مصر: إطلاق قيادي في تنظيم الجهاد الأصولي بعد 26 عاما بالسجن في قضية اغتيال السادات

الجماعة الإسلامية: «القاعدة» نفذت أحداث سبتمبر بدون علم الملا عمر

TT

كشفت مصادر أصولية مطلعة في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات المصرية قامت قبل ثلاثة أسابيع بالإفراج عن إحدى القيادات العليا في تنظيم الجهاد الأصولي، من المتهمين في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وهو القيادي أسامة السيد قاسم الذي قضي في محبسه ما بين تنفيذ العقوبة والاعتقال نحو 26 عاما، فيما واصلت الجماعة الإسلامية انتقاداتها الشديدة لتنظيم القاعدة، بمناسبة مرور 6 سنوات على أحداث 11 سبتمبر، قائلة على لسان الرجل الثاني في الجماعة، ومنظرها الدكتور ناجح إبراهيم «إن أسامة بن لادن قام بتنفيذ تفجيرات 11 سبتمبر بدون علم الملا عمر أو حكومة طالبان السابقة في أفغانستان»، مشيرا إلى أن عقلية التنظيم السري كانت تحكم أسلوب تفكير القاعدة حتى وهي تعيش في ظل دولة مسلمة قد بايعت حاكمها وزعيمها.

وجاء إطلاق قاسم استمرارا للاتجاه نحو إغلاق ملفي معتقلي الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد مع حلول الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف، وكذلك استعدادات تنظيم الجهاد لإطلاق مبادرة مشابهة يقودها منظر تنظيم القاعدة الأساسي الدكتور سيد إمام عبد العزيز المعروف باسم الدكتور فضل من داخل محبسه.

وكانت السلطات الأمنية قد قامت على مدى الأشهر الماضية بإطلاق نحو 120 من المنتمين لتنظيم الجهاد، بالتزامن مع إطلاق عدد آخر من قيادات الجماعة الإسلامية، الذين انتهت فترات حبسهم في قضية اغتيال السادات أو قضايا عنف أخرى كان آخرهم القيادي هشام مرسي، الذي كان متهما في قضية العائدين من أفغانستان بعد أن قضى عقوبة الحبس لمدة 15 عاما.

ولا يتبقى من بين مجموعة المسجونين على ذمة أحداث عام 1981، سواء من الجماعة الإسلامية أو تنظيم الجهاد، سوى مجموعة بسيطة على رأسها عبود الزمر، وابن عمه الدكتور طارق الزمر وأنور عكاشة، وهشام أباظة، ونبيل نعيم، ومجدي سالم. وجاء إطلاق عدد من قيادات وكوادر الجهاد في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية والأصولية في مصر إعلان مبادرة الجهاد لوقف العنف التي يعكف منظر القاعدة سيد إمام الشريف على إعدادها من داخل محبسه بدعم من قيادات التنظيم داخل السجون. وكان الدكتور فضل، منظر القاعدة قد دعا من قبل كافة الحركات الجهادية والإسلامية في العالم أجمع إلى ترشيد عملياتها الجهادية وفق الضوابط الشرعية، خاصة بعد ظهور صور مستحدثة من القتل والقتال باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية في كثير من البلدان، كالقتل على الجنسية وبسبب لون البشرة أو الشعر أو القتل على المذهب، وقتل من لا يجوز قتله من المسلمين وغير المسلمين. على جانب آخر قال الرجل الثاني في الجماعة، ومنظرها الدكتور ناجح إبراهيم في رسالة بثها موقع الجماعة على شبكة الانترنت أمس بمناسبة مرور 6 سنوات على تفجيرات أحداث 11 سبتمبر أمس الأول «إن معظم الورطات الكبرى التي تورط فيها الملا عمر كانت للأسف من صنع القاعدة وقادتها الذين كانوا ضيوفا على الدولة، ولم تكن من صنع الملا عمر».

وأشار إبراهيم إلى أنه بعد قصف أفغانستان بصواريخ كروز الأميركية رداً على ما قامت به القاعدة، فقد غضب الملا عمر غضباً شديداً من أسامة بن لادن، وشاركه في ذلك شيوخ العشائر وأفراد حكومة طالبان ووجهاؤها، وقال «وعلى إثر ذلك قاطع الملا عمر، حليفه أسامة بن لادن، وقام بعزله من قيادة الجاليات العربية والإسلامية المجاهدة في أفغانستان، وعين شخصاً غير عربي مكانه».