أبو مازن وأولمرت يتفقان على إطلاق 100 أسير وتسوية إقامات 5 آلاف فلسطيني

مصدر لـ«الشرق الأوسط»: لقاء القدس لم يكن أكثر من عصر فكري ولم تكتب فيه محاضر

العاهل الاردني، الملك عبد الله الثاني، يصغي للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما في القصر الملكي في عمان امس (إ.ب.أ)
TT

قال مصدر فلسطيني إن الشيء الوحيد الذي تمخض عنه اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت، الذي انعقد في مقر الأخير في القدس الغربية أول من أمس، هو تشكيل لجنة فلسطينية ـ إسرائيلية مشتركة لتخوض في القضايا الأساسية للحل النهائي. كما وعد أولمرت، حسبما قال المصدر، بالافراج عن 100 من الأسرى بمناسبة شهر رمضان المبارك وكذلك تسوية إقامات 5 آلاف من اصل 50 ألف دخلوا الأراضي الفلسطينية كزوار ولم يغادروها.

وحسب ما قاله المصدر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» فان اللجنة ستضم ثماني اعضاء على الاقل أي 4 من كل طرف. ورجح المصدر ان يترأس احمد قريع (ابو علاء) رئيس الوزراء الأسبق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الجانب الفلسطيني من اللجنة التي ستضم ربما تضم صائب عريقات ياسر عبد ربه أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس.

وأضاف ان القضايا التي ستبحثها هذه اللجنة من احل التوصل الى توافق حولها قبل مؤتمر السلام المزمع عقده في واشنطن بدعوة من الرئيس الأميركي جورج بوش في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل)، هي ست قضايا: القدس والحدود والمستوطنات واللاجئون والمياه والأمن. وفي هذا السياق أكد المصدر ما كان قد صرح به صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، عقب الاجتماع. ونفى عريقات أن يكون أبو مازن قد توصل الى اطار اتفاق من 8 نقاط مع أولمرت في الاجتماع المذكور.

وتتلخص هذه النقاط في أولا انهاء احتلال الضفة الغربية في مدة زمنية متفق عليها، وعلى عدة مراحل. ثانيا: اقامة دولة فلسطينية غير مسلحة، وفق خرائط سنة 67 ويجري الاتفاق على حدودها بدقة بناء على الاحتياجات الأمنية والتطورات الديمغرافية والمستلزمات الإنسانية. ثالثا: القدس تكون عاصمتين: للدولتين، الأحياء اليهودية تكون تحت سيادة اسرائيلية. رابعا: ترتيبات خاصة للحفاظ على حرية الوصول لكل الأماكن المقدسة للأديان المختلفة. خامسا: إعلان فلسطين وطنا قوميا للشعب الفلسطيني، واسرائيل وطنا قوميا للشعب اليهودي. سادسا: ايجاد حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين مع الاعتراف بالمعاناة التي عاشوها، ويتفهم الحق الفردي. سابعا: اعلان انهاء الصراع والعمل من اجل تأييد الجمهور في كل طرف لهذا الاتفاق. ثامنا اعتبار الاتفاق متساوقا مع مبادئ مبادرة السلام العربية.

وكذلك تدعوان الدول والجهات المتمثلة في الرباعية الدولية والمجتمع الدولي للتدخل وتقديم المساعدة بطرق مختلفة لدفع الاتفاق المستند على هذه المبادئ وتطبيقه. الملف الذي يرتكز على المبادئ المذكورة سابقا يجب ان يتم التوصل اليه قبل انعقاد المؤتمر الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) ليعرض خلاله وليوثق بقرارات بعد المؤتمر.

وأوضح المصدر أن هذا الاتفاق طرح من جانب ناشط سلام إسرائيلي ولا علاقة له بالاجتماع المذكور. وحسب المصدر فان اجتماع يوم الثلاثاء الماضي كان اجتماع «عصر فكري» و«لم يكن فيه محضر جلسة»، أي انه لم يوثق.

وحسب مصدر آخر فإن الاجتماع كاد أن يفشل بعد أن طلب بعد ساعة على بدئه، من موكب أبو مازن الاستعداد للرحيل، وكانت فكرة تشكيل الجنة هي التي أنقذت الموقف.

الى ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين إسرائيليين القول إن الحكومة الإسرائيلية ترفض ضغوطا فلسطينية لوضع جدول زمني لتطبيق مبادئ الدولة الفلسطينية التي سيتفق عليها في مؤتمر للسلام في واشنطن.

وحسب مسؤولون اسرائيليون فإن أولمرت سيكون مستعدا لوضع جدول زمني تقريبي ما دامت الخطوات الإسرائيلية ستكون مرتبطة بخطوات فلسطينية متزامنة منها نزع سلاح النشطاء كما تدعو خطة «خريطة الطريق» الأميركية.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول قريب من أولمرت لم تسمه القول «هذه مفاوضات وفي النهاية تقبل بالحل الوسط».

ووفق «رويترز» فان المسؤولين الفلسطينيين ينظرون الى الجدول الزمني على انه وسيلة للضغط على اسرائيل لاتخاذ خطوات صعبة تساعدهم على كسب قبول الرأي العام الفلسطيني للاتفاق.

وحذر مسؤولون اسرائيليون من أن تحديد تواريخ يمكن ألا تحترم لن يؤدي الا الى مزيد من خيبة الأمل لدى الجانبين.