تلميح فرنسي إلى إمكانية لعب باريس دورا سياسيا أكبر في المصالحة العراقية

السيناتور ماريني: المالكي لم يقدر كثيرا كلام كوشنير الحر * ساركوزي بالسعودية في يناير

TT

أعلن السيناتور فيليب ماريني، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، في ختام زيارته إلى السعودية أمس، عن زيارة مرتقبة من المنتظر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرياض مطلع العام المقبل، وتحديدا في نهاية يناير (كانون الثاني).

وقال ماريني، الذي غادر السعودية أمس، على رأس وفد يضم نوابا في مجلس الشيوخ الفرنسي، إن زيارتهم إلى البلاد، كانت تحضيرا لزيارة الرئيس ساركوزي المرتقبة إلى السعودية.

والتقى ماريني، خلال زيارته التي اختتمت أمس، بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة غرب البلاد.

وقال السيناتور الفرنسي، إنهم بحثوا خلال لقائهم بالملك عبد الله في نتائج لقائه بساركوزي. وأضاف «شعرنا أن الاتصال تم بصورة جيدة، وأن هناك ارتياحا للسياسة العربية الفرنسية، كعامل مفيد وفعال حول الملفات الخاصة في المنطقة».

وتشهد المواقف السعودية الفرنسية، تطابقا معلنا، إزاء الكثير من الملفات المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط.

وبحث وفد مجلس الشيوخ الفرنسي، مع الأمير بندر بن سلطان أمين عام مجلس الأمن الوطني، الكثير من قضايا المنطقة، وخصوصا المتأزمة منها في لبنان والعراق، ومواقف البلدين إزاء أزمة الملف النووي الإيراني.

وقال السيناتور ماريني في مؤتمر صحافي عقده في منزل السفير الفرنسي في الرياض، إنهم شعروا خلال المباحثات التي عقدوها مع الأمير بندر بن سلطان، بأن هناك اتفاقا سعوديا فرنسيا في كثير من القضايا محل البحث، لافتا إلى أن مباحثاتهم ذهبت لأبعد بكثير عن الوضع الحالي، وتحديدا لناحية التعرف بشكل خاص على اللاعبين في الساحة وأسباب كل هذه الأزمات.

وعن الوضع في العراق، لمح بيرتراند بوزنسنو السفير الفرنسي لدى السعودية، إلى احتمالية لعب بلاده دورا أكبر في العراق، من ناحية تقريب وجهات نظر الأفرقاء العراقيين، وصولا إلى تحقيق المصالحة بين كافة القوى السياسية هناك.

وقال بوزنسو، الذي كان حاضرا خلال لقاء السيناتور الفرنسي بإعلاميين سعوديين، إن فرنسا تتمتع بصورة خاصة بهذه المنطقة من العالم، باعتبار أن لها سياسة مستقلة. وأضاف يبدو أن بإمكان فرنسا أن تسهل الحوار الوطني بين العراقيين، وتحقيق المصالحة الوطنية، وهي تنوي القيام بهذا الدور، الذي كان هدفا لزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى بغداد أخيرا.

وعلَق السيناتور الفرنسي فيليب ماريني، على نتائج الزيارة التي قام بها كوشنير إلى بغداد، بقوله «فهمت أن رئيس الوزراء العراقي لم يقدر كثيرا الكلام الحر جدا الذي نطق به وزير الخارجية الفرنسي خلال تلك الزيارة».

وأوضح ماريني، أن سياسة فرنسا الخارجية تقوم على مبدأ الاعتراف بالدول وليس بالحكومات. وقال «أستطيع القول على ذمتي الشخصية أنه على مدار التأريخ نلاحظ أن هناك عددا قليلا جدا من الحكومات التي وضعت تحت حماية قوى خارجية كتب لها الدوام»، في إشارة ضمنية لحكومة رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي.

وفي نفس الموضوع، أبدى السفير الفرنسي لدى السعودية، انزعاجه من تردي الأوضاع الأمنية في العراق. وقال إن هذا الأمر غير مقبول، وقد أدانت فرنسا من قبل التدخل الأميركي في العراق، وبرهنت الأحداث الحالية أنها كانت على حق.

وأكد أن الحل في العراق لا بد أن يكون حلا سياسيا، لا حلا عسكريا. وقال لا بد أن يكون هناك دور لكل فريق من الأفرقاء في العراق الجديد، وإلا لن يكون هناك استقرار. وفي موضوع مؤتمر السلام الدولي، أكد بوزنسو السفير الفرنسي، على ضرورة أن ينحى بالمؤتمر من أن يكون «اجتماع علاقات عامة»، لافتا إلى أن بلاده تنظر إلى هذا المؤتمر بأنه من الممكن أن يخلق منظر تقدم حول القضايا الجوهرية التي من شأنها أن تسهل التوصل إلى حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. بدوره، شدد السيناتور الفرنسي ماريني، على ضرورة التوصل إلى حل عادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وسينقل وفد الشيوخ الفرنسي، نتائج زيارتهم إلى السعودية للرئيس الفرنسي ساركوزي، ورئيس مجلس الشيوخ نفسه، حيث قال ماريني «سنبرز الواقع السعودي بكل أبعاده وتعقيداته، فمهمتنا اليوم أن نكافح ضد الصور النمطية ضد التبسيطات التي تجري في الغرب وفرنسا خاصة».

وأبدى الوفد الفرنسي اقتناعا بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته يقودون سياسة إصلاحية متأنية، تعكس رغبة وطموحات مهمة جدا في المملكة.