السنيورة يشدد على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

رعى توقيع اتفاق المصالحة والعودة لمهجري بلدتين في جبل لبنان

TT

شدد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على «ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وان يقوم النواب بواجبهم والمشاركة في عملية الانتخاب وعدم التقصير». ورأى ان لبنان «يشكل صيغة فريدة من العيش المشترك، وهذه الصيغة باتت حاجة عربية واسلامية ودولية»، مؤكداً ان لبنان «لا يمكن ان ينتهي، وسيبقى على علاقة جيدة مع كل اشقائه العرب ومن ضمنهم سورية، مع الحرص على استقلاله وسيادته والاحترام المتبادل بين البلدين».

مواقف السنيورة جاءت في كلمة له خلال رعايته توقيع اتفاق المصالحة والعودة الى بلدتي كفرمتى وكليلة في جبل لبنان، في حضور وزير المهجرين نعمة طعمة وعدد من النواب ولجان العودة والمقيمين في البلدتين وفعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير من المنطقة. واعلن اصرار الحكومة «على اقفال الصفحات (التهجير) المؤلمة من تاريخ لبنان، من خلال الارادة والعزيمة على فتح صفحات تعبر عن وجه لبنان الحقيقي وصيغته الفريدة في العالم اي صيغة العيش المشترك في ظل المتغيرات والتشنجات في العالم».

وقال: «يدرك العالم أكثر فأكثر والمسؤولون فيه لماذا صيغة لبنان الفريدة من العيش المشترك أصبحت أكثر من حاجة لبنانية، بل حاجة عربية وإسلامية وأيضا دولية. عيشنا المشترك وتعاوننا وتضامننا وتسامحنا هو الذي يضفي على لبنان هذا الاهتمام المتزايد في العالم بضرورة إنجاح صيغته». واضاف: «الواقع أن لبنان الذي تعرفون، يتلقى الصدمات والمحن والأذية منذ 32 عاما وحتى قبل ذلك، وهو دفع ثمنا باهظا، بداية من دم أبنائه وأرزاقهم ومستوى عيشهم ومستقبلهم... وهي ما زالت مستمرة بشكل أو بآخر وكلها تفرض هما وعبئا على اللبنانيين في حاضرهم ومستقبلهم. كما تدفع الكثير منهم إلى الهجرة نحن لا نريد أن نخسر النخب ولا نريد أن نخسر اللبنانيين بل أن نستعيدهم ونساهم فعليا في إعادة بناء لبنان، الذي نطمح إليه لبنان الحرية والانفتاح والديمقراطية والعيش المشترك والاعتدال والتسامح».

ولفت الى ان «هذه الحكومة منذ أن أتت وهي تعمل على حد السيف، فمن الساعات الأولى للمناقشات التي كانت تجري من أجل تأليفها ووجهت أولا بمحاولة اغتيال أحد أعضائها (وزير الدفاع الياس المر) واستمرت هذه المعاناة من تفجيرات واغتيالات وحروب واعتصامات ومناوشات شهدها اللبنانيون جميعا، ولكن مع كل ذلك بقي اهتمام اللبنانيين هائلا وكبيرا بوحدة لبنان وديمقراطيته وانفتاحه وبإرادته على معالجة المشاكل وحلها. وإحدى هذه المشاكل التي ما زلنا نعيش فيها هي مشكلة التهجير. ولا يكاد المواطن اللبناني ولبنان يخرجان من أزمة أو فخ أو مشكلة إلا وتفتح له مشكلة أخرى، لكننا مستمرون بإرادة اللبنانيين من أجل حل دائم لهذه المشاكل».

ورداً على سؤال حول حجم الهدر الذي حصل في ملف المهجرين سابقاً قال السنيورة: «لا يمكن للانسان في حياته ان يبقى ينظر الى الوراء كمن يقود السيارة ويستمر في النظر الى الخلف حتى يصطدم بالحائط. علينا ان ننظر الى الامام». ولفت الى مشروع قانون أرسلته الحكومة قبل أكثر من سنة إلى مجلس النواب وهو تعيين مدققي حسابات لجميع حسابات الدولة من سنة 1992 حتى الآن، ومدققي حسابات جرميين، فإذا كان من أحد اعتدى على المال العام يحاكم. .. وبالمناسبة فإنه خلال الأسبوع المقبل سيصار إلى تقديم كشف كامل عن مالية الدولة اللبنانية على مدى السنوات 1993-2006، ما أتاها من واردات وما دفعت من إنفاق وأين أنفقت وهذا يسهل أي عملية لتدقيق حسابات كامل مع مشروع القانون الموجود في المجلس النيابي».

وعما اذا كان يطمئن اللبنانيين على ابواب الاستحقاق الرئاسي جدد السنيورة تأكيده ان مبادرة بري جيدة، ويمكن البناء عليها وتطويرها وهذا أمر ما زلنا نقوله وسنعمل من أجل التعاون والوصول إلى مخارج للوضع الذي نحن فيه». وذكر رئيس الحكومة اللبناني بـ «الثمن الباهظ الذي دفعه اللبنانيون من دماء ابنائهم في الجيش من خلال احداث نهر البارد على ايدي عصابة سمت نفسها «فتح الاسلام» والتضحيات الكبيرة لهذا الجيش من خلال حرب شنت على اللبنانيين والفلسطينيين معاً من قبل جماعة ارهابية». وقال: «سنخرج من هذه المحنة اقوى وسنحاول ان نعيد المكسب للدولة، وكل لبناني معني بقيام الدولة الديمقراطية المنفتحة وليس الدولة المنغلقة».

واعتبر ان «خيار اللبنانيين ان يكونوا معاً ويواجهوا المشاكل، بعدما تبين للجميع ان احداً لا يستطيع ان يأخذ البلد الى حيث يشاء، وفي النهاية لا حل للمشكلة بالمراسلة، علينا ان نجلس معاً».