الجنرال ديفيد بترايوس: يدمج بين المهارة العسكرية والبراعة الفكرية

الجنرال ديفيد بترايوس
TT

عين الجنرال الأميركي ديفيد هاول بترايوس قائداً للقوات المتعددة الجنسيات في العراق في 26 يناير (كانون الثاني) العام الحالي بعد موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه بـ81 صوتا ولا معترض. وقد حل مكان الجنرال جورج كيسي الذي رقي الى منصب رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي بمباركة الكونغرس الاميركي لما يعرف عنه من شجاعة في الطروحات العسكرية والمهارة في مواجهة حرب الشوارع والتمرد الداخلي، الأمر الذي أصبح أكبر عقبة أمام القوات الاميركية في العراق. وفي منصبه الحالي، يشرف بترايوس على تحركات سائر القوات الأجنبية المتحالفة في العراق بحيث يضع موضع التنفيذ الخطة الاستراتيجية التي تطرحها إدارة الرئيس جورج بوش للبلاد. وهو يوصف بأنه أحد ألمع جنرالات جيله وبأنه «طموح» و«الجنرال الأكثر تسييسا منذ مكارثي». يذكر انه جاء على رأس دفعته لدى تخرجه في «كلية قيادة الجيش والقيادة العامة» الأميركية عام 1983. وربما الأهم من ذلك؛ فقد حصل بترايوس على شهادة الدكتوراه بالعلاقات العامة من جامعة «برنستون» العريقة، مما يضيف له حنكة سياسية في التعامل مع الواقع العراقي. وأثار بترايوس انتباه الشعب الاميركي على نطاق واسع بعدما نشرت مجلة «نيوزويك» الواسعة الانتشار صورته على صفحتها الاولى عام 2004 وتحتها سؤال: «هل يمكن لهذا الرجل ان ينقذ العراق؟». ويعتبر مزج بترايوس للمهارة العسكرية، على الرغم من انه لم يحارب قبل توجهه الى العراق عام 2003، بالبراعة الفكرية أبرز صفاته.

ويتمتع بترايوس بمعرفة خاصة في العراق، إذ عمل فيه منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وفي عام 2003، تولى ديفيد بترايوس قيادة «الفرقة 101 المحمولة جواً» أثناء الحرب في العراق، وقاد هذه الفرقة في معارك كربلاء والحلة والنجف التي تعرض فيها لنيران القوات العراقية شبه العسكرية في كمين نصبته له. وتمركز بترايوس على رأس «الفرقة 101 المحمولة» في الموصل شمال العراق.

وفي يناير(كانون الثاني) العام الحالي ـ كجزء من استراتيجيته الجديدة في العراق ـ أعلن الرئيس بوش تعيين بترايوس قائدا عاما للقوات المتعددة الجنسيات. وأثناء إدلائه بشهادته أمام مجلس الشيوخ للموافقة على تعيينه، طارح بترايوس أفكاره للحملة العراقية خاصة توسيع رقعة الوجود الأميركي في بغداد باعتباره الحل لكبح جماح العنف المتزايد، إضافة الى أفكار أخرى سميت في ما بعد «نظام بترايوس»، رغم ان زيادة عدد القوات كانت فكرة مطروحة قبل شهادته تلك.

وبرغم التحفظات التي أبداها العديد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ حول جدوى تنفيذ «نظام بترايوس» في العراق ـ خاصة زيادة عدد القوات الأميركية ـ فقد وافق المجلس بالإجماع على تثبيت تعيينه. ومن جهته، عين بترايوس عددا من ألمع ضباط الجيش الأميركي في صفة مستشارين له في منصبه الجديد. وفي يوليو (حزيران) الماضي قدم بترايوس تقريره المؤقت عن الأحوال في العراق قائلا إن ثمة تقدما مرضيا قد أحرز في 6 من 18 مجالا حددها الكونغرس، وكان ذلك تمهيداً لتقريره النهائي الذي يقدمه في جلسات استماع هذا الأسبوع.

وولد بترايوس في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 1952 لوالدين من أصول هولندية، وكان أبوه قبطاناً بحرياً هاجر الى الولايات المتحدة بعيد الحرب العالمية الثانية. ونشأ بترايوس في كورنوول اون هدسون، نيويورك، وتخرج من مدرسة «كورنوول سنترال العليا» عام 1970.

وبعدها التحق بترايوس بالأكاديمية العسكرية الأميركية في «ويست بوينت» المجاورة التي تخرج فيها عام 1974. وبترايوس متزوج من هولي نولتون، ابنة الجنرال المتقاعد وليام نولتون الذي كان وقتها مديراً للأكاديمية العسكرية نفسها. ولبترايوس وقرينته ابن هو ستيفن الذي يدرس العلوم السياسية بـ«معهد ماساشوستس للتكنولوجيا» منذ عام 2005. ولهما ايضا ابنة هي آن التي تخرجت في كلية ديكنسون عام 2004 ببكالوريوس علوم الاجتماع وتعمل حاليا في «أي اس آي» وهي إحدى شركات المقاولة العاملة للجيش.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»