الجيش الإسرائيلي يرفض إزالة الحواجز في الضفة الغربية قبل اجتماع واشنطن

TT

قالت مصادر سياسية مطلعة، إن الجيش الاسرائيلي يرفض تفكيك الحواجز العسكرية القائمة في الضفة الغربية، التي كان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، قد وعد بإزالتها خلال لقائه الأخير مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، وذلك بدعوى ان معلومات جديدة توفرت لديه تشير الى ان التنظيمات الفلسطينية المسلحة تعد لسلسلة عمليات تفجير داخل المدن الاسرائيلية. وقال الناطق العسكري الاسرائيلي، إن قواته أحبطت في غضون أسبوع واحد عمليتين تفجيريتين، واحدة خططت لمدينة تل أبيب (ونشر عنها في مطلع الأسبوع)، وواحدة لمدينة بئر السبع (ينشر عنها لأول مرة). وأضاف ان عملية «بئر السبع»، حاول تنفيذها شاب من رفح هو نجل أحد نشطاء «حماس». وقال ان هذا الشاب تمكن من عبور الحدود الفلسطينية المصرية الى سيناء ومن هناك تسلل الى اسرائيل، فألقي عليه القبض فورا وهو يرتدي حزاما ناسفا. واعترف في التحقيق انه كان ينوي الوصول لمنطقة مأهولة بالسكان في بئر السبع لتفجير نفسه.

واضاف الناطق بأن هناك معلومات وتحذيرات عديدة وصلت الى اسرائيل تفيد بأن التنظيمات المسلحة، خصوصا في مدن نابلس والخليل وجنين، تخطط لتنفيذ عدة عمليات تفجيرية في المدن الاسرائيلية الكبرى خلال فترة الأعياد وخلال مؤتمر السلام في واشنطن. وأن الجيش يستعد باستنفار شامل لقواته العاملة في الضفة الغربية وفي المناطق المحيطة بها وبقطاع غزة لإجهاض هذه المحاولات. وإثر هذا التصريح قالت تلك المصادر السياسية ان الجيش والمخابرات وغيرهما من القوى الأمنية المهنية، ستمنع رئيس الوزراء من تنفيذ وعوده للرئيس أبو مازن بشأن الحواجز وغيرها من التسهيلات للفلسطينيين، الى حين يزول هذا الخطر في نوفمبر القادم. وفي هذا الاطار فرض الجيش الاسرائيلي ابتداء من فجر أمس اغلاقا شاملا على الضفة الغربية ومعظم مدنها، مانعا الفلسطينيين من التنقل من بلدة الى بلدة من دون تصاريح ومانعا إياهم من دخول القدس الشرقية وأية بلدة اسرائيلية. وحتى الصلاة في الحرم القدس الشريف خلال شهر رمضان المبارك، فقد اقتصرت على من لا تقل اعمارهم عن 45 عاما بين الرجال و35 عاما بين النساء. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية من جانبها عن حالة استنفار أمني في اسرائيل بأكملها، مع التشديد الخاص على مدينة القدس والبلدات المحيطة بالضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء. وجدد الطاقم من أجل مكافحة الارهاب في مكتب رئيس الوزراء، أمس، تحذيره للاسرائيليين عموما واليهود منهم بشكل خاص، أن لا يمضوا فترة العيد في سيناء المصرية أو في اية دولة عربية أو في شرق تركيا أو في كولومبيا، وذلك تحسبا من عمليات تفجير متوقعة ضد الاسرائيليين.

من جهة ثانية، سيواصل الجيش الاسرائيلي عملياته الحربية المحدودة في قطاع غزة بانتظار ما ستقرره الحكومة في يوم الأحد القادم بشأنها. وسيطرح الجيش على الحكومة سلسلة عمليات يقترحها للانتقام من الفلسطينيين في غزة بسبب القصف الذي اصاب معسكر الجيش في الجنوب واسفر عن مقتل جندي وجرح 69 جنديا آخر. وتتراوح هذه الاقتراحات ما بين الاجتياح الشامل مع بتر القطاع الى ثلاث مناطق وبين الاكتفاء بعمليات محدودة بما في ذلك الاغتيالات وأعمال الخطف والقصف من بعيد. وما زال مطروحا الاقتراح بعقوبات جماعية للمواطنين، بواسطة قطع التيار الكهربائي والماء عن عدة مناطق، ردا على كل صاروخ يطلق باتجاه اسرائيل.