تركيا «تخرق» صمت تل أبيب وواشنطن وتطلب تفسيرا من إسرائيل لانتهاك طيرانها الأجواء السورية

سورية تدرس «سلسلة من الردود» على التوغل الإسرائيلي في أجوائها

TT

قالت سورية أمس، بلسان نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، انها تدرس «سلسلة من الردود» على الانتهاك الاسرائيلي للأجواء السورية هذا الاسبوع. وقال الشرع لصحيفة «لا ريبوبليكا»، خلال زيارة الى روما، «استطيع القول الان انه تجري في دمشق دراسة لسلسلة من الردود على اعلى المستويات السياسية والعسكرية. وستظهر النتائج قريبا». ورغم ان الغموض ما زال يخيم على شكوى سورية من «قصف» الطيران الاسرائيلي لأراضيها ليلة الاربعاء/ الخميس الماضي، ورغم ان تل ابيب وواشنطن امتنعتا عن أي تعليق رسمي على الرواية السورية، وفي وقت انتقد فيه الاعلام السوري الرسمي ما وصفه بـ «الصمت العربي ازاء القرصنة الاسرائيلية» (عدد امس من صحيفة تشرين الحكومية)، «خرقت» تركيا هذا «الصمت» بطلب «تفسير» من اسرائيل عن خزاني الوقود (الاسرائيليين) اللذين عثرت عليهما في جنوب شرقي البلاد ، بعد ما أثارته سورية عن انتهاك مقاتلات اسرائيلية لاجوائها الشمالية المحاذية لحدودها مع تركيا. واستنادا الى مصدر دبلوماسي تركي، يتعلق طلب انقرة بخزانين عثرت عليهما السلطات التركية المحلية في الحقول في محافظتي هتاي وغازي عنتاب المجاورتين للاراضي السورية. وذكرت الصحف التركية أمس ان هذين الخزانين يعودان الى مقاتلات «اف 15» يستخدمها الطيران الاسرائيلي. وكان بيان سوري قد ذكر ان الاسرائيليين أسقطوا «ذخيرة» خلال تحليق طائراتهم فوق الاراضي السورية ولكنها «لم تسبب ضررا». تجدر الاشارة الى ان تركيا تربطها باسرائيل اتفاقية تعاون عسكري وقعتها الدولتان عام 1966 وأثارت، آنذاك، حفيظة الدول العربية وايران.

وإذا كان الطلب التركي يوحي بان التحليق الاسرائيلي قرب الأجواء التركية لم يتم بعلم من انقرة ـ رغم التحالف العسكري القائم بينهما ـ فهو لم يتعد إطار «الاستفسار»، خلافا لموقف جامعة الدول العربية التي ذكرت علنا ان المناورات الاسرائيلية «غير مقبولة» وانها تبين سوء نية اسرائيل تجاه محادثات السلام في المنطقة، وهي المحادثات التي تهدف الولايات المتحدة ـ الحليف الآخر لاسرائيل ـ الى إجرائها في مؤتمر قريب يضم إسرائيل وجيرانها للنظر في المطالبات الفلسطينية.

وكان الشرع قد انتقد عدم وضوح خطط عقد مؤتمر السلام الدولي للشرق الاوسط الذي ترعاه الولايات المتحدة، وقال: «في الوقت الراهن، فان البرنامج (للمؤتمر) غير واضح من حيث بنود الاتفاق وقائمة الدول المدعوة، وحتى تاريخ عقد المؤتمر». وتابع «نخشى ان تحول الولايات المتحدة المؤتمر الى مجرد صورة تذكارية لصرف الانتباه عن العراق».

وكان وزراء الخارجية العرب طالبوا، في ختام اجتماع لهم في القاهرة في الخامس من الشهر الحالي، بدعوة سورية ولبنان للمشاركة في مؤتمر السلام الدولي الذي دعا اليه الرئيس الاميركي.