الجماعة الإسلامية في مصر تجدد رفضها لأحداث سبتمبر وتؤكد مخالفتها لأحكام الفقه

في الذكرى السادسة لهجمات واشنطن ونيويورك

TT

جددت الجماعة الإسلامية في مصر رفضها لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) في الذكرى السادسة لحلولها معتبرة أنها كانت غير شرعية ومخالفة للفقه والأحكام الشرعية، وأنها كانت علامة فارقة في التاريخ المعاصر، وبمثابة ميلاد جديد لعالم متغير جاء من رحم الأحداث.

وقال الدكتور ناجح إبراهيم، الرجل الثاني في الجماعة ومنظرها، في رسالة له بمناسبة حلول الذكرى السادسة لتفجيرات واشنطن ونيويورك، بثها (الرسالة)، عبر موقع الجماعة على شبكة الانترنت «أن الحادث لم يصدم الأميركيين وحدهم، بل صدمنا نحن أيضا فانهار برجان عاليان، وسقطت أفغانستان ومن بعدها العراق».

وأضاف أن حادث 11 سبتمبر لم يكتسب هذه الضجة لبشاعته أو لكثرة عدد ضحاياه، فهناك حوادث أكثر منه بشاعة وأكثر في عدد الضحايا، ولكن لأنه أصاب القوة العظمى الأولى والوحيدة في العالم، وأكبر قوة عسكرية في التاريخ، وأنه لم يصبها في أبراجها فحسب، ولكنه أصابها قبل ذلك في كبريائها وكرامتها.

وأشار إبراهيم إلى أن الدول العربية والإسلامية وكذلك الحركات الإسلامية وجدت نفسها وجها لوجه مع المارد الأميركي بجبروته وسلاحه ووجدوا أنفسهم في ساحة معركة لم يريدوها أو يرغبوا فيها أو يستعدوا لها، وأن الدول الإسلامية المعتدلة وجدت نفسها بين خيارين، إما الصدام مع المارد الأميركي، وإما أن تقتل أبناءها بيدها وتخلع أظافرها وأنيابها طواعية، وهذا ما اختارته لنفسها.

وتابع إبراهيم: أن الغرب قام بتضخيم الحدث على نحو غير معهود من قبل، وتمت خلال أيام تجاوز مرحلة الاتهام والتحقيق والمحاكمة، وقال «فقد تم ذلك كله في دائرة الإعلام والسياسة والحرب، وأدين أسامة بن لادن والقاعدة ومن ورائهم الحركات الإسلامية، ومن خلفها الدول العربية والإسلامية، ومن وراء كل هؤلاء وأمامهم المتهم الرئيسي في القضية وهو الإسلام، الذي دخل قفص الاتهام زورا وبهتانا وعن عمد وسابق تربص».

وأكد إبراهيم أن الجماعة الإسلامية كان لها موقف محدد من أحداث 11 سبتمبر من أول يوم للحدث، وهذا الموقف كان واضحاً، ومباشراً وقوياً، يرفض هذا الحادث رفضا تاماً من ناحية الفتوى والجدوى أيضا، وقال «فهو غير شرعي من ناحية الفقه والأحكام الشرعية، وهو يصطدم مع سنن المسلمين في ديار غيرهم من ناحية أخرى، وهو يضر الإسلام والمسلمين والدول الإسلامية، وأول ما سيضار منها هو الحركات الإسلامية».

وقال إن الجماعة الإسلامية كانت أول جماعة أو حركة إسلامية استنكرت هذا الحادث بوضوح وصراحة وفى السر والعلن، ومع أفرادها ومع الآخرين، في الوقت الذي عمدت جماعات كثيرة إلى المواربة والمداراة ومخاطبة العوام بلغة تختلف عن لغتها التي تتحدث بها في الإعلام، مشيرا إلى أنهم فعلوا ذلك وتقرباً إلى الله، وتصحيحاً لمسيرة الحركة الإسلامية وتطهيرا لها من إدمان الأخطاء، وتكريساً لبدايات صحيحة للدعوة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين.