مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين: ألفا عراقي يعبرون الحدود السورية يوميا بحثا عن الملاذ الآمن

أكثر من 400 لاجئ عراقي قيد الاعتقال في لبنان بسبب مخاوف أمنية

TT

قالت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اريكا فيللر لـ«الشرق الأوسط»، «ان في لبنان العدد الاكبر من المعتقلين العراقيين. والسبب اما الدخول غير المشروع أو الاقامة غير المشروعة. والارقام الى ارتفاع. والسبب يعود الى الهواجس الأمنية التي فرضتها الأحداث الأخيرة في لبنان».

وكانت فيللر قد وصلت الى لبنان، بعد إنهاء زيارتها لسورية، للاطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين في البلاد ومناقشة وضع نحو 40,000 لاجئ عراقي في لبنان مع المسؤولين اللبنانيين. واذ أبدت تقديرها للمقاربة المرنة والإنسانية التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية تجاه اللاجئين العراقيين، اشارت الى «ان النقاش مع المسؤولين اللبنانيين تناول بالدرجة الاولى موضوع الاعتقال والبحث عن حل بديل وتسوية اوضاع اللاجئين». وأضافت: «أصبح اللاجئون العراقيون ضحايا مرتين. مرة في بلادهم ومرة في البلد الذي يصلون اليه». وكانت فيللر قد أبلغت وزير الداخلية اللبناني حسن السبع قلق المفوضية حيال توقيف اللاجئين وطالبي اللجوء، وخصوصا قضية التوقيف المطوَّل ولفترة غير محددة». وكانت فيللر قد زارت سجن روميه، وهو أكبر السجون في لبنان، حيث يوجد 400 شخص ممن هم موضع اهتمام المفوضية ومعظمهم من العراقيين، اضافة الى السودانيين والصوماليين. واشارت الى حالة «الاكتظاظ» في سجن رومية والى الاوضاع الصحية والنفسية لهؤلاء وحاجتهم الى الرعاية، لا سيما الذين امضوا فترة عقوبتهم ولم يفرج عنهم حتى الآن. وقالت: «معظم المعتقلين هم في مقتبل العمر. وبعضهم لا يزالون يتابعون دراستهم الجامعية. واعتقالهم فقط لانهم لا يقيمون بشكل شرعي يضر بمستقبلهم التعليمي والمهني.

وجاءت زيارة فيللر الى لبنان، عقب مهمة دامت ثلاثة أيام في سورية، اجتمعت خلالها مع مسؤولين سوريين، ومع لاجئين فلسطينيين وعراقيين، بالإضافة الى شركاء المفوضية. كما زارت مخيم التنف في الأرض الحرام (no-man"s land) ما بين العراق وسورية، حيث يعيش نحو 350 لاجئا فلسطينيا من العراق وهم عالقون هناك منذ ابريل (نيسان) 2006. وقالت: «طالبني اللاجئون بحل ل وأضافت: «عدد العراقيين الذين يسعون الى النزوح لا يزال يرتفع. والامر قاس ويتعلق بما يحدث داخل العراق وخارجه. ويوميا يعبر الفا عراقي باتجاه سورية بحثا عن ملاذ آمن. حتى هذه اللحظة أكثر من مليوني عراقي نزحوا وأظن انهم سيتابعون الهجرة، وذلك بسبب الظروف الصعبة والوضع الامني المضطرب والتعرض للعنف والاضطهاد الديني. ولا اظن ان من يعيش هذه الظروف يستطيع البقاء. كنت في سورية وشاهدت الاعداد الهائلة من الذين يغادرون. ربما استقر العدد في لبنان والاردن، ولكن ليس في سورية. ومن الصعب ان نحدد الارقام لأننا لا نعرف اين يستقرون».