باحثون دنماركيون: زيادة رهيبة في ذوبان جليد القطب الشمالي

أهم المؤشرات التحذيرية على التحول المناخي في العالم

زيادة في معدلات ذوبان الجليد بالقطب الشمالي
TT

أظهرت تحاليل صور الاقمار الصناعية لمنطقة القطب الشمالي وجود زيادة رهيبة في معدلات ذوبان الجليد هناك.

وصرح عالم المناخ لايف تودال بترسون لصحيفة «يولاندس بوسطن» الدنماركية الصادرة امس بأن فريق العلماء التابع لجامعة كوبنهاجن اكتشف أن مساحة الجليد تراجعت لاقل من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع بعد تحليل صور للاقمار الصناعية التقطت أمس.

وأضاف العالم الدنماركي للصحيفة أن ذوبان الجليد أكبر وأهم المؤشرات التحذيرية على التحول المناخي في العالم في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتوقع أن يختفي الجليد من القطب الشمالي في الصيف بعد فترة تتراوح بين 15 و20 عاما في حال استمرار الظروف المناخية السائدة حاليا بنفس المعدلات فيما كانت التقديرات الاولية تشير إلى مرور فترة تتراوح بين 30 و40 صيفا قبل اختفاء الجليد.

وأرجع العالم ذوبان تلك الكميات الهائلة من الجليد خلال صيف العام الجاري إلى التحولات المناخية بالاضافة إلى وصول كميات كبيرة من الثلوج من سيبيريا إلى الساحل الشرقي لجزيرة جرين لاند حيث تذوب الثلوج بسرعة.

وكان علماء مركز العلوم البحرية والمناخية في جامعة هامبورج الالمانية قد توقعوا وصول مساحة الجليد في القطب الشمالي إلى 3.5 مليون كيلومتر مربع حتى نهاية الصيف الحالي.

يذكر أن مساحة الجليد في القطب الشمالي بلغت في يوليو (تموز) 2006 نحو خمسة ملايين كيلومتر مربع مقابل 6.5 مليون كيلومتر مربع في عام 1996 وتعادل المساحة التي اختفى منها الجليد خلال الاعوام العشرة الماضية مساحة أوروبا الغربية.

وكانت دراسة علمية سابقة أظهرت أن ارتفاع درجة في حرارة الأرض سيؤدي إلى ذوبان معظم الجليد في القطب الشمالي أثناء فصل الصيف بحلول نهاية القرن. وأوضحت الدراسة الدولية التي استغرق إنجازها ثلاث سنوات أن طبقة الجليد التي تغطي القطب الشمالي تآكلت بنسبة 7.4% على مدى الأعوام الخمسة والعشرين الماضية وسجلت أقل مستوى لها في سبتمبر (أيلول) 2002. وقال البروفيسور النرويجي أولا يوهانسن أحد المسؤولين عن هذه الدراسة التي مولتها المفوضية الأوروبية، إن غطاء الجليد الصيفي في القطب الشمالي قد يتآكل بنسبة 80% مع نهاية القرن الواحد والعشرين.

وأضاف يوهانسن أن بحر بارنتس الواقع في منطقة القطب الشمالي إلى الشمال من روسيا والنرويج قد يخلو من الثلوج حتى في فصل الشتاء مع نهاية القرن، قائلا إن هذا سيسهل عمليات التنقيب عن النفط وقد يفتح طريق بحر الشمال (بين المحيطين الهادي والأطلسي(.

وتعتقد روسيا والنرويج أن بحر بارنتس قد يكون منطقة واعدة للتنقيب عن النفط والغاز. وممر بحر الشمال قد يقلص رحلة السفن من اليابان إلى أوروبا بنحو عشرة أيام مقارنة مع الرحلة عبر قناة السويس. وقد خلصت الدراسة إلى وجود صلة بين التآكل الأخير في طبقة الجليد بالقطب الشمالي وبين انبعاث الغازات الناتجة عن استخدام الإنسان مثل ثاني أوكسيد الكربون الذي يعتبر أحد أسباب ارتفاع حرارة الأرض.