إيران: نبحث عن أطراف أخرى لاستكمال مفاعل بوشهر بديلا عن روسيا

متقي يبحث في موسكو تطورات الأزمة حول تعطل بناء المفاعل

TT

بعد فترة توقف عادت العاصمة الروسية الى استقبال المبعوثين الايرانيين سعيا وراء سرعة التوصل الى حلول مناسبة سواء بالنسبة لاستكمال بناء محطة بوشهر النووية بمساعدة روسية او تطورات البرنامج النووي الايراني الذي يظل يثير قلق مختلف اطراف المجتمع الدولي. في هذا الاطار جرت امس مباحثات مطولة مع وزير خارجية ايران منوشهر متقي الذي وصل الى موسكو لمناقشة هاتين القضيتين بالدرجة الاولى. واشارت مصادر الوكالة الروسية الفيدرالية للطاقة الذرية الى ان سيرغي كيريينكو رئيس الوكالة ناقش مع المبعوث الايراني مسألة انتظام تمويل بناء محطة بوشهر الذي توقف بسبب عدم انتظام ايران في سداد الدفعات المالية المتفق عليها. وكان الرئيس الايراني احمدي نجاد قد سبق أن اعلن منذ ايام ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد التزام روسيا بتعهداتها بشأن استكمال بناء المحطة «وفقا للجدول الزمني»، في الوقت الذي قالت فيه مصادر ايرانية ان طهران قد تستغني عن روسيا في عملية بناء محطة بوشهر. ونقلت وكالة انباء «ريا نوفوستي» عن احد مساعدي الرئيس الايراني قوله ان بلاده «تجد لها مصلحة في الاستعانة بروسيا لانجاز مشروع «بوشهر» في موعد محدد، الا انها بدأت تبحث الترشيحات الاخرى لاستكمال بناء المحطة اذا واجه المشروع المزيد من المشاكل». ونقلت الوكالة عن ايرينا اوسيبوفا المتحدثة باسم شركة «اتوم ستروي اكسبورت» المناط بها بناء المحطة قولها ان شركتها تنفذ العقود الموقعة الا ان هناك معوقات كثيرة يجب تسويتها وفي مقدمتها عدم كفاية التمويل من الجانب الايراني والذي يحول دون بدء تشغيل المحطة في خريف عام 2007 كما كان مقررا. وقالت مصادر روسية ان تشغيل المحطة لن يبدأ قبل خريف العام المقبل شريطة التزام ايران بالوفاء بالتزاماتها المالية في موعدها تجاه مؤسسة «اتوم ستروي اكسبورت»، غير ان مصادر وكالة الطاقة النووية الروسية اشارت الى روسيا لا تتقيد بأطر زمنية صارمة لاختتام النقاش حول مشروع بوشهر. وفي الوقت نفسه يرى آخرون في موسكو ان مشاركة اطراف اخرى في عملية استكمال بناء المحطة «امر صعب وباهظ التكاليف» حسب تعبير صحيفة «فريميا نوفوستي» الروسية التي اشارت الى وجود ما يزيد عن الف خبير روسي لن يسفر الاستغناء عنهم لا عن رفع وتيرة العمل ولا الى تخفيض تكلفته. وكان الرئيس بوتين قد بحث مع نظيره الاميركي جورج بوش خلال لقائهما على هامش المنتدى الاقتصادي لبلدان آسيا وحوض المحيط الهادئ القضية النووية الايرانية، معربا عن امله في التوصل الى حل يحظى بقبول كل من ايران والمجتمع الدولي.

واكد بوتين ان بلاده تعتزم مواصلة العمل مع شركائها في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية والامم المتحدة لحل هذه المشكلة، مشيرا الى رغبة شديدة في التوصل الى حل يقبله كل الاطراف. ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الايرانية في العاصمة موسكو كلا من ميخائيل فرادكوف رئيس الحكومة الروسية وبوريس غريزلوف رئيس مجلس الدوما لبحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية والاقليمية الى جانب التحضير للزيارة المتوقعة التي من المقرر ان يقوم بها الرئيس فلاديمير بوتين لطهران في وقت لاحق من هذا العام للمشاركة في قمة رؤساء بلدان حوض بحر قزوين.