دويسبورغ كانت مركز انطلاق خلية الطيارين الانتحاريين إلى هامبورغ

ألمانيا: طفل عربي سمع بالهجمات قبل وقوعها

TT

ذكر راديو (غرب ألمانيا) انه استمع إلى صبي عربي عمره 11 سنة قال انه سمع يوم 7/9/2001 مصلين في مسجد دويسبورغ (غرب) يتحدثون عن طائرات تصطدم بمبان عالية وتتسبب بكثير من القتلى. ونشر الراديو تقريرا طويلا ذكر فيه أن دويسبورغ كانت المركز الذي تم فيه تجنيد اثنين من الطيارين الانتحاريين، في أقل تقدير، وإن مدينة ايسن(القريبة من دويسبورغ) كانت مركز شركة وهمية استخدمها تنظيم القاعدة لتبادل بريده الإلكتروني وتمويل العمليات. وجاء في التقرير ان الصبي، الذي كان عمره 5 سنوات عام 2001، كان يزور مدرسة للقرآن في ذلك المسجد حينما سمع حديثا عن العمليات. وقام الطفل بإبلاغ مربيته في المدرسة بما سمع، إلا ان المعلمة تعاملت مع المعلومات كقصص تفتقت عنها مخيلة الطفل. وقامت المعلمة بإبلاغ الشرطة بالمعلومات بعد أن تم تنفيذ عمليات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، لكن رجال الشرطة لم يعيروا أهمية للموضوع. علما ان المحققين في هـامبـورغ عثروا في شقة الطيار الانتحاري محمد عطا، رئيس الخلية التي نفذت العمليات، على ثلاث بطاقات زيارة خاصة بأبي الطفل العربـي. وعرف راديو WDR ، مـن مصـادر داخل أجهزة الأمن الألمـانية، ان شرطة الجنايات الاتحادية لم تحقق مع المعلمة إلا بعد مـرور سنة على عمليات 11 سبـتـمـبـر. كما لم يستمع رجال التحقيق إلى أقوال والد الطفل إلا عام 2005، وبعد أن كانت كل الأدلة والمؤشرات، إن وجدت، قد تمت إزالتها.

واستشهد التقرير بنتائج التحقيقات التي يجريها الاميركيون مع المعتقلين في غوانتانامو فأشار إلى اعترافات قدمها الموريتاني محمد ولد صلاحي، الذي كان يسكن في دويسبورغ، تؤكد إعداد عمليات 11 سبتمبر في هذه المدينة. ويفترض أن ولد صلاحي يتمتع حاليا بظروف سجن محسنة بسبب اعترافاته، كما صار بإمكان شقيقه، الذي ما يزال يعيش في دويسبورغ، ان يراسله مرة في الشهر.

وصل ولد صلاحي إلى ألمانيا عام 1988 وسجل لدراسة الهندسة الإلكترونية في جامعة المدينة. وقام الموريتاني عام 1998 بتسجيل شركة وهمية برأسمال قدره 50 ألف مارك في مدينة أيسن القريبة. وتكشف التحريات الأميركية أن ولد صلاحي جند اثنين من الطيارين الانتحاريين على الأقل، في دويسبورغ، وليس في هامبورغ، أثناء فترة اقامته فيها. والتقى صلاحي بأعضاء خلية هامبورغ الانتحارية، يوم كانوا يزمعون السفر للقتال في الشيشان. وأقنع صلاحي الشباب العرب بالتخلي عن الشيشان والسفر إلى أفغانستان للتدريب على السلاح والمتفجرات، وكان هذا اللقاء هو الحلقة الأولى في مخططات 11 سبتمبر بعد نحو سنتين لا اكثر.

ويتهم الأميركان صلاحي بتقديم الدعم اللوجستي للمجاميع التي فجرت سفارتي الولايات المتحدة الأميركية في شرق أفريقيا عام 1998. كما يعتقد المحققون أنه كان أحد المشاركين في محاولة تفجير مطار لوس انجليس عام 1999، بواسطة متفجرات صودرت من عبارة كندية. وكان ولد صلاحي قد انتقل من ألمانيا إلى مونتريال (كندا) في نهاية عام 1999. وسافر صلاحي عام 2000 إلى موريتانيا بعد أن زاد إحساسه بالخضوع لرقابة الشرطة الدولية، وتم اعتقاله في موريتانيا في ديسمبر 2001، وتشير معلوماتWDR إلى انه يقبع في معتقل غوانتانامو منذ 6 سنوات ويحمل الرقم 760.

وقللت وزارة الداخلية في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا(حيث دويسبورغ وايسن) من قيمة التقرير وقالت انه غير مهم. وذكر متحدث رسمي باسم الوزارة ان الشرطة حققت مع الطفل والمعلمة وقيمت القصة كـ«غير هام»، وأضاف المتحدث: لا يمكننا عام 2007 أن نعيد صياغة قصة 11 سبتمبر من جديد.