أبوظبي: بناء مدينة تتسع لضعف عدد السكان.. وشبكة للسكك الحديدية

الرئيس الإماراتي: التطوير يجب أن يحافظ على الهوية الوطنية

TT

كشفت أبوظبي أمس، عن خطتها المستقبلية لتحديث الإمارة الأكبر في الدولة، عبر خطة تطويرية متكاملة وبنى تحتية، تتسع لثلاثة ملايين نسمة في عام 2030. بالإضافة إلى إنشاء شبكة سكة حديد داخلية وخط للمترو. وهو ما يرفع استيعاب العاصمة بنحو 45 في المائة عن استيعابها للسكان حاليا، الذي يبلغ نحو 1,6 مليون نسمة.

وخلال إطلاعه أمس على الخطة التطويرية لإمارة أبوظبي حتى عام 2030، والتي يكشف النقاب عنها للمرة الأولى، طالب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بالحفاظ على الطبيعة الاماراتية من أية «تطورات غير مدروسة»، وجعل بلاده مركزا ثقافيا وتجاريا وسياحيا جذابا، مؤكدا في الوقت ذاته على رغبته في العمل وبشكل مكثف نحو تطوير الإمارات لتكون على قدم المساواة مع الدول المتقدمة.

وتعول أبوظبي كثيرا للاستفادة من الطفرة النفطية الهائلة لتكون مركزا اقتصاديا وثقافيا عالميا وليس إقليميا، ويمسك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، بملف تحديث الإمارة اقتصاديا وثقافيا. وأبوظبي العاصمة وأكبر الإمارات السبع، التي تشكل الاتحاد الفيدرالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتقع على الساحل الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، كما تعد الإمارة الأكبر والأكثر من حيث عدد السكان بين بقية الإمارات، إذ يبلغ عدد سكان إمارة أبوظبي 1.6 مليون نسمة يشغلون مساحة 67 ألف كيلو متر مربع. وبحسب خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، فإن الهدف من وراء إعداد الخطة هو كونها تأتي استجابة لحاجة إمارة أبوظبي لتخطيط دقيق ومدروس، «وذلك نظرا للتطور الهائل في جميع النواحي الاقتصادية، وغيرها والنمو المتزايد للسكان وتوافر فرص العمل في مجالات عدة». وقال المبارك انه تم وضع خطة لمدينة تسع ما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة بحلول عام 2030، «على أن تكون مدينة منظمة»، موضحا أن الخطة تتضمن المقترحات المتعلقة بشأن تجهيز البنى التحتية المتطورة لتتواكب مع النمو والتطور والحفاظ على البيئة ازاء أى مخاطر قد تنجم عنه. وتمتلك إمارة أبوظبي 10% من احتياطي العالم من النفط، و5% من الاحتياطي العالمي من الغاز، وتنتج 90% من نفط دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تستثمر عائداته لبناء بنية تحتية من الدرجة الأولى وعاصمة حديثة ومنتعشة. وترتكز مبادئ الخطة التطويرية لأبوظبي على التنمية المستدامة، مع إجراء تقييم للنمو ليعكس الوضع الاقتصادي والمفاهيم البيئية، مع المحافظة على البيئة الطبيعة التي تتمتع بها السواحل والصحاري، بالإضافة إلى النقل والمواصلات وإنشاء شبكة نقل ومواصلات، وفقا لأحدث المعايير العالمية المتعارف عليها، وتطوير أفضل استراتيجيات النقل والمواصلات وابراز مكانة العاصمة معماريا وحضاريا متميزا مع التركيز على القيم والعادات والتقاليد والتراث الخاص بشعب دولة الإمارات.

ويضيف خلدون المبارك ان الخطة تتضمن إنشاء شبكة سكك حديدية داخلية وخط للمترو، إضافة إلى توسيع الجزء الداخلي من المدينة عبر شبكة من الطرق المحاذية للجزر التي تنفذ حاليا، «مما سيؤدي الى إيجاد منطقة تجارية جديدة ترتكز على جزيرة الصوة والريم، وسيساهم في المحافظة على الطبيعة ومساكن المواطنين، اضافة الى وجود شوارع مناسبة للسير ومرافق محلية ووسائل للنقل الجماعي».

وكانت أبوظبي قد أطلق في أغسطس (آب) الماضي «أجندة السياسة العامة 2007 ـ 2008» للأمارة، والتي تستهدف من خلالها الخطط التي تنتهجها الحكومة في مختلف المجالات مثل التخطيط والاقتصاد والطاقة والسياحة والخدمات الصحية والتعليم والقوى العاملة والخدمة المدنية والثقافة والتراث والرقابة الغذائية والتخطيط العمراني والنقل والبيئة والصحة والسلامة وشؤون البلديات وخدمات الشرطة والطوارئ والحكومة الإلكترونية والمرأة والإصلاح التشريعي. والتي تقول الحكومة إنها تخطط لأن تصبح من خلالها من أفضل خمس حكومات في العالم.