتشتت والبلقنة اشياء جاءت لظروف تاريخية قديمة ومتراكمة، وعوامل قيامها لا تعود فقط الى نمط الاقتراع فقط. واذا كنا بالفعل نريد قطبية حقيقية، والوصول الى غالبية ومعارضة متماسكتين، يجب ان نفكر في انماط جديدة للاقتراع، خاصة اذا كانت هناك دورتان. ولكن يجب ان ينبع كل هذا من ارادة سياسية حقيقية تروم اقامة ديمقراطية حقيقية في بلادنا. اما غير ذلك، من قبيل نمط الاقتراع وكيفية تنظيم الانتخابات، يظل مجرد شكليات.

* ما هي الدوافع التي جعلتكم تترشحون في دائرة المحيط؟

ـ ليست هناك دوافع، فالقضية بسيطة جدا نظرا لأنني لم اكن انوي الترشح. وبالتالي فإن ما لا يعلمه الناس خاصة ان البعض يعتبرنا حزبا صلبا ومتشددا وستالينيا، هو ان حزبنا من الاحزاب التي تسودها ديمقراطية داخلية، ربما يعود ذلك الى كوننا عانينا من انعدام الديمقراطية الداخلية، بل ان رفاقنا ادخلونا الى السجن. اي اننا اعتقلنا بسبب انعدام الديمقراطية، وايضا لأننا كنا ضد المشاركة في انتخابات في 30 يونيو (حزيران)1983، ولهذا السبب اصبحنا اكثر من ديمقراطيين اي ديمقراطاويين، في تعاملنا داخل حزبنا. وبالتالي فان المجلس الاقليمي للحزب في الرباط هو الذي رشحني للانتخابات مثلما رشح رفيقي عبد الرحمن بن عمر. وكما سبق ان قلت لم اكن انوي الترشح بيد ان الاخوان في المجلس الاقليمي للحزب فكروا جيدا حينما رشحوني في تلك الدائرة، لأننا في الحركة الاتحادية الأصيلة نعتبر هذه الدائرة الانتخابية قلعة للحركة الاتحادية، اذ سبق للشهيد المهدي بن بركة ان ترشح فيها في انتخابات عام 1963، وحصل فيها على نسبة 93 في المائة من الأصوات، وكان الاقتراع يقوم انذاك على نمط الاقتراع الفردي في دورة واحدة.

* لكن هناك من قرأ ترشيحكم قراءة أخرى، وانه جاء في سياق رغبة انتقامية تروم منازلة محمد اليازغي، الأمين العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان يترشح في نفس الدائرة قبل اتخاذه قرار عدم الترشح؟

ـ أبدا، لم تساور هذه الرغبة قط ذهني، ولم اذهب الى تلك التفسيرات الطفيلية، بعد انسحاب اليازغي من الترشح. ولقد قلت لعدد من الاخوان الاتحاديين انني يمكن أن اقسم لهم ان اليازغي، عندما سيكون في المعزل الانتخابي وحده، ولو انه رشح مرشحة من حزبه في مكانه، ويستحضر الذاكرة، سيصوت لفائدة احمد بن جلون وليس لفائدة مرشحة الاتحاد الاشتراكي.

* كيف، أي ذاكرة تقصد؟

ـ في عام 1971 تم اعتقالنا بسجن في مراكش، ووضعنا السجانون في زنازن انفرادية وعقابية، وخلال فترة الاعتقال كان كل واحد منا يغني اغنية لتزجية الوقت والترفيه عن بعضنا البعض. كان اليازغي دائما يغني اغنية «يا زهرة في خيالي» للمطرب الراحل فريد الاطرش. وبالتالي عندما سيتذكر اليازغي اغنية «يا زهرة في خيالي» وزنزانة العقاب، انا متيقن، ولو انني لا اشبه الزهرة، انه سيصوت لصالحي.

* حزبكم منضو في اطار تحالف مع الحزب الاشتراكي الموحد، ولكنك ترشحت في نفس الدائرة التي ترشح فيها محمد الساسي، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد. كيف تفسر ذلك، مع العلم انه كان بامكانكما الوصول الى توافق؟

ـ لقد توصلنا في التحالف بصعوبة كبيرة الى توافق حول 76 دائرة انتخابية، وعلى كل حال، وكما قال احد قياديي الحزب الاشتراكي الموحد، في تصريحات صحافية، يجب الا ننظر فقط الى النصف الفارغ من الكأس بل ايضا الى النصف الممتلئ. وبالفعل توافقنا حول 76 دائرة، بيد انه وقعت حادثة بشأن الترشح في دائرة المحيط، وفعلا من المنطقي، ومن اللياقة، كان من الافضل لقياديين من نفس التحالف الا يكونا متنافسين في نفس الدائرة. ولكن على كل حال، هذه ارادة كل واحد. وانا شخصيا لم اكن اتمنى ان اجد نفسي في مثل هذه الوضعية.

* ما هي الموازنة التي حددتموها في التحالف للحملة الانتخابية؟

ـ كل حزب تكلف بحملته الانتخابية، وليست هناك موازنة محددة. فحزبنا يعاني من عجز كبير في تغطية نفقات طبع المنشورات الانتخابية، وبكمية جد متواضعة لا تكفي لتغطية دائرة المحيط التي يوجد فيها اكثر من 300 الف ناخب، فبالاحرى كل الدوائر الانتخابية.

اننا نعتمد بالاساس على التضحيات الشخصية للاخوان المرشحين للمساهمة في تمويل الحملة الانتخابية، بيد انها تبقى مساهمة جد متواضعة.

* إذا مرت الانتخابات في اجواء غير شفافة وغير نزيهة، هل نتوقع انكم ستقاطعون الانتخابات من جديد؟ ـ لكل حادث حديث. بيد انه يجب توضيح اننا لم نكن نقاطع الانتخابات من اجل مقاطعتها، كنا نقاطعها لأن كثيرين نسوا خطاب الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1997، حول نزاهة الانتخابات، والوعد والوعيد لمن سيزورونها، ومع ذلك كانت الانتخابات اكثر تزويرا وتزييفا. نحن لا نحكم على النوايا، ونتمنى ان تكون انتخابات يوم غد بالفعل نزيهة، واذا لم تكن كذلك سيكون لكل حادث حديث، وآنذاك سنتخد المواقف المناسبة لفضح تزويرها، وسنفكر في وسائل النضال المستقبلية من اجل ديمقراطية حقيقية في بلادنا.

فنحن لسنا ضد الانتخابات، ونشدد على القول ان الديمقراطية لا يمكن تصورها بدون انتخابات مثلما لا يمكن تصور الانتخابات بدون ديمقراطية، وإلا ستكون الانتخابات مجرد عبث. ثانيا، منذ 30 سنة ونحن نقاطع الانتخابات كتكتيك، لكن التكتيك اذا استمر مدة طويلة سيتحول الى استراتيجية، واستراتيجيتنا نحن هي تلك التي حددها المؤتمر الاستثنائي لحزب الاتحاد الاشتراكي سنة 1975، القائمة على شعار «تحرير، ديمقراطية، اشتراكية». فالديمقراطية عامل اساسي في معادلتنا الاستراتيجية الثلاثية.

* أما زالت المسافة بينكم وبين الاتحاد الاشتراكي بعيدة؟

ـ بعد المسافة بين ماذا وماذا؟

* انتم خرجتم من معطف الاتحاد الاشتراكي...

ـ لا، لم نخرج من معطف الاتحاد الاشتراكي، نحن خرجنا من رحم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والحركة الاتحادية الأصيلة، وحركة التحريرالشعبية، وبعدها تحول اسم الحزب الى الاتحاد الاشتركي للقوات الشعبية، ثم تحول الى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. ولا تنسى اننا خضنا صراعا ايام سطوة وزير الداخلية الراحل، ادريس البصري ومن معه حول الشرعية القانونية للحزب، لأننا نعتبر اننا الأحق بالشرعية التاريخية والنضالية للحزب، وبالتالي كنا نناضل من اجل الشرعية القانونية، وبقينا الى حدود 6 اكتوبر( تشرين الثاني)1991، نعمل تحت الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ـ اللجنة الادارية الوطنية، للتميز عن المكتب السياسي للحزب، وبقينا متمسكين بتسمية الاتحاد الاشتراكي، وفي الاخير وضعنا لدى السلطات القانون الاساسي للاتحاد الاشتراكي، ودخلنا في صراع حول الشرعية القانونية، بيد ان السلطات رفضت منحنا الترخيص، وذهبت رفقة عبد الرحمن بن عمر الى وزير الداخلية انذاك، ادريس البصري، الذي قلت له انه لولا تدخلكم، وتدخل السلطة لكنا نحن هم ذلك الاتحاد الاشتراكي، فابتسم ابتسامة مفعمة بالسخرية، فكان رد فعلي عنيفا، وقلت له «السيد الوزير اننا جئنا الى هنا لا لكي نمزح معك، اننا نتكلم معك بجد بشأن مسائل جدية». وفي الأخير اضطرت السلطة الى منحنا ترخيصا، لكن على اساس حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي». وبالتالي ارجوك ان تسحب تلك العبارة التي يستعملها السحرة، والتي تقول اننا خرجنا من معطف الاتحاد الاشتراكي.

* متى ستقرب المسافة بينكم وبين الاتحاد الاشتراكي؟

ـ أية مسافة بيننا؟

* بمعنى الا توجد امكانية لتحالف او تقارب مستقبلي، وما هي شروط تحقيق ذلك؟

ـ سئلت مرة في حوار تلفزيوني عن سبب قرار مشاركة حزبنا في الانتخابات، فاجبت بكل عفوية، اننا نشارك فيها لمحاربة الرجعية والظلامية. ونحن في الحركة الاتحادية معروف عنا ما نعنيه بالرجعية بصفة عامة، ولكننا اضفنا عنصرا جديدا هو محاربة الظلامية. وبمجرد انتهاء الحوار التلفزيوني تلقيت مكالمة هاتفية من احد ابرز قادة الاتحاد الاشتراكي يهنؤني ويشكرني فيها على موقفي، وهو موقف طبيعي على كل حال، وفيما بعد انتبهت الى إنني لم اذكر طرفا آخر دخلنا من اجل محاربته أي الاتحاد الاشتراكي.

فنحن كما قلنا نريد أن نعمل على تقدم هذا الشعب والوطن، إلا أن المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين. فهناك اناس خبرناهم، ووجدنا انه ليست لديهم اية مواقف مبدئية تمكن من التعامل معهم بجد.