وكيلة لائحة «الاستقلال»: الذكور ما زالوا يسيطرون على البرلمان وتصدري القائمة تم ديمقراطيا

سميرة قريش لـ«الشرق الأوسط» : نقبل بالمحاسبة شرط توفير 100 مقعد للمرأة

سميرة قريش (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

قالت سميرة قريش، وكيلة اللائحة النسائية لحزب الاستقلال (غالبية حكومية) إن اختيارها وكيلة للائحة الوطنية للنساء جاء بناء على قرار المكتب التنفيذي (هيئة قيادية) للحزب بضرورة إجراء انتخابات من أجل اختيار الشخصية المناسبة التي سترأس اللائحة، مضيفة أن حزب الاستقلال لم يعد يعتمد على مسطرة التعيين في اختيار وكيلة اللائحة، لذلك جاء انتخابها ضمن ثماني مرشحات من المجلس الوطني (برلمان الحزب) والمكون أساسا من الذكور. وأشارت قريش في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أنها ترفض نعت حزبها بالمحافظة لكونه منح فرص الترشح لخمس نساء في اللوائح المحلية، وهو ما لم يقم به أي حزب آخر في الساحة السياسية خلال الانتخابات الحالية، مبرزة أن حزب الاستقلال يضم تمثيلية للنساء في هيئاته القيادية. وأوضحت قريش أن خوض الحملة الانتخابية بالنسبة للنساء مسألة صعبة جدا، مضيفة أنها قامت بجولة مع النساء وكيلات اللائحة في عدة مناطق بالمغرب من أجل تقديم أنفسهن، كما أنهن قمن بعملية توعية من أجل تنبيه الناخبين إلى الأخطاء التي يمكن ارتكابها أثناء عملية التصويت، إذ لوحظ في الانتخابات النيابية الأخيرة ارتباك لديهم أثناء التصويت على اللوائح المحلية واللائحة الوطنية في الوقت نفسه.

وأشارت قريش إلى أنها تعتقد أن حزب الاستقلال مع الديمقراطية وحرية التعبير السياسي، بيد أنه لا يجب أن يكون هناك تشتت في الحقل الحزبي حتى لا تفقد الأحزاب مصداقيتها السياسية، مبرزة أنه يجب أن يتكون الحقل السياسي من كتلتين سياسيتين حتى يسهل تمييز الاختلافات القائمة بين اليمين واليسار. وقالت إنها ستدافع خلال الولاية النيابية المقبلة عن قضية المرأة، وتوسيع هامش تمتعها بالحقوق التي تمكنها من مشاركة أكبر في التنمية. وفيما يلي نص الحديث:

* راج أن وضعك على رأس اللائحة الوطنية لحزب الاستقلال أثار نقاشا حادا، كيف أصبحت وكيلة للائحة النسائية؟

ـ لا، أبدا، فاختياري وكيلة للائحة الوطنية للنساء جاء بناء على قرار المكتب التنفيذي (هيئة قيادية) للحزب بضرورة إجراء انتخابات من أجل اختيار الشخصية المناسبة التي سترأس اللائحة، والمعلوم أن الحزب كان يعتمد في السابق على مسطرة التعيين في اختيار وكيلة اللائحة، والحقيقة أن النساء اللواتي ترشحن قمن بإجراء حملة عادية داخل الحزب، وانتخبت وكيلة اللائحة من بين ثماني مرشحات من المجلس الوطني الذي يمثل برلمان الحزب والمكون أساسا من الذكور، وكل هذا يبرز رغبة مناضلي الحزب في اختيار وجه جديد، وبناء على كل هذا أعتقد أن انتخابي جاء بناء على رغبة في التجديد، وهي الإرادة التي نلمس وجودها حاليا لدى جميع الأحزاب بظهور وجوه جديدة على رأس اللوائح الوطنية.

* ما هي نقط القوة التي جعلتك تظفرين برئاسة اللائحة، خصوصا أن هناك منافسات قويات داخل الحزب؟

ـ أولا، الكفاءة والتربية الحزبية التي تلقيتها ونضالي داخل حزب الاستقلال منذ سنوات طويلة، وكذا رغبة المناضلين في منح الفرصة لوجوه جديدة.

* لكن حزب الاستقلال يتسم بالمحافظة، ألا ترين أن منح الفرص للوجوه الجديدة داخله أمر صعب ؟

ـ أنا لا أتفق مع صفة المحافظة التي تطلق على حزب الاستقلال، والدليل أنه حزب منح فرص الترشح لخمس نساء في اللوائح المحلية، وهو ما لم يقم به أي حزب آخر في الساحة السياسية خلال الانتخابات الحالية، كما أن الحزب يضم في لجنته التنفيذية عضوية امرأتين وتوجد نساء داخل مجلسه الوطني ولجنته المركزية، وهو ما يجعلني شخصيا أستغرب من الاستمرار في إطلاق صفة المحافظة رغم انفتاحه على النساء والطاقات الجديدة، وهو ما يعكس سعيه صوب الحداثة والتجديد، وبالنسبة لقضايا المرأة أعتقد جازمة أننا كنا دائما نعطي المثال في ترسيخ الديمقراطية وإشراك المرأة في مؤسسات اتخاذ القرارات الحزبية، وهي الأمور جميعها التي تبرز للعيان أننا لسنا حزبا محافظا البتة، وكل هذا يتماشى بطبيعة الحال مع محافظة حزب الاستقلال على مبادئه وثوابته المتمثلة في المرجعية الإسلامية والوحدة الترابية وترسيخ الديمقراطية.

* وجهت انتقادات إلى العمل النسائي في البرلمان بحكم أنه لم يكن فعالا، ما هو تقييمك لعمل النساء البرلمانيات خلال الولاية التشريعية الماضية؟ ـ ما أريد التأكيد عليه بداية هو أن ثلاثين امرأة في البرلمان لا يمكنهن القيام بالشيء الكثير من أجل تحريك الحياة البرلمانية أو السياسية بصفة عامة، ويكفي أن نشير إلى أن الذكور مازالوا يسيطرون على البرلمان منذ عام 1963، ولا أحد تقريبا يحاسبهم على أدائهم، في حين أن الجميع يطالب التجربة النسائية القصيرة زمنيا بالمردودية، والحقيقة أنه يصعب على هذا العدد القليل من النساء تغيير أشياء كثيرة، ونحن نقبل بالمحاسبة بشرط توفير 100 مقعد للنساء البرلمانيات. وشخصيا أؤمن بقدرة المرأة على إحداث التغيير وتحريك الحياة السياسية والبرلمانية رغم الصعوبات الموجودة، وطموحنا داخل حزب الاستقلال هو أن نصل إلى تحقيق وجود 20 في المائة من النساء داخل البرلمان في المستقبل القريب.

* ما الذي يميز طريقة إدارتك للحملة الانتخابية مقارنة بباقي النساء وكيلات لائحة الحزب؟

ـ الحملة الانتخابية بالنسبة للنساء صعبة جدا، وقمت بجولة مع النساء وكيلات اللائحة في عدة مناطق بالمغرب، ونهجنا سياسة القرب مع النساء خصوصا من أجل تقديم أنفسنا إليهم، كما أننا قمنا بعملية توعوية من أجل تنبيههم إلى الأخطاء التي يمكن ارتكابها أثناء عملية التصويت، إذ لا حظنا في الانتخابات النيابية الأخيرة ارتباكا لدى الناخبين في التصويت على اللوائح المحلية واللائحة الوطنية في الوقت نفسه، فالحزب كان يجب أن يحصل، مبدئيا، على نفس الرقم من الأصوات فيما يخص اللوائح المحلية واللائحة الوطنية، لكن ما لاحظناه هو أن هناك فرقا شاسعا بين الأصوات التي حصلت عليها اللوائح المحلية مقارنة باللائحة الوطنية.

* نجهل الكثير عن أفكارك السياسية، ما هو رأيك في المشهد السياسي المغربي خلال الانتخابات؟

ـ رأيي الشخصي أننا حزب مع الديمقراطية وحرية التعبير السياسي بيد أنه لا يجب أن يكون هناك تشتت في الحقل الحزبي حتى لا تفقد الأحزاب مصداقيتها السياسية، ويجب أن يتكون الحقل السياسي من كتلتين سياسيتين حتى نستطيع التمييز بين الاختلافات القائمة بين اليمين واليسار بسهولة، ومع الأسف، نلمس جميعا شتاتا داخل الحقل الحزبي ما يصيب المواطن بنوع من الخلط خصوصا مع كثرة البرامج المطروحة، وهو ما يمكننا تفاديه بإفراز كتل سياسية منسجمة تقدم برامج موحدة تسهل بشكل كبير تجاوب المواطن مع الأفكار.

* هل تطمحين إلى تحمل حقيبة وزارية باسم حزب الاستقلال بعد الانتخابات النيابية؟

ـ الطموح حق مشروع، ولكنني أطمح في المرحلة المقبلة أن أكون نائبة برلمانية من أجل القيام بواجبي داخل البرلمان.

* دخولك إلى البرلمان يعد آليا، فما الذي ستركزين عليه في عملك خلال الولاية التشريعية المقبلة؟

ـ سأركز على قضية المرأة والدفاع عن القوانين التي تمنح للمرأة هامشاكبر من الحقوقأكبر من الحقوق وتحويلها إلى ركيزة اساسية أكبر من الحقوق من أجل إشراكها في التنمية، وأركز أيضا على نقطة الحفاظ على البيئة التي أعتبرها مسألة أساسية جدا.