سلفاكير يسلم مبعوثا كينيا مذكرة شديدة اللهجة تحذر من انهيار اتفاقية السلام مع الخرطوم

بعد حل أزمة احتجاز 150 مسلحا من قوات الحركة الشعبية في كردفان

TT

في توترات جديدة برزت بأكثر من اتجاه بين الشريكين في حكومة الوحدة الوطنية في السودان: حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير والحركة الشعبية بزعامة النائب الأول للرئيس، الفريق سلفاكير، سلمت الحركة الشعبية مبعوثا كينيا خاصا بمتابعة تنفيذ اتفاق السلام بين الطرفين الذي أنهى الحرب في الجنوب، مذكرة شديدة اللهجة، حذرت فيها من انهيار اتفاقية السلام، قبل ان تبلغ المبعوث ان «صبرها على الشمال وصل إلى نهايته بسبب تأخير تطبيق اتفاق السلام». وفي نفس الوقت أنهت المفوضية السياسية لوقف إطلاق النار أزمة احتجاز 150 مسلحا من قوات الحركة الشعبية بمنطقة المجلد بولاية جنوب كردفان التي كانت محاصرة من قبل الجيش السوداني في جنوب كردفان لليوم الخامس.

وكان قد وصل إلى مدينة جوبا بشكل مفاجئ الرئيس الكيني السابق دانيال اراب موي المبعوث بمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان، وعقد اجتماعا مع النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت، ركز على المسائل العالقة في الاتفاقية. وحسب مصادر مطلعة في جوبا فان كير طلب من موي التحدث الى الخرطوم بشأن البطء في تنفيذ الاتفاقية، وحذر من ان تؤدي ما وصفها بالهشاشة المتزايدة إلى دفع المنطقة الى حرب واسعة المدى. وقالت المصادر إن مسؤولي الجنوب أعربوا عن مخاوفهم إزاء تأخير تطبيق بعض البروتوكولات.

واتهمت المذكرة حزب البشير بتسليح ونشر المليشيات الحكومية في ابيي اضافة إلى انعدام الشفافية في ما يتعلق بعائدات البترول. وقال كير في تصريحات، ان موي شارك بشكل فعال للغاية في تقدم محادثات السلام التي توجت بتوقيع الاتفاق الشامل للسلام في نيروبي في يناير (كانون الثاني) 2005، وهو أكثر شخص مؤهل لحل المسألة. وشدد ان تطبيق اتفاقية السلام يمضي بصورة كسيحة ويحتاج إلى معالجة ملحة واتهم بعض الجهات في الخرطوم بمعارضة اتفاقية السلام وانها نفسها وضعت العقبات امام تطبيق بنوده. وتأتي زيارة موي إلى جوبا عقب إعلان الأمين العام للأمم المتحدة الزائر بان كي مون إن هناك إشارات تدعو للقلق إزاء تطبيق اتفاق السلام بين الشمال والجنوب. وفي تزامن مع وصول المبعوث عقدت قيادات في الحركة الشعبية اجتماعا تشاوريا مع سلفاكير وصفته المصادر بانه كان ساخنا ناقشت خلاله مستقبل الشراكة بين الحركة وحزب المؤتمر الوطني والمشكلات التي تجابهها، وما وصفته المصادر بتهميش شريكهم المؤتمر الوطني لهم وعدم مشاورتها في اتخاذ قرارات مهمة في شأن بعض القضايا، وحسب المصادر فان الاجتماع ناقش ما اسمته بعض القيادات محاولات المؤتمر الوطني لاغتيال قيادات في الحركة سياسيا ومعنويا، وذكرت المصادر ان قيادات في الاجتماع حذرت من ان استمرار هذه الممارسات يهدد عملية السلام، وطالبت بشراكة متكافئة وحقيقية.

وفي جنوب كردفان أنهت المفوضية السياسية لوقف إطلاق النار أزمة احتجاز 150 مسلحا من قوات الحركة الشعبية بمنطقة المجلد بولاية جنوب كردفان وقررت المفوضية في اجتماعها امس برئاسة الرئيس المشترك الدرديري محمد أحمد وبول ميوم وزير شؤون الأمن والداخلية بالجنوب، مغادرة القوات الموجودة في المجلد إلى منطقة الدبب بجنوب كردفان لمدة أسبوع فقط على أن تغادر مع قوات الحركة بمنطقة أبو مطارق إلى الجنوب خلف حدود 1956 بعد أسبوع من تاريخ مغادرتها المنطقة، والزمت المفوضية القوات المغادرة إلى الدبب بان تكون تحركاتها خلال فترة الاسبوع بالزي المدني وبدون حمل السلاح وبعد الحصول على الاذونات المطلوبة من القوات المسلحة ومن الحركة الشعبية بما يحفظ الامن ولا يثير المشاعر.

وقال الدرديري محمد أحمد الرئيس المشترك في تصريحات، إن اجتماع المفوضية قرر السماح لبعثة الأمم المتحدة الانتقال للمجلد وأبومطارق والدبب خلال الشهر القادم لمراقبة تحركات هذه القوات والتأكد من اخلاء المعسكرات تماماً سلمياً دون أن يكون هناك ما يدعو لإثارة الحفائظ على أن ترفع الأمم المتحدة تقريراً للمفوضية حول هذا الموضوع بعد شهر من ذلك التاريخ.

فيما قال بول ميوم وزير شؤون الامن والداخلية بحكومة الجنوب والرئيس المشترك للمفوضية، إن الاجتماع نجح في التوصل لقرارات لحل الأزمة بفك الاحتجاز فوراً للتحرك للدبب بمراقبة اللجنة المحلية والامم المتحدة.

وكان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد عثمان الأغبش قال في تصريحات ان اتصالات تجري على مستوى رئاسة الجمهورية لتجاوز الأزمة، مشيرا إلى ان وجود افراد الجيش الشعبي بالمنطقة حاملين للسلاح يعتبر خرقا لاتفاقية السلام.

من ناحية اخرى، كشف مسؤول في الحركة الشعبية أن وفدا عالي المستوى من الحركة الشعبية برئاسة رياك مشار وجيمس كوك وادوارد لينو يتوجه اليوم الى العاصمة الفرنسية باريس لتليين المواقف التفاوضية لزعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور وإقناعه بالمشاركة في اجتماع موسع اعتزم الحركة الشعبية عقده في جوبا لتوحيد مواقف الحركات الرافضة لابوجا قبل بدء المفاوضات مع الحكومة في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل بطرابلس. وقالت برسيلا جوزيف عضو لجنة إنفاذ مبادرة الحركة الشعبية لتوحيد الحركات التي كونها رئيس حكومة الجنوب أن الوفد يأمل في ان ينجح في اقناع عبد الواحد بالمشاركة، وأكدت ان الترتيبات لعقد اللقاء تسير بصورة طيبة وبعد موافقة الفصائل كافة على المشاركة. من جهة اخرى، قال مسؤول في حكومة ولاية كسلا بشرق السودان محمد صالح عابد ان خطوات بدأت لتسريح 1000 من قوات جبهة الشرق التي وقعت اتفاق السلام مع الحكومة لانهاء الازمة في شرق البلاد. وقال المسؤول ان الجبهة وضعت برمجة لاستيعاب القوات في الحياة المدنية والقوات النظامية، مشيرا إلى تسريح 700 فرد بمعسكر القربة و300 بكسلا.