مقربون من أبو مازن يقيمون قنوات اتصال مع قيادات في حماس في الضفة

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن عدداً من مقربي الرئيس أبو مازن فتحوا مؤخراً قنوات اتصال مع عدد من قيادات حركة حماس في الضفة الغربية لبحث سبل الخروج من الأزمة الداخلية إثر سيطرة حماس على قطاع غزة. وحسب المصادر ان النائبين الدكتور حاتم قفيشة والدكتور أيمن ضراغمة يشاركان باسم حماس في هذه الاتصالات. وأشارت المصادر الى أنه رغم أن هذه الاتصالات لم تسفر عن اختراق، إلا أنها تتواصل بعلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وقيادة حماس في غزة ودمشق. وقال قال قفيشة لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة من اعضاء المجلس التشريعي ومن أكثر من كتلة برلمانية يبذلون جهودا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأضاف أنه بالفعل التقى بعدد من مقربي أبو مازن، مشيرا الى أنه بعد شهرين من التواصل بات أكثر تفاؤلا. ودعا قفيشة حماس لكي تخطو الخطوة الاولى لإنجاح الحوار.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن من بين الذين يواظبون على الحوار مع حماس في الضفة اللواء نصر يوسف، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. الى ذلك كشفت مصادر مقربة من حماس عن قيام الحركة ببلورة مبادرة سياسية لتكون أساساً للحوار مع أبو مازن، رافضة الكشف عما تفاصيلها. وأشارت المصادر الى أن من المتوقع أن تطلب حماس من جهات الوساطة نقل المبادرة الى أبو مازن. وكشفت المصادر النقاب عن أن أبو مازن شعر أخيراً بغضب شديد عندما أبلغ أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استفسر عما إذا كان أبو مازن قد لعب دورا في التخطيط لهجوم إسرائيلي على قطاع غزة يهدف تقويض حكم حماس هناك. وحسب المصادر فان أبو مازن اتهم في مجالسه الخاصة رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، بنقل هذا التقييم للرئيس اليمني حيث أنه كان قد زار اليمن قبل زيارة مبعوث أبو مازن.

وحسب المصادر فإن الوسطاء بين ابو مازن وقيادة حماس نقلوا لأبو مازن نفي مشعل القاطع والمطلق أن يكون قد تطرق لهذه القضية في لقاءاته مع الرئيس اليمني. وأشارت الى انه على الصعيد الداخلي، فإن وزير الخارجية الفلسطيني السابق، زياد أبو عمرو، يتولى الجهد الأساسي في عملية التوسط، في حين تؤكد أن أطرافا من الاتحاد الأوروبي حاولت أخيرا التقريب بين وجهات النظر بين الطرفين في اطار دورها الرئيسي في التوسط بشأن صفقة إتمام الأسرى المتعلقة بالجندي الأسير جلعاد شليط.

وأشارت المصادر الى أن الكشف عن دور للأوروبيين في التوسط بشأن قضية شليط، كان له دور إيجابي، اذ أنه حسم الخلاف داخل مصر بشأن استئناف جهود التوسط. وأضافت المصادر الى أن الرئيس المصري حسني مبارك بات اكثر اقتناعاً برأي المخابرات المصرية التي ترى وجوب محافظة مصر على دورها في التوسط، في حين تراجع دور وزارة الخارجية التي تعتبر أنه يتوجب عدم استئناف الجهود الوساطة المصرية التي تتطلب اجراء استئناف الحوار مع حماس على اعتبار أن أي شكل من اشكال الحوار قد يفسر على أنه اعتراف بالواقع الذي تكرس في غزة بعد سيطرتها عليه. وحسب المصادر فان هذا التطور كان وراء استقبال اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية، لعوفر ديكل، المكلف ملف الجنود الأسرى في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، أخيراً، والحديث عن تقدم كبير في الجهود لإحزاز الصفقة.