ألمانيا: معتقلو المخطط الإرهابي مرتبطون بـ«القاعدة» وتدربوا في باكستان

اعتقال ألمانيين وتركي بتهمة التحضير لعمليات ضد قاعدة رامشتاين الأميركية

احد المشبوهين في اعتقالات المانيا «وسط» قبل مثوله امام المحكمة العليا امس ( ا. ب. ا )
TT

اعتقلت السلطات الألمانية ألمانيين وتركياً بتهمة التحضير لعمليات إرهابية تستهدف مطار فرانكفورت الدولي وقاعدة رامشتاين الأميركية في ولاية هيسن. ووصفت النائبة الاتحادية العامة مونيكا هارمز العمليات التي أحبطت بأنها أكبر عمليات تفجير في أوروبا.

وذكرت هارمز في مؤتمر صحافي عقدته أمس في كارلسروهه ان المعتقلين الثلاثة، المشتبه في انتمائهم إلى منظمة «اتحاد الجهاد العالمي»، على «صلة وثيقة» بتنظيم «القاعدة»، خططت لهجمات بعدة سيارات مفخخة ضد مطار فرانكفورت والقاعدة الجوية الاميركية القريبة منه. وقالت هارمز إن المعتقلين الثلاثة تلقوا تدريبات في مخيمات بباكستان، وكانت بحوزتهم قرابة 1500 رطل من مادة «بروكسيد الهيدروجين» لصناعة قنابل. وشن رجال شرطة الجنايات، تساندهم وحدات مكافحة الإرهاب، حملتهم ضد الخلية مساء الثلاثاء الماضي بعد أن دخل المخطط مرحلة الإعداد. وحسب تصور هارمز، فإن الشرطة أحبطت أكبر عمليات تفجير في أوربا خطط لها كي توقع أكبر عدد ممكن من الضحايا البشرية والدمار. وأكد يورغ تسيركة، رئيس شرطة الجنايات الاتحادية، أن كمية المتفجرات التي خطط لاستخدامها في الهجمات تفوق تفجيرات مدريد ولندن بقوتها التفجيرية. ويعادل خليط المتفجرات السائل الذي ركبه الإرهابيون نحو 550 كغم من مادة «تي إن تي» الشديدة الانفجار. واعتبر تسيركة عملية مراقبة المتهمين الثلاثة ورصد تحركاتهم أكبر عملية للشرطة الألمانية في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وشملت الاعتقالات الألمانيين فرتز ج، 28 سنة، من مدينة أولم الجنوبية، ودانيل س، 22 سنة، من زاربركن والتركي ادم ي، 29 سنة، من هيسن. وكانت الشرطة تراقب زعيم الخلية فرتز ج. منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2006، وهو ألماني تحول إلى الإسلام في السنوات القليلة الماضية، ورصدت تحركاته لتشكيل خلية تتولى على عاتقها مهمة تنفيذ التفجيرات في ألمانيا. وتفيد التقارير السرية بأن أحد أعضاء الخلية تحدث في عدة أمكنة عن «عمليات انتحارية» ضد الاميركيين. وذكر شهود عيان من مدينة أولم ان زعيم الخلية فرتز ج حاول الهروب من الطوق المضروب على شقته من قبل رجال الشرطة. وقفز المتهم من النافذة إلى حديقة الجيران لكن رجال الشرطة كانوا بانتظاره. وقال جار آخر انه سمع صوت طلقة واحدة، لكنه لم يشاهد أي مصابين تنقلهم سيارات الإسعاف. ووصف شاهد آخر العملية بـ«الهدوء» لكنه أشار إلى عدد غير مسبوق من رجال الشرطة يطوق البيت الذي كان ج. يسكنه.

ووقعت حماية الدستور (الأمن العام) على آثار فرتز ج في رأس السنة الماضية بينما كان يراقب من سيارته الطرق المؤدية إلى الثكنة العسكرية الاميركية في هاناو.

ونال رجال الشرطة قرارا من المحكمة بفرض الرقابة على الرجل منذ مارس (آذار) 2007 بعد تزايد الشكوك في مخططاته لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المنشآت الأميركية.

وحسب معطيات رجال التحقيق، فقد زار التركي آدم ي معسكرا للإرهابيين في باكستان في مارس 2006، بينما سافر الألمانيان، وللأسباب ذاتها، إلى باكستان في خريف نفس العام. كما سجل رجال الشرطة العديد من المكالمات بين فرتز ج. في ألمانيا والتركي آدم ي. وهو في باكستان. وأشار يورج تسيركه رئيس هيئة مكافحة الجريمة في المؤتمر الصحافي المشترك مع الادعاء العام إلى وجود صلة وثيقة بين اتحاد الجهاد الاسلامي وتنظيم «القاعدة». وأكد أن القوة التدميرية للشحنات الناسفة تكفي لصناعة عدة قنابل تفوق في قوتها تلك التي استخدمت في اعتداءات مدريد ولندن.

وكان رجال الشرطة الاتحادية يراقبون تحركات المتهمين الثلاثة منذ أشهر بسبب ترددهم على بعض المراكز الإسلامية، المشتبه في دعمها للنشاطات الإرهابية، وبعد أن تم رصد قيامهم بالسفر إلى باكستان لتلقي التدريبات اللازمة. وكان أحد المتهمين من الألمان المسيحيين الذين تحولوا إلى الإسلام «الراديكالي» خلال السنوات القليلة الماضية. ويحمل الألمانيان جوازي سفر ألمانيين، في حين يحمل التركي جواز سفر تركياً. في الوقت نفسه، أكدت تقارير صحافية أن الالمانيين المعتقلين يعتنقان الدين الاسلامي منذ فترة، وقد تدربا في باكستان.

واضطر رجال الشرطة لقطع المراقبة واعتقال المتهمين الثلاثة بعد أن دخلوا في مرحلة إعداد القنابل. كما عجلت نوايا الثلاثة على نقل المتفجرات إلى مكان آخر من قرار إحباط العملية في الوقت المناسب.