الرئيس الأميركي يلمح مجددا إلى انسحاب جزئي من العراق

بترايوس يتجه للتوصية بخفض محدود في مارس المقبل

TT

قال الرئيس الاميركي جورج بوش في سيدني امس انه يرى ما يكفي من التقدم في العراق قد يسمح له قريبا بإعلان انسحاب جزئي للقوات الاميركية من هذا البلد. وتعهد بوش الذي وقف الى جانب جون هاورد أحد آخر حلفائه الكبار في الحرب في العراق خلال مؤتمر صحافي مشترك، انه «سيصمد» في العراق الذي تجتاحه الحرب.

وتناولت محادثات بوش وهاورد، التي أتت قبل قمة لقادة دول اسيا المحيط الهادئ نهاية الاسبوع، العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط والبرنامج النووي في كل من ايران وكوريا الشمالية والتجارة والتغيير المناخي، لكن ـ حسب وكالة رويترز ـ هيمن موضوع العراق على المحادثات مع تلميح الرئيس الاميركي الى احتمال خفض عديد القوات الاميركية للمرة الثانية منذ زيارته المفاجئة للعراق الاثنين الماضي. وقال بوش «اذا استمرت الاوضاع العامة بالتحسن والاوضاع الامنية بالتحسن مثلما تتحسن الآن فقد نتمكن من توفير المستوى ذاته من الامن بعدد قوات أقل» ووعد بوش بالبقاء الى جانب العراقيين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه «مرة أخرى، اكرر ذلك، هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به ولكن المصالحة الوطنية تتحقق». واضاف «ما هو مهم برأيي، من اجل أمن اميركا وأمن استراليا هو ان نبقى الى جانب العراقيين وان نساعدهم». ونصح بانتظار تقييم الوضع من قبل الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية في العراق، وريان كروكر، سفير الولايات المتحدة في العراق، خلال الاسبوع المقبل من خلال تقرير الى الكونغرس. وقال بوش «لماذا لا ننظر الى ما سيقولانه وبعدها سأبلغكم بالأمر». وكرر بوش مع ذلك القول «بامكاننا ان نؤمّن نفس الاستقرار مع عدد اقل من القوات» في حال تحسن الوضع في العراق.

واضاف «انا لا اهتم للجداول الزمنية او للتواريخ المصطنعة للانسحاب» مضيفا «اننا نحقق اهدافنا». وقال مسؤولون في البيت الابيض انهم يتوقعون ان يتحدث الرئيس الاميركي الى الشعب الاميركي المناهض للحرب بحدود 15 سبتمبر (ايلول) حول توجه جديد محتمل في هذا النزاع الذي لا يلقى تأييدا.

من جهته، أكد هاورد ان «التزامنا حيال العراق باق» متعهدا عدم تخفيض القوات الاسترالية او سحبها. لكنه لمّح الى انه «مع الوقت» قد تحول هذه القوات من عمليات مقاتلة الى مهام تتمحور على تدريب القوات العراقية. وينتشر في العراق نحو 1500 جندي استرالي. ويعتبر هاورد من آخر حلفاء بوش الكبار في العراق في ائتلاف كان يضم في السابق كلا من رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، واسبانيا السابق خوسيه ماريا اثنار، وايطاليا سيلفيو برلسكوني، والرئيس البولندي السابق الكسندر كفاشنفسكي.

الى ذلك، قال الجنرال بترايوس انه سيوصي في تقريره المرتقب بإجراء خفض في أعداد القوات الاميركية في شهر مارس (اذار) تقريبا، واضاف «الزيادة ستأخذ مداها. هناك حدود لما يمكن ان تفعله قواتنا، لذلك فإن توصياتي يجب ان تستند الى ذلك.. لا ان يكون هذا الامر هو الدافع لها.. يجب ان يأخذوا في الاعتبار التوتر الذي تتعرض له قواتنا المسلحة». وقال بترايوس لمراسلة شبكة «إيه بي سي نيوز» مارثا رادتز في مقابلة في كامب فيكتوري ببغداد اذيعت مساء اول من امس «يجب ان يكون هذا عاملا اساسيا فيما سأوصي به». واضاف انه بينما الموقف في العراق ما زال بالغ الخطورة وما زال المسلحون قادرين على القيام بما وصفه بأنه «هجمات وحشية» الا انه يشعر ان تصاعد العنف هذا الصيف تمخض عن «مبادرة بصفة عامة ضد القاعدة وهو ما يمثل تغييرا بل تغييرا مهما».