في خطوة سبق أن توقعتها الساحة السياسية الروسية، قدم ميخائيل فرادكوف رئيس الحكومة الروسية استقالته من منصبه والتي اعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن قبولها، مؤكدا ما قدمه فرادكوف من جهود خلال ما يزيد عن الثلاثة اعوام ونصف العام. ولم يكن غريبا ان يعزو الرئيس السابق للحكومة تقديم استقالته الى رغبته في اتاحة الفرصة كاملة امام الرئيس مع قرب اجراء الانتخابات البرلمانية لاتخاذ القرارات المناسبة التي تتعلق باختيار خليفته وتعيين المسؤولين في اهم المواقع الرئيسية. فقد سبق أن ماجت الساحة السياسية الروسية بمثل هذه التوقعات على مدى ما يقرب من عام منذ اعلن بوتين عن اصراره على الرحيل عقب انتهاء المدة الدستورية وعدم الرغبة في تعديل الدستور من اجل البقاء لفترة رئاسية ثالثة في مارس من العام المقبل، ولذا فقد سارع ممثلو الاوساط السياسية والمراقبون الى طرح الترشيحات التي قالوا انها لابد ان تكون مقدمة لاستيضاح اسم خليفة الرئيس الروسي من منظور ان رئيس الحكومة الجديد سيكون اوفر حظا بمنصب الخلافة وانحصرت توقعاتهم في سيرغي ايفانوف النائب الاول لرئيس الحكومة وزميله في المنصب المماثل دميتري ميدفيدف، في حين طرح كثيرون اسماء تسعة آخرين للفوز بالمنصب بدون اغفال اعتبار اي من هؤلاء شخصية مرحلية. ولم يمض من الزمن اكثر من ساعتين حتى عاد الرئيس ليعلن مفاجأته حول اختيار فيكتور زوبكوف مرشحا لرئاسة الحكومة الذي لم يدرجه احد ضمن قائمة المرشحين بل حار الكثيرون في استيضاح هويته الى حين الاعلان الرسمي عن سيرته الذاتية. ومن جانبه سارع بوريس غريزلوف رئيس مجلس الدوما وزعيم حزب الاغلبية «الوحدة الروسية» ليعلن ان المجلس سيجتمع يوم الجمعة المقبل للتصويت على ترشيح زوبكوف رئيسا للحكومة وسط ما يشبه الاجماع حول الموافقة المضمونة للاغلبية الساحقة في المجلس عليه. وفي واشنطن، اعلن البيت الابيض ان استقالة رئيس الوزراء ميخائيل فرادكوف مسألة روسية داخلية وان الحكومة الاميركية تأمل في استمرار العلاقات الجيدة مع موسكو.
وقال غوردون غوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض «انه امر يخص الشعب الروسي ان يتخذ القرار بشأن زعمائه في المستقبل»، واضاف ان «الولايات المتحدة تتطلع قدما لاستمرار العلاقات الجيدة مع الحكومة الروسية» حسب ما نقلت وكالة رويترز للانباء.