الولايات المتحدة ستبني قاعدة عسكرية على الحدود العراقية ـ الإيرانية

قائد بريطاني: لندن أخرت انسحابها من البصرة 5 أشهر بناء على طلب واشنطن

TT

أعلن مصدر في واشنطن، أمس، ان القوات الاميركية تعتزم بناء قاعدة عسكرية على الحدود العراقية مع ايران لتحسين السيطرة على ما وصفته بتهريب الاسلحة الايرانية وتسلل المقاتلين الايرانيين. لكن العنف في مناطق اخرى لا يزال على وتيرته. وقالت الشرطة أمس ان شاحنة ملغومة انفجرت في شمال العراق فقتلت 10 اشخاص وأصابت 60. وأعلن ان حظر التجول المفروض في مدينة بغداد خلال ايام الجمعة سيعتبر لاغيا ابتداء من الجمعة المقبلة لمناسبة رمضان الفضيل.

وقال الجنرال ريك لينش قائد القوات الاميركية في وسط العراق لصحيفة «وول ستريت جورنال» أمس «نواجه مشكلة كبيرة مع الذخائر الايرانية التي تتدفق الى العراق». وأضاف «ان هذا التدخل الايراني مزعج وعلينا ان نوقفه». وصرح الميجور توبي لوغسدون الضابط الاميركي المشرف على المشروع، ان القاعدة ستضم مساكن لنحو مائتي جندي وستبنى على بعد ستة كلم من الحدود الايرانية، ومن المرجح ان يكتمل بناؤها في نوفمبر (تشرين الثاني). إلا انه لم يكشف عن موقعها بدقة.

ويعتزم الجيش الاميركي كذلك تركيب أجهزة مسح بالأشعة السينية وأجهزة رصد المتفجرات على معبر زرباطية على الحدود بين ايران والعراق. كما ينوي الجيش نصب ست نقاط تفتيش محصنة على الطرق السريعة الرئيسية الواصلة بين الحدود الايرانية وبغداد على ان يحرسها جنود من جمهورية جورجيا السوفياتية السابقة، حسب الصحيفة.

وكان لينش قد قال في 24 اغسطس (آب) ان نحو عشرين من عناصر الحرس الثوري الايراني موجودون في العراق لتدريب المتطرفين الشيعة على شن هجمات على القوات الاميركية والعراقية. ويتهم الجيش الاميركي القوات الايرانية بتدريب مسلحين عراقيين على استخدام الصواريخ والقنابل الصغيرة القادرة على اختراق العربات المدرعة، إلا ان تصريحات لينش هي الأولى التي تشير الى وجود عناصر من الحرس الثوري الايراني في العراق.

ويقول الجيش الاميركي ان القنابل المخترقة للعربات المدرعة تصنع في إيران وتهرب الى العراق وتسلم الى المتطرفين الشيعة لاستخدامها في شن هجمات على قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الأمر الذي تنفيه طهران.

الى ذلك، قال احد القادة البريطانيين في العراق، ان لندن كانت مستعدة لسحب قواتها من مدينة البصرة في جنوب العراق منذ ابريل (نيسان) الماضي، لكنها قررت تأخير هذا الانسحاب بطلب من الولايات المتحدة.

وقال جيمس باشال قائد اللواء الاول المؤلل لصحيفة «ديلي تلغراف» ان القيادة العسكرية كانت ترغب في الانسحاب منذ ابريل من قصر البصرة المقر السابق لقيادة القوات البريطانية في هذه المدينة التي تبعد 550 كلم جنوب بغداد، وترى ان هذا القرار «صائب». وتابع «كان يمكن ان نرحل في ابريل وعملية نقل السلطة بالكامل كانت ستكون الخطوة الصائبة التي يجب القيام بها، لكن السياسة منعت ذلك». وأكد باشال ان «الاميركيين طلبوا منا البقاء لفترة اطول»، موضحا ان قرار البقاء في المدينة كان نتيجة «استراتيجية سياسية تقررت على اعلى المستويات». وانسحب حوالي 500 جندي بريطاني الاثنين الماضي من قصر الرئيس السابق صدام حسين بعد ان نقلوا المهام الامنية الى القوات العراقية.

وردا على تصريحات باشال، قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، ان «قرار الانسحاب من قصر البصرة جزء من خطة انتقالية أعدت بالتشاور مع الحكومة العراقية وشركائنا في التحالف». وأضافت «تمكنا من تسليم القصر بسبب التقدم الذي تحقق والقدرة التي برهنت عليها قوات الامن العراقية وخصوصا الجيش. نقلنا قصر البصرة الى العراقيين عندما كانت الظروف ملائمة والقوات العراقية مستعدة لتولي مهامها». وتابعت الوزارة ان «الحكومة العراقية قررت في مايو (أيار) الاحتفاظ بقصر البصرة، واستغرق تأهيل وتدريب قوة حماية قصر البصرة بعض الوقت الى ان تمكنا من تسليمه».