السفير رايان كروكر: دبلوماسي محترف عرف العراق عبر 3 عقود

السفير رايان كروكر
TT

لقب السفير رايان كروكر، السفير الاميركي في بغداد منذ 2006، بألقاب عدة من مراقبيه، منها «لورانس العرب» تيمناً بتي أي لورانس الجندي البريطاني الذي عاصر العرب بداية القرن الماضي واثر على تاريخ العراق وغيره من دول عربية. ومثل لورانس، يجيد كروكر اللغة العربية، بالاضافة الى الفارسية، وعاصر أبرز الأحداث التي ما زالت تؤثر على واقعه السياسي، من الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982، الى سقوط نظام صدام حسين في بغداد عام 2003.

وكروكر، المولود في 19 يونيو (حزيران) 1949، عمل سفيرا لبلاده في باكستان حتى عام 2006 وفي لبنان عام 1990. وتلقى كروكر تعليمه في «يونيفيرسيتي كوليدج دبلن» وفي «ويتام كوليدج» في واشنطن، حيث نال شهادة البكالوريوس في الأدب الانجليزي عام 1971. وبعد تلقيه دورة لتعلم الفارسية عين في القنصلية الأميركية في خورمشهر، إيران، عام 1972. وبعدها نقل الى السفارة الأميركية التي كانت قد افتتحت حديثا في الدوحة، عام 1974، ليعود مجدداً عام 1976 الى واشنطن ليبدأ فترة مطولة (20 شهرا) في تعلم العربية أكملها في كلية اللغة العربية بمعهد الخدمات الخارجية بتونس في يونيو (حزيران) 1978. وفي أعقاب حصوله على شهادته من هذه الكلية عين كروكر مديرا للقسم الاقتصادي – التجاري في دائرة المصالح الأميركية ببغداد. ثم عمل في العاصمة اللبنانية مديرا للقسم السياسي من عام 1981 حتى 1984، حيث عاصر الاجتياح الاسرائيلي لبيروت وتفجير ثكنة «المارينز» في بيروت عام 1983. وبعدها أمضى العام الدراسي 1984/1985 في جامعة «برينستون» الأميركية، حيث تلقى دراسته في علوم الشرق الأوسط، وهي ذات الجامعة التي حصل فيها قائد القوات الاميركية ديفيد بترايوس على الدكتوراه. وعمل كروكر بعد ذلك نائبا لمدير مكتب إسرائيل والشؤون العربية الإسرائيلية بوزارة الخارجية، ثم مستشارا سياسيا في السفارة الأميركية في القاهرة من 1987 إلى 1990 حين صار سفيرا لدى لبنان. وفي أعقاب الغزو العراقي للكويت في اغسطس (آب) 1990، أصبح مديرا لمجموعة عمل «العراق ـ الكويت» في الخارجية الاميركية.

وبسبب خبرته الطويلة ودرايته بتاريخ الشرق الأوسط وثقافاته ولغاته، يعتبر كروكر وسط أبرز خبراء وزارة الخارجية الأميركية في شؤون المنطقة. وبسبب نشاطاته في هذا المجال فقد نال الوسام الرئاسي للخدمة المتميزة وميدالية وزارة الدفاع للخدمة المدنية المتميزة.

وفي يناير (كانون الثاني) 2002، عين كروكر مبعوثا مؤقتا الى حكومة أفغانستان الجديدة، قبل العمل لفترة وجيزة في السلطة الانتقالية الاميركية في بغداد. ويعتبر كروكر أحد أكثر الدبلوماسيين الاميركيين ترحالا، وتقول مصادر في الخارجية الاميركية انه دوماً يطلب المهمات الصعبة ويكره المكوث طويلا في مقر الخارجية في واشنطن. وبعد قضاء سنتين سفيراً في باكستان، عاد كروكر الى العراق بعدما أعلنت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ترشيح كروكر سفيرا جديدا لدى العراق خلفا لزلماي خليلزاد الذي كان مقررا له ان يصبح السفير الأميركي الى الأمم المتحدة. ومنذ توليه منصبه الجديد في العراق هذا العام، دأب كروكر على التجول في مدن عراقية عدة، من بعقوبة الى أربيل، للتواصل مع العراقيين، وكثيراً ما يروي لمن يلتقيه تجربته الخاصة في العراق منذ السبعينات من القرن الماضي حتى يومنا هذا. ويحل كروكر ضيفاً على المسؤولين السياسيين بشكل شبه يومي جعله مقرباً منهم ومتمرساً بالتعامل مع كل جهة، في محاولة للتقريب بينهم.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»