بدأت امس فى العاصمة الاردنية عمان فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لمنتدى الوسطية الذي ينعقد تحت عنوان «نحو إسهام عربي إسلامي في الحضارة الإنسانية المعاصرة». ويهدف المؤتمر الذى افتتحه الامير غازي بن محمد مندوبا عن الملك عبدالله الثاني ويستمر لمدة ثلاثة ايام، الى بيان الدور العلمي للحضارة الاسلامية واثرها في الحضارة الانسانية والدور المستقبلي المأمول للمسلمين في التقدم الانساني وابراز رسالة الاسلام ومنجزات حضارته في شتى مجالات العلوم والمعارف.
ويركز المؤتمر الذي ينعقد بمشاركة علماء من مختلف الدول العربية والاسلامية على خمسة محاور رئيسية حول جهود العرب والمسلمين في تأصيل العلم الحديث في مجالات العلوم الانسانية والتأثير الحضاري بين العالم الاسلامي وغيره ودور الجامعات والمؤسسات العلمية العربية والاسلامية في الاسهام الحضاري الانساني المعاصر الى جانب محور خاص يتناول الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية والافاق المستقبلية.
ونقل عن رئيس منتدى الوسطية المهندس مروان الفاعوري القول ان المنتدى اخذ على عاتقه في تنظيمه للمؤتمرات المتتالية منذ عام 2004، الاسهام في مسيرة إصلاح الأمة من خلال المراجعات الفكرية والثقافية التي يتصدى لها العلماء والمفكرون وقادة الرأي الذين يعبّرون عن الفكر المعتدل المتزن لتعميق التواصل بدل التقاطع والتدابر، وإحلال الائتلاف مكان الاختلاف، وتعميق معاني الحب والتآلف والتعايش، ليكون هذا التيار هو التيار الجامع للأمة على طريق الحق والسمو والازدهار.
واشار الى انه «في ظل الظروف الصعبة التي تحياها الامة، ومحاولة طمس هويتها واستلاب انتمائها ومصادرة استقلال قرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي ظل احتكار المعرفة والتكنولوجيا وحجبها عن العالم الإسلامي، وفي ظل الكارثة الكبرى التي حلت بنا بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وحالة اختزال الاسلام والمسلمين في تلك الحالة الهزيلة المأساوية، جاء مؤتمرنا هذا ليسلط الضوء على الإسهام الحضاري للعرب والمسلمين في الحضارة الإنسانية المعاصرة، حيث تعالى الجدل وطرحت التساؤلات عن دورنا ومكاننا في الحضارة الإنسانية المعاصرة».
وناقش المشاركون في جلسات امس القيم الاسلامية ودورها في ايجاد بيئة حيوية للعلم والعلماء والدور الرائد للحضارة الاسلامية في مجال العلوم البحتة والخطاب الحضاري العربي والادب الاسلامي واسهام ابن رشد في بلورة فكر وسطي ودور التوحيد في البناء المعرفي للعلوم الاسلامية واثر العلماء في توعية المجتمعات ودور الحضارة الاسلامية في التاريخ الاسلامي والفلسفة الاسلامية واثرها في البناء الحضاري الانساني.