الحكومة الإسرائيلية تقرر الانتقام من مدنيي غزة رداً على الصواريخ

في اجتماعها الأسبوعي العادي اليوم

TT

تلتئم الحكومة الاسرائيلية صباح اليوم لبحث اقتراحات الجيش وأجهزة المخابرات بشأن الاجراءات العقابية والانتقامية ضد فلسطينيي قطاع غزة ردا على اطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه البلدات الاسرائيلية.

وقال ناطق اسرائيلي، أمس، ان هذه المناقشات تأتي في ظروف دولية مريحة، حيث ان «العالم يتفهم اليوم أكثر من أي وقت مضى حاجات اسرائيل الأمنية وواجبها في الدفاع عن أمن سكانها». وفي تبرير للانتقام من اهالي غزة الأبرياء، قال الناطق ان «اسرائيل لا تريد أن تعاقب السكان، ولكننا لن نسمح للفلسطينيين بأن يهنأوا بالهدوء الأمني في الوقت الذي يعاني فيه السكان الاسرائيليون من خطر الصواريخ الفلسطينية».

ويتضح مما رشح عن دراسات الجيش أن ضربات موجعة ستوجه الى المدنيين الفلسطينيين عن طريق قطع الكهرباء والماء لعدة ساعات في اليوم اثر اطلاق كل صاروخ على البلدات الاسرائيلية وتشديد الحصار الاقتصادي ومنع تحويل رواتب الموظفين في السلطة وأجهزتها الأمنية من بنوك الضفة الغربية الى بنوك قطاع غزة وتنفيذ عمليات اجتياح للبيوت الواقعة على أطراف الأحياء في المدن والبلدات والمخيمات القريبة من الحدود الاسرائيلية ومواصلة أعمال الجرف وإزالة البيارات بحجة استخدام التنظيمات الفلسطينية المسلحة لاطلاق الصواريخ منها والعودة الى تقطيع اوصال قطاع غزة الى ثلاث مقاطع تمنع السكان من الانتقال من أي منها للآخر.

كما أعد ما يسمى «بنك عمليات»، يتم استلال عمليات منها وتنفيذها من دون الرجوع الى القيادة السياسية. ويتسع نطاق هذه العمليات وفقا للتطورات، وهو يتضمن عمليات اغتيال لعدد من القيادات العسكرية والسياسية. وسيطرح وزير الشؤون الاستراتيجية رئيس حزب «اسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمن، اقتراحات أشد مما يقترح الجيش. ومن أبرز اقتراحاته اعادة احتلال شريط فيلادلفي (صلاح الدين) على طول الحدود ما بين سيناء المصرية وقطاع غزة، بدعوى محاربة تهريب الأسلحة من مصر الى المناطق الفلسطينية. وقال ليبرمن، أمس، انه يفضل أن تنشر قوات من حلف شمال الأطلسي في هذا الشريط، ولكن الى حين يتم ذلك وفي عملية ضغط لتحقيق ذلك، يقترح احتلالا اسرائيلياً له.

وكشف ليبرمن انه سيقترح على الحكومة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل «من أجل اقتلاع ظاهرة الارهاب من أساسها»، كما قال. وأضاف انه يعرف ان معظم الخبراء العسكريين والجنرالات يؤيدون احتلالا كهذا، «لكنهم يخططون للتنفيذ بعد عدة شهور بسبب حساباتهم السياسية والخوف من التخريب على مؤتمر واشنطن الذي دعا اليه الرئيس الأميركي، جورج بوش، بواشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل». واضاف انه يعتقد أن الوقت الحالي هو الافضل لتنفيذ عملية احتلال كهذه، «لأن كل يوم يمر، يعمل لصالح حركة حماس التي تبني لها جيشا منظما يدربه ويسلحه ويموله الايرانيون وهدفه الهجوم على اسرائيل في أول فرصة تتاح لهم».

يذكر ان هناك أوساطا عديدة، سياسية وقضائية، في اسرائيل تعارض تنفيذ اجراءات تمس بالمدنيين الفلسطينيين، وذلك لأنها تمس بمكانة اسرائيل في الخارج وتعرضها لحملة دولية معادية وقد تؤثر بشكل سلبي على مكانة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وحتى على مواقفه. ومن بين هؤلاء المعارضين، رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، ونائباه وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، ووزير الدولة حاييم رامون.