القيادة السعودية تهنئ مواطنيها والأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان

في كلمة مشتركة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد

TT

هنأت القيادة السعودية مواطنيها وكافة شعوب الأمة الإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وذلك في كلمة مشتركة أذيعت مساء أمس عبر وسائل الإعلام السعودية. وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، أن صيام شهر رمضان عبادة يقيم الإنسان من خلالها علاقته بنفسه يروضها ويسوسها، وعلاقته بالآخرين في إحساسه بهم وتلمسه لاحتياجاتهم، وشعوره بأنه جزء منهم. وذكّرت القيادة السعودية الجميع بالبذل والعطاء في هذا الشهر، وبينت أن العطاء «يخرج الإنسان من ذاته ليشعر بذوات الآخرين، ويحيل النظر من احتياجاته إلى احتياجات من حوله، ويصرف اهتمامه عن ما له إلى ما عليه».

وفي ما يلي نص الكلمة التي ألقاها بالنيابة إياد مدني وزير الثقافة والإعلام:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي قال في محكم كتابه «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.

أيها الإخوة والأخوات من أبناء هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا، وأبناء الأمة الإسلامية في كل مكان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نستقبل شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن، والذي يضاعف الله سبحانه فيه الأجر، والذي تُشرع فيه أبواب الرحمة والمغفرة؛ وقلوبنا ملؤها الأمل والرجاء في أن يجعل المولى عز وجل للمسلمين كافة في أيامه الفضيلة ما يجسد معاني الأخوة والمشاركة والتكافل والإحساس بالقيم الإسلامية التي تربط بيننا جميعا.

ولعلنا، ونحن نتأهب لهذه الفريضة الإيمانية الفريدة، أن نتذكر في ما نتذكر قيمة العطاء، العطاء الذي يخرج الإنسان من ذاته ليشعر بذوات الآخرين، ويحيل النظر من احتياجاته إلى احتياجات من حوله، ويصرف اهتمامه عما له إلى ما عليه، فالفرد منا أيها الإخوة والأخوات عليه أن يعطي لتتحقق إنسانيته، ولتترسخ كينونته كمسلم منّ الله عليه بالإسلام. يعطي من حوله، ويعطي مجتمعه، ويعطي وطنه، ويعطي أمته، ويعطي الإنسانية جمعاء.

والعطاء أن يسخر الإنسان نفسه وما حباه الله تبارك وتعالى به من نعم وقدرات ورأي وفكر، وما قدر له سبحانه من إمكانات وفرص ليرتقي ويضيف ويخدم وينتج، ويعيش سنوات حياته عضوا فاعلا في بيئته وفي محيطه وفي وطنه وفي أمته وفي عالمه، وصيام رمضان خير مثال لهذا العطاء، فالصيام عبادة عملية يقيم الإنسان خلالها علاقة بنفسه يروضها ويذكرها ويسوسها، وعلاقة بالآخرين في إحساسه بهم وتلمسه لاحتياجاتهم وشعوره أنه جزء منهم يسمو بهم ويسمون به.

أيها الإخوة والأخوات: اللهم اجعل لنا في قيمة العطاء، وفي كل المعاني الإنسانية التي تتمثل في رمضان طريقا نسير عليه، وأفقا نسعى صوبه، ونموذجا نجسده واقعا معاشا يحقق لإسلامنا حقيقة معناه. وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي قد تلقيا وأجريا أمس جملة من الاتصالات الهاتفية مع عدد من قادة وزعماء العالم الإسلامي، حيث تبادلا التهاني والتبريكات بقدوم هذا الشهر، كما استعرضت القيادة السعودية مع القادة، العلاقة الأخوية التي تربط السعودية ببلدانهم.