بوش: شريط بن لادن الجديد يظهر طموحات الإرهابيين في العراق

أدلة من الشريط تشير إلى أنه سجل في أغسطس

TT

قال الرئيس الأميركي جورج بوش امس، إن الشريط المصور الجديد لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، يظهر أن التنظيم يسعى إلى إقامة ملاذ آمن في العراق.

وأوضح بوش أن طرح الشريط الأخير لابن لادن، وهو أول ظهور لأكثر الرجال المطلوبين في العالم منذ ثلاثة أعوام يعد بمثابة تذكرة للعالم بأهمية هزيمة ما وصفه بالإرهاب.

وقال بوش عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في سيدني «أرى أن ذكر العراق في الشريط يعد أمرا مثيرا، وهذه تذكرة بأن العراق جزء من هذه الحرب ضد المتطرفين».

وأضاف «إذا ذكرت «القاعدة» العراق، فهذا يرجع إلى رغبتهم في تحقيق أهدافهم في العراق، وهي طردنا لإقامة ملاذ آمن. والسبب في رغبتهم في الحصول على ملاذ آمن هو شن الهجمات ضد اميركا وضد أي حليف آخر».

وجاء شريط بن لادن قبل أيام من حلول الذكرى السادسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 على نيويورك وواشنطن، والتي أسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص. وأشار بوش إلى أن الشريط الجديد يؤكد الحاجة إلى تعاون العالم لهزيمة الإرهاب.

وأضاف «من المهم أن نظهر العزم والتصميم على حماية أنفسنا لمنع تنظيم «القاعدة» من الحصول على ملاذ آمن ولدعم الديمقراطيات الناشئة، وهو ما سيكون هزيمة كبيرة لطموحاتهم». وتوعد الرئيس الأميركي جورج بوش بحرمان «القاعدة» من الملاذ الآمن في العراق، عقب بث تسجيل مصور لابن لادن هو الأول له منذ ثلاث سنوات، خاطب فيه الشعب الأميركي، وهدد بالثأر لما يرتكب بحق المسلمين، ووصف أميركا بأنها ضعيفة ومعرضة للخطر رغم قوتها العسكرية والاقتصادية الظاهرة. وجاءت شارة بن لادن الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء بريطانيا غوردون براون والاستخدام الاميركي للأسلحة النووية في الحرب العالمية الثانية، أدلة تشير الى أن أحدث شريط فيديو لأسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» قد يكون سجل قبل بضعة أسابيع فقط. ووفقا لترجمة للحكومة الأميركية ظهرت اول من أمس يقول بن لادن: «قبل بضعة أيام قام اليابانيون بإحياء الذكرى 62 لإبادة هيروشيما وناجازاكي بأسلحتكم النووية». وكان يشير الى المراسم التي نظمت قبل نحو شهر في السادس من أغسطس (آب) في هيروشيما وفي التاسع من أغسطس في ناجازاكي. وقال مسؤول اميركي ان هذا قد يعني أن شريط الفيديو ربما يكون سجل في وقت لاحق في شهر أغسطس، ولكنه أكد على أن محللين من الاستخبارات لم يتأكدوا بعد من صحة الشريط.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، لأن الأمر يتضمن معلومات استخباراتية سرية: «نعمل على افتراض أن الشريط حقيقي». وتوقيت تسجيل الشريط قد يكون دليلا مهما على قدرة تنظيم «القاعدة» على اعداد وتوزيع شرائط فيديو دعائية، حتى تلك التي يظهر فيها زعيم «القاعدة» المعتقد أنه يختبئ في منطقة جبلية نائية بشمال غربي باكستان.

وحصلت الحكومة الأميركية على نسخة من شريط الفيديو الذي لم ينشر بعد على مواقع اسلامية والتي تعد القناة المعتادة لنقل رسائل «القاعدة». وتوقيت تسجيل شريط الفيديو عززته أيضا اشارة بن لادن لساركوزي وبراون كزعيمين غربيين. وانتخب ساركوزي رئيسا لفرنسا في مايو (ايار)، وأصبح براون رئيسا لوزراء بريطانيا في يونيو (حزيران) الماضي.

وقال اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» في شريط مصور جديد بمناسبة الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر، ان الولايات المتحدة معرضة للخطر، رغم قوتها العسكرية والاقتصادية، ولكن لم يوجه تهديدات محددة.

وفي اول ظهور له في شريط مصور منذ نحو ثلاث سنوات قال بن لادن، ان الرئيس الأميركي جورج بوش يكرر اخطاء الاتحاد السوفيتي السابق، برفضه الاعتراف بالخسائر في العراق، ولكنه لم يوجه تهديدات معينة.

وقال بوش في استراليا ان هذا الشريط تذكرة للعالم الخطير الذي نعيش فيه وتذكرة لضرورة تعاوننا لحماية شعوبنا.

واردف قائلا للصحافيين في سيدني، بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي: «أري ان من الأمور المهمة الاشارة الى العراق في هذا الشريط والذي يعد تذكرة بأن العراق جزء من هذه الحرب ضد المتطرفين». وظهر بن لادن في الشريط وهو جالس أمام طاولة ويرتدى جلبابا أبيض وعباءة وعمامة بيضاء. وتحته كتب على لافتة بالانجليزية: رسالة من الشيخ أسامة بن لادن للشعب الأميركي. وبدا بن لادن مرهقا وشاحبا، وبدت لحيته أقصر ولونها داكن بالمقارنة مع مظهره في آخر شريط مرئي له عام 2004 عندما كانت لحيته طويلة ورمادية اللون.

وصرح مسؤول بالمخابرات الأميركية طلب عدم نشر اسمه في واشنطن بأن: «التحليل الفني المبدئي يشير الى ان الصوت الوارد في الشريط المصور هو صوت اسامة بن لادن فعلا». وأضاف انه لا يوجد لديه تحليل لشكل بن لادن في الشريط.

وقال بن لادن في الشريط رغم أن اميركا تملك أكبر قوة اقتصادية، وتملك أقوى وأحدث ترسانة عسكرية كذلك، وهي تنفق على هذه الحرب وجيشها أكثر مما تنفقه الدنيا على جيوشها، وهي الدولة الكبرى المؤثرة على سياسات العالم، وكأنما حق الفيتو الظالم حكرا لها، ومع ذلك كله استطاع تسعة عشر شابا أن يحرفوا بوصلتها عن مسارها.

وأضاف لقد أصبح الحديث عن المجاهدين جزءا لا يتجزأ من حديث زعيمها الرئيس الاميركي جورج بوش، ولا يخفى ما لذلك من اثار ودلالات.

وفي علامة على ان التسجيل الذي بلغت مدته نحو 30 دقيقة والذي حصل عليه تلفزيون رويترز، من موقع انترنت في اوروبا قد سجل حديثا، أشار بن لادن الى الرئيس الفرنسي الجديد نيكولاي ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون. وقال بوش ان «القاعدة» تسعى الى اقامة ملاذ آمن في العراق لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، ومن ثم فمن المهم ان نظهر العزيمة والتصميم لحماية انفسنا وحرمان «القاعدة» من الملاذ الآمن. ويشير بعض مسؤولي المخابرات والمحللين الأمنيين، الى ان بن لادن حد من ظهوره، لكي يزيد من تأثير هذا الظهور الى اقصى حد، وربما يدخر شريطه المقبل كي يتزامن مع هجوم مثير.

ويقول آخرون، إن بن لادن الذي يبلغ من العمر 50 عاما، ويعتقد انه مصاب بمرض خطير في الكلى، ربما يكون مريضا جدا أو من الصعب عليه جدا الخروج من المكان الذي يختبئ فيه لتهريب شريط.

وقال مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، انه لم ير الشريط، ولكنه قال في وقت سابق في كلمة في نيويورك ان «القاعدة» اكتسبت قوة من جديد، وان زعامتها تواصل التآمر لشن هجوم مؤثر بشكل كبير على الولايات المتحدة.

وسئل بعد الكلمة عما اذا كان يعتقد أن بن لادن حي، فقال هايدن ليس لدي ما يدعو للاعتقاد بأنه غير حي. وتبحت قوات تقودها اميركا عن بن لادن منذ إطاحة حكومة طالبان في افغانستان، بعد رفضها تسليم العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر.

ويعتقد ان بن لادن ومساعده ايمن الظواهري، مختبئان في نقطة الحدود بين افغانستان وباكستان، وهي منطقة جبلية يتعذر الوصول اليها، وصفتها المخابرات الأميركية بأنها ملاذ امن لـ«القاعدة» وطالبان. ووفقا لنسخة نشرها مسؤولون اميركيون، شبه بن لادن الوضع الأميركي في العراق بعمليات الاتحاد السوفيتي في افغانستان في الثمانينات. وقال بن لادن ان اخطاء بريجنيف يكررها بوش الذي قال بشكل فعلي عندما سئل عن سحبه القوات من العراق، ان الانسحاب لن يكون اثناء حكمه، ولكن خلال فترة حكم من سيخلفه.

وفي واشنطن وجه الديمقراطيون انتقادات شديدة للرئيس الاميركي بوش، لفشله في القاء القبض على اسامة بن لادن، فيما ينكب خبراء حكوميون اميركيون على تحليل شريط فيديو جديد لزعيم «القاعدة». واتهم بوش من قبل خصومه في الكونغرس بأنه حول انتباهه عن المعركة ضد «القاعدة» لاجتياح العراق وترك الولايات المتحدة اكثر عرضة للارهاب مما كانت عليه قبل 11 ايلول 2001. وقال السناتور روبرت مينيندز للصحافيين «انه طليق وفي مكان آمن، ويسهم مباشرة في قيادة هجمات ارهابية شاملة». وقال السناتور الديمقراطي بوب كايسي، ان الحرب العراقية كانت انحرافا عن مطاردة بن لادن. لكن ادارة بوش تصر على ان محاربة ناشطي «القاعدة» في العراق يجعل النزاع معركة محورية في «الحرب على الارهاب». ويؤكد الديمقراطيون من جهتهم ان «القاعدة» لم يكن لها وجود في العراق قبل الاجتياح الاميركي في 2003. وتجري الحكومة الأميركية تحليلا لآخر نسخة عن آخر شريط تسجيلي يوجه من خلاله اسامة بن لادن، رسالة بمناسبة الذكرى السادسة لاعتداءات 11 سبتمبر، كما قال مسؤولون أميركيون كبار أول من أمس.