الأمير سعود الفيصل: نتوقع افتتاح سفارة للسعودية في العراق قريبا

لمح إلى غياب السعودية عن مؤتمر السلام ما لم يركز على أجندة شاملة

الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمره الصحافي في جدة أمس
TT

لمّحت السعودية أمس إلى إمكانية فتح سفارة لها في العراق، بعد أن كانت قد كلفت فريقا لزيارة العراق، حيث أشار وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمره الصحافي الدوري في جدة أمس ، إلى أن الوفد المكلف زيارة العراق، وإعداد تقارير حول إمكانية فتح سفارة للمملكة، أعطى مؤشرات جيدة، قائلا «بناء على التقييم متوقع فتح السفارة قريبا» بدون أن يحدد سقفا زمنيا لموعد الافتتاح، الذي من المتوقع أن يشجع دولا عربية أخرى على الوجود الدبلوماسي في العراق.

وفي جانب آخر تطرق وزير الخارجية السعودي، إلى احتمالات غياب السعودية عن مؤتمر السلام الدولي الذي دعا لعقده الرئيس الأميركي، في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ما لم «يركز على أجندة شاملة من شأنها، إحياء العملية السلمية بشكل شامل للصراع العربي الإسرائيلي، على كافة المسارات، ومعالجة قضايا الحل النهائي الرئيسية وفق إطار زمني محدد والتزامات متوازنة بين كافة الاطراف».

وشدد الفيصل «اذا لم يحمل الاجتماع مواضيع جادة تهدف الى حل النزاع ووضع المبادرة العربية كهدف رئيسي فيه وتوجد اجندة تفصل القضايا بالشكل المطلوب وان تلزم اسرائيل بالخروج من الاراضي التي احتلتها فان هذا المؤتمر لن يكون له اي هدف وسيتحول الى مفاوضات يطول امدها».

وكان الامير سعود الفيصل قد استهل المؤتمر الصحافي بالاشارة الى مباحثات خادم الحرمين الشريفين والرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أمس، قائلا «تم خلال اللقاء بحث المستجدات على الساحة الفلسطينية إضافة إلى الجهود الدولية والعربية لتنشيط عملية السلام في المنطقة بما في ذلك المؤتمر الدولي والاجماع الدولي للسلام في الشرق الاوسط».

وأضاف وزير الخارجية السعودي أن «خادم الحرمين الشريفين أكد الاهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني حقنا للدماء وتوحيدا للمواقف والجهود في عملية السلام، كما انه من المهم ان تثبت إسرائيل جديتها في التعامل مع المؤتمر الدولي للسلام من خلال القيام بخطوات ملموسة على الارض بوقف كافة ممارساتها غير المشروعة وعدم اتخاذ اية إجراءات من شأنها تعطيل المؤتمر او إثارة الشكوك حول اهدافه».

كما أجاب الامير سعود الفيصل، الذي بدا بصحة جيدة، بعد عملية جراحية أجراها الشهر الماضي في الولايات المتحدة تكللت بالنجاح، بأنه لا توجد مبادرة سعودية جديدة لحل النزاع الفلسطيني بين فتح وحماس، قائلا للصحافيين إن بلاده «لن تقدم مبادرة بديلة لاتفاق مكة حيث كان الاتفاق بين الاطراف الفلسطينية بمحض ارادتهم وعليهم العودة الى ما اتفق عليه في هذا الاطار والمتابعة تتم من قبل الجامعة العربية في هذا المقام والمسؤولية تقع على عاتق الاخوة في فلسطين». وفيما يتعلق بالعراق قال «تابعت المملكة تقرير بترايوس وكروكر وترحيب الحكومة العراقية بهذا التقرير، ونرى ان هناك توافقا شاملا حول المبادئ والاهداف بشأن حل الازمة في العراق مع توصيات المؤتمرات الاقليمية والدولية وبصفة خاصة مؤتمرات دول الجوار، ونأمل ان تبذل كافة الاطراف العراقية المسؤولة جهودا مضاعفة عبر ترسيخ الوحدة والعدالة والمشاركة بين جميع مكونات الشعب العراقي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ومتطلباتها الدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية».

وفيما يتعلق بلبنان قال ان هناك تفاؤلا حذرا بالمشاورات في لبنان خاصة بعد المبادرة التي اعلنها نبيه بري، وقال هناك فرصة اذا استغلت النيات التي وراء هذه المبادرة فإن فيها تغييرا حقيقيا للموقف السابق وبالتالي يمكن ان تؤدي الى حل. . وليتم ذلك يجب ان تكون هناك ثقة بين الاطراف كلها لتخضع نظاميتها لهذه المبادرة وتتفاعل معها، واذا ما تم ذلك فسيفتح الطريق لانتخاب رئاسي متفق عليه وهذه اول خطوة لانهاء الازمة ويعود كل ذلك الى انخراط اللبنانيين في هذا الخصوص.

واكد ان المملكة تتابع جهودها لدى جميع الاطراف في سبيل حل الخلافات القائمة بين الفرقاء اللبنانيين خاصة مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية، ونجدد دعوتنا إلى كافة القيادات اللبنانية بالتوافق وتغليب المصلحة الوطنية على كل ما يعوقها من تدخلات خارجية تهدف إلى استباحة الساحة اللبنانية وان يحرصوا على تجنب الانخراط في الصراعات الاقليمية والدولية التي تهدد الكيان اللبناني.

وحول موقف السعودية من عودة رئيس الوزراء الاسبق في باكستان نواز شريف الى السعودية، قال: كان هناك تصريح للامير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، اما فيما يتعلق بامور اخرى فهي تخص الشأن الباكستاني. وعن احتمال زيارة وزير الخارجية السوري إلى السعودية، اوضح ان الزيارات بين المسؤولين العرب امر طبيعي وليست غريبة، معبرا عن امله بأن تسهم الزيارة إذا تمت في تقريب وجهات النظر في مجمل القضايا العربية.

ورد الأمير سعود الفيصل على اتهامات مسؤول أميركي بالتقصير في ملاحقة ممولي الإرهاب، مؤكدا أن بلاده «تبذل كل جهد» على الصعيدين الأمني والمالي لمكافحة الإرهاب.

وقال «نحن نسمع بين فترة وأخرى، ان المملكة لا تبذل الجهد الكافي، وعندما نلتقي بالمسؤولين يشكروننا على الجهد الذي تبذله الحكومة لمكافحة الإرهاب».

وأضاف أن المسؤولين الغربيين يقولون «ان البرنامج الذي تقوم بتنفيذه (المملكة) هو من أفعل البرامج على الساحة الدولية لمواجهة الإرهاب في جانبيه سواء الأمني أو المادي».

وخلص الى القول «نحن نستغرب، ولكن ما لنا الا أن نقول ونكرر اننا نبذل كل جهد، وأنه اذا كان لأحد شك في ذلك، فليقل لنا ماذا قصرنا، وليطلع على ما يبذل من جهد هنا وسيكون هو الشاهد على مدى جدية المملكة ومصداقيتها في هذا الاطار».

وكان مساعد وزير الخزانة الأميركي ستيوارت ليفي، قد قال اول من امس في تصريح لشبكة التلفزيون الأميركية «اي.بي.سي»، ان السعودية لا تلاحق قضائيا ممولي المنظمات الارهابية.