فؤاد عالي الهمة يحقق فوزا ساحقا في الانتخابات وتوقع تعيينه رئيساً للوزراء بعد تراجع الاتحاد الاشتراكي

أمين «الاستقلال» كان ينوي الاستقالة من قيادة الحزب إذا فشل في الانتخابات

فريق عالي الهمة الفائز: الهمة وفتيحة العيادي (وسط) وحميد نرجس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

حقق فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية المغربية، فوزا كاسحا في اقتراع اول من امس بدائرة الرحامنة (جنوب البلاد)، اذ ظفرت لائحته بالمقاعد الثلاثة المخصصة للدائرة، وفاز الى جانبه حميد نرجس، مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي في الرباط، والصحافية فتيحة العيادي، مديرة الاعلام بوزارة الاتصال (الاعلام).

وبلغت نسبة المشاركة في دائرة الرحامنة 41 في المائة، وهي نسبة عالية مقارنة مع عدد من مناطق المغرب.

وفي سياق ذلك، قالت مصادر موثوقة متطابقة في الرباط، ان طريق تعيين عالي الهمة وزيرا اول، اصبحت معبدة، لاسيما، ان الحزب الوحيد الذي كان يمكن ان ينازعه في ذلك, وهو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي شدد مرارا على ضرورة احترام المنهجية الديمقراطية، وتسمية الوزير الاول من صفوف الحزب المتصدر للنتائج, خرج ضعيفا من اقتراع أول من أمس.

وتوقعت المصادر ذاتها ان يعين الملك محمد السادس رجل ثقته، عالي الهمة، وزيرا اول بعد الاعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، ما لم تظهر سيناريوهات اللحظة الاخيرة.

واعتبر المراقبون الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الخاسر الاكبر في انتخابات الجمعة، فقد تعذر الفوز على عدد من قيادييه ووزرائه، من قبيل ادريس لشكر، رئيس فريقه النيابي السابق، ومحمد الاشعري، وزير الثقافة، ونزهة الشقروني، الوزيرة المنتدبة المكلفة الجالية المغربية في الخارج، ومحمد كرم، وعبد الرفيع الجواهري، وعيسى الورديغي، اعضاء المكتب السياسي، في حين تمكن حبيب المالكي، وزير التربية، وعبد الواحد الراضي، ولطيفة اجبابدي من الفوز.

وفي سياق ذلك، تصدرت احزاب «العدالة والتنمية»، و«الاستقلال» و«الحركة الشعبية»، المراتب الثلاثة الاولى، حسب المعطيات الاولية التي استقتها «الشرق الأوسط» من مقار الأحزاب السياسية بالرباط، فيما تراجع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الى الصفوف الخلفية، اذ حصل على 36 مقعدا حسب النتائج الاولية.

وإذا كان استطلاعات الراي قد أشارت الى فوز محقق لحزب العدالة والتنمية الاسلامي المعارض، فإن لحسن الداودي، نائب أمين عام الحزب أكد منتصف نهار امس للصحافة أن حزبه حصل، حسب المعطيات الاولية، على 42 مقعدا، وينتظر نتائج بعض الدوائر، وكذا اللائحة الوطنية الخاصة بالنساء.

وقال الداودي إن أعضاء الحزب ومنتسبيه، يحسون بإحباط شديد ازاء هذه النتيجة، وأرجع السبب الى استعمال المال من قبل بعض المرشحين لشراء الذمم، وتلكؤ الادارة في منح الناخبين بطائقهم الانتخابية، مما جعل نسبة المشاركة ضعيفة. وتوقع الداودي الحصول على 52 مقعدا، بدل 70.

ومن بين قيادات «العدالة والتنمية» التي فازت في الاقتراع، سعد الدين العثماني، أمين عام الحزب، ونائبه الداودي، وأعضاء الامانة العامة، عبد الاله بن كيران، ومصطفى الرميد، ومحمد الرضى بن خلدون، ورشيد المدور، وآخرون.

وفي السياق نفسه، حصل حزب الاستقلال، وفق النتائج الاولية، على 45 مقعدا، وتمكن الوزراء الثلاثة الذين رشحهم الحزب من الفوز، وهم عباس الفاسي، وزير الدولة بدون حقيبة، وأمين عام الحزب، وكريم غلاب، وزير التجهيز، وياسمينة بادو، الوزيرة المكلفة الاسرة.

كما فاز حميد شباط، عمدة فاس، فيما اخفق باقي أعضاء اللجنة التنفيذية، ونواب سابقون، ضمنهم عبد الحميد عواد، رئيس الفريق النيابي السابق، ومحمد الخليفة، وزير سابق، وأحمد الخليل بوستة (نجل محمد بوستة، الامين العام السابق للحزب)، والصحافي لحسن عبد الخالق، ومصطفى حنين، رئيس لجنة المالية بمجلس النواب.

وعلمت «الشرق الاوسط» من مصدر موثوق، ان عباس الفاسي، اسرَّ لبعض المقربين منه انه سيقدم استقالته من الامانة العامة للحزب في حالة فشله في الانتخابات. بيد ان نجاحه ابعد شبح الاستقالة.

الى ذلك، تمكنت الحركة الشعبية من الفوز بـ 42 مقعدا، حسب المعطيات الاولية، وقال أوزين أحرضان، نجل رئيس الحزب المحجوبي احرضان، ومدير الحملة الانتخابية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب حقق نتائج اولية سارة، ويتوقع المزيد. وأكد أحرضان، فوز محند العنصر، وزير الفلاحة والتنمية القروية، وأمين عام الحزب، ومصطفى مشهوري، وزير التجارة الخارجية، فيما أخفق محمد بوطالب، وزير الطاقة.

وتمكن السعيد امسكان، الناطق الرسمي باسم الحزب، وهو وزير سابق للنقل، والنائبة السابقة فاطنة الكحيل، وإدريس السنتيسي، عمدة سلا، وعمر البحراوي، عمدة الرباط، وعبد القادر تاتو عضو المكتب السياسي للحركة، من الفوز. كما فاز محمد مبدع، احد نواب الحركة السابقين، الذي ترشح في لائحة مستقلة.

ولم يتمكن نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الإعلام)، الناطق الرسمي باسم الحكومة، وعضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، من الفوز بينما فاز رشيد الطالبي العلمي، وزير الشؤون العامة والاقتصادية في مدينة تطوان.

وأخفق عدد من الامناء العامين للاحزاب من الظفر بمقعد نيابي ضمنهم عبد الله القادري، أمين عام الحزب الوطني الديمقراطي، وعبد الكريم بن عتيق، امين عام الحزب العمالي، ومحمد خاليدي، أمين عام حزب النهضة والفضيلة الاسلامي، واسماعيل العلوي الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وأحمد بن جلون، الامين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومحمد الساسي، نائب الامين العام للحزب الاشتراكي الموحد، فيما تمكن مصطفى المنصوري رئيس التجمع الوطني للاحرار، ونجيب الوزاني، أمين حزب العهد، وسعد الدين العثماني، أمين العدالة والتنمية، من الفوز.