بغداد توقع خفض عديد القوات الأميركية إلى مائة ألف بنهاية 2008

طهران: تقييم بترايوس ـ كروكر لن ينقذ أميركا من المستنقع العراقي

TT

اعلن مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي أمس ان بلاده تتوقع ان يخفض عديد القوات الاميركية المنتشرة في العراق الى مائة الف بحلول نهاية عام 2008. وقال الربيعي الذي كان يتحدث للصحافيين غداة التقييم الذي قدمه القائد الاميركي في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والسفير الاميركي في بغداد رايان كروكر للكونغرس «نأمل ان يصل عديد القوات الاميركية المنتشرة في العراق في منتصف العام المقبل الى المعدل الذي كانت عليه ما قبل انطلاق استراتيجية زيادة العديد في فبراير (شباط) الماضي وهو 130 الف جندي». ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية الى الربيعي قوله انه «بحلول نهاية العام المقبل يفترض ان يصل العدد الى مائة الف»، لكنه اضاف «ان ذلك يعتمد على الظروف التي تمر بها البلاد، ويعتمد على حجم التهديد الامني الداخلي والاقليمي». واكد الربيعي ان انسحابا سريعا قد يضر بالوضع الامني في العراق. واوضح «ما من شخص عاقل يستطيع ان يأخذ قرارا بانسحاب سريع»، وتابع «مع تحسن جهوزية القوات العراقية ستتراجع الحاجة الى القوات المتعددة الجنسية (....). بحلول نهاية العام المقبل سيكون لدينا مائة الف جندي (اميركي) ويمكننا خفض هذا العدد الى اقل من 90 الفا في 2009». وفي رده على سؤال عما اذا كانت الحكومة العراقية تتفق مع تقييم بترايوس الذي وصف ايران بأنها الدولة الاخطر على أمن العراق من خلال قيامها بتزويد الميليشيات بالاسلحة وتدريبها، نقلت وكالة رويترز عن الربيعي قوله «دول الجوار وبالخصوص سورية وايران تعرف ما عليها ان تفعل بشأن الوضع (الامني) في العراق». كما اشاد الربيعي بطهران واعتبرها «دولة مهمة»، وقال «نعتقد ان ايران تستطيع المساعدة في استقرار الاوضاع في العراق، ويمكن ان تساعد في دعم الحكومة العراقية اكثر».

من جهتها، قللت ايران امس أهمية تقييم بترايوس ـ كروكر قائلة انه «لن ينقذ اميركا من مستنقع العراق». وتدعو ايران منذ فترة طويلة القوات الاميركية الى الانسحاب من جارتها العراق، لكن بيان وزارة الخارجية أوضح ان الانسحاب المقترح لا يذهب الى مستوى كاف في رأي ايران. وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية في البيان الذي نقلته وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية «هذا التقرير لا يعكس المطالب الحقيقية والاولويات لدى الغالبية من الشعب الاميركي»، حسبما افادت به وكالة رويترز.

واتهم حسيني الولايات المتحدة بارتكاب «الكثير من الاخطاء» في العراق منذ الغزو الذي قادته واشنطن في عام 2003 لاطاحة صدام حسين. وقال وهو يشير الى المزاعم الاميركية بشأن التدخل الايراني في العراق «ادارة بوش تريد نقل معظم مشاكلها الى الاخرين واقناع ممثلي الشعب الاميركي بالحاجة الى استمرار الاحتلال»، وقال «هذا التقرير لن ينقذ اميركا من مستنقع العراق».

من جهة أخرى، افادت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية امس بان بريطانيا «ارسلت جنودها الى الحدود الايرانية». ولكن الناطق باسم القوات البريطانية الميجور ماثيو بيرد اكد لـ«الشرق الأوسط» ان الخبر مبالغ به، موضحاً ان عمليات مراقبة الحدود العراقية ـ الايرانية ضمن «مسؤولياتنا في العراق ونقوم بها منذ سنوات»، وأضاف: «الامر ليس جديداً ونحن ندعم قوات حراسة الحدود العراقية»، لكنه امتنع عن توضيح عدد العمليات التي يقودها البريطانيون على الحدود مع ايران، قائلاً: «لا يمكننا الخوض في تفاصيل العمليات العسكرية».

إلا أن شهودا عيانا في البصرة أكدوا عبور قوات بريطانية شط العرب أمس وتوجهها إلى الحدود العراقية الإيرانية معززة بدبابات «تشالينجر» وعربات مصفحة من طراز «وورير» وأفاد الشهود لـ «الشرق الأوسط» بان القوات البريطانية تحركت من مطار البصرة الدولي الذي أكملت انسحابها إليه الأسبوع الماضي من داخل المدينة.. والاعتقاد السائد في البصرة حول المهمة الجديدة للقوات البريطانية في البصرة هو انها تهدف الى إيقاف المتسللين والحد من تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الميليشيات الموالية لها.