اجتماع وزراء الخارجية العرب: تحذير من إفراغ مؤتمر السلام من مضمونه

موسى: الحديث عن نظرية ملء الفراغ في العراق إشارة غير مريحة تاريخيا

وزيرا خارجية المغرب وليبيا محمد بن عيسى وعبد الرحمن شلقم في حديث خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب ويتوسطهما وزير خارجية مصر أحمد ابو الغيط (ا.ب.أ)
TT

سيطرت دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش لعقد اجتماع أو (مؤتمر) دولي للسلام في الشرق الأوسط، يؤسس لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب إسرائيل، على اجتماعات الدورة 128 لوزراء الخارجية العرب التي بدأت أعمالها أمس، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، كما استحوذ اقتراح بوش على جانب كبير من المداولات التشاورية، الثنائية والجماعية التي سبقت الاجتماعات، فيما اتفق الوزراء على حاجة العرب لمؤتمر دولي يقر نهاية لاحتلال إسرائيل، للأراضي العربية وفق جدول زمنى محدد ويحقق الامن والاستقرار للجميع، وحذروا من تفريغ اسرائيل لمضمون دعوة بوش.

وقال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته بالجلسة الافتتاحية: لابد أن يكون هدف هذا الاجتماع، هو استئناف عملية التفاوض، والتصدي للقضايا الجوهرية مثل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، على خط الرابع من يونيو عام 1967، وإزالة المستعمرات، والجدار العازل، وحل مشكلة اللاجئين بالتفاوض الجدي وقيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية وصولا إلى علاقات طيبة مع إسرائيل، والاعتراف بها وذلك مع وضع جدول زمني للمفاوضات، وإعطاء دور لمتابعة الرباعية الدولية ولمجلس الأمن وتوضيح الالتزامات المطلوبة من الأطراف المفاوضة بموجب الاتفاقات السابقة والبناء عليها.

وطالب موسى، بضرورة العمل على ألا يكون هذا الاجتماع مجرد مظاهرة سياسية بلا مضمون أو فائدة، وحذر من أن اجتماعا يعقد كمظاهرة سياسية بلا مضمون حقيقي لن يكون فقط عديم الجدوى، وإنما (سيلحق) ضرراً بالغاً بالمصالح العربية وبالوضع الإقليمي وجهود إرساء الاستقرار، موضحا أن المظاهرة السياسية حين تكون بديلا عن الحركة الحقيقة فهي تشكل تكريسا للواقع القائم.

ونبه إلى ضرورة التصدي لمحاولة تفريغ الاجتماع الدولي من مضمونه أو خفض سقف التوقعات، لافتاً إلى وجود مؤشرات لذلك في عدد من الطروحات الإسرائيلية.

وفيما يتعلق بالوضع في الأراضي الفلسطينية، وما حدث في غزة، أكد أن توصيات اللجنة العربية لتقصي الحقائق المقدمة لوزراء الخارجية العرب يمكن أن تشكل أرضية للبناء عليها لمعالجة الأزمة والإحاطة بتداعياتها، خاصة نحن أمام استحقاقات عربية ودولية تتطلب بلورة موقف عربي موحد خاصة تجاه المؤتمر أو الاجتماع الدولي.

وبالنسبة للملف العراقي، تطرق موسى إلى ما تناقلته الأنباء عن نظرية ملء الفراغ بعد انسحاب القوات الأجنبية في العراق، وذلك في اشارة الى تصريحات اخيرة الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، معرباً عن أمله في عدم استخدام مثل هذه التعبيرات ذات الإشارة التاريخية غير المريحة، مؤكداً أن وجود القوات الأجنبية لم يملأ الفراغ، ولكنها خلقت منذ الغزو مشاكل يتعين معالجتها في وجودها، وفي غيابها، وعلى رأسها التجاذب والتناحر الطائفي والمذهبي.

وأكد موسى أن الوضع يتطلب تعاونا عربيا إيرانيا وحوارا عربيا إيرانيا بصفة خاصة باعتبار أن العراق دولة عربية وأن إيران جارة مهمة للعراق، بل باعتبار أن جيران العراق عربا وغير عرب هم في نهاية الأمر إخوة.

وفي الشأن اللبناني دعا موسى اللبنانيين إلى حل توافقي ينهي الأزمة وأبدى ارتياحه لنتائج زيارة الوفد العربي رفيع المستوى إلى لبنان، كما أشار إلى حل قضايا السودان والصومال بمساعدة المجموعة العربية بما يؤدي الى الامن والاستقرار، ولم يغفل مسيرة الاصلاح والتحديث في العالم العربي والالتزام بقيم الحضارة والديمقراطية ومضاعفة الجهد لتأسيس تعاون اقتصادي بين الدول العربية وفق قرار قمة الرياض، وجدد تأييد بلاده لعقد قمة اقتصادية عربية.

واعتبر موسى أن السودان هو المسرح العربي الوحيد الذي سجل ارتياحا في تطوراته الايجابية من خلال الاتفاق بين الحكومة السودانية، والأمم المتحدة. والاتحاد الأفريقي والاتفاق على أن العملية المختلطة لدعم القوات لحفظ السلام في دارفور. وأضاف موسى بأن تفاؤله يتناقص مع استمرار أزمة الصومال وأكد دعمه في الوقت ذاته للنتائج الأولية لمؤتمر المصالحة.

ورفض موسى سياسة الانغماس في إدارة الأزمات ومعالجة النزاعات، بدون الاهتمام بمجال التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي العربي، معتبراً القمة الاقتصادية العربية القادمة فرصة لإطلاق عدد من المشروعات الكبرى للتكامل التنموي بين الدول العربية. وحمل موسى إلى الوزراء بشرى دخول مشروع تطوير التعليم في الوطن العربي مرحلة التنفيذ، وكذلك مجلس السلم والأمن العربي، والذي يسهم في فض المنازعات، ويحافظ على الأمن القومي العربي.