16 دولة توقع شراكة نووية ترعاها أميركا لإقامة مفاعلات لا تنتج أسلحة وإمداداتها مضمونة

وزير الطاقة الأميركي: البرنامج ليس موجهاً ضد أحد

TT

نفى وزير الطاقة الاميركي صمويل بودمان، أن تكون المبادرة الاميركية للشراكة النووية، برنامجا مستقبليا يهدف للعمل ضد دول بعينها، او لحرمان دول من الاستفادة من الطاقة النووية الآمنة.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للاجتماع الثاني للشراكة العالمية للطاقة النووية، الذي عقد يوم امس، بالعاصمة النمساوية فيينا، مقر وكالة الطاقة الذرية.

كما اكد الوزير بودمان ان الشراكة تهدف لبرمجة خطط عمل مشتركة للتوسع وتطوير ومعالجة القضايا الخاصة بالتقنية النووية وتعميمها، مما يمكن من الاستفادة من مميزات الطاقة النووية، مع تلافي اخطار الانتشار، ومعالجة النفايات، مما يبشر بمستقبل اكثر أمنا.

من جانبه، رحب الدكتور محمد البرادعي، مدير عام وكالة الطاقة الذرية، في كلمة القاها امام المشاركين، بالمبادرة، مشيدا بالشراكة الدولية، واصفا التوقيع على بيان الانشاء بأنه خطوة تعزيزية لتوسعة مجال التعاون النووي وفق اسس سليمة.

 وكان بودمان قد أوضح في خطابه ان المبادرة لا تسعى لتقليل الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددا على انها ليست بديلة للوكالة أو لأنشطتها، واصفا اياها بأنها تحرك لتنفيذ ضمانات الامان النووي، الذي تهدف اليه الوكالة، لا سيما ان الدول الموقعة على البيان التأسيسي للمبادرة هي دول اعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكان مندوبو 16 دولة قد وقعوا أمس، على بيان التأسيس، والدول هي الولايات المتحدة، الصين، روسيا، اليابان، اوكرانيا، رومانيا، ليتوانيا، الأردن، غانا، استراليا، فرنسا، بلغاريا، المجر، كازاخستان، بولندا وسلوفينيا فيما شارك مندوبو 25 دولة كمراقبين، من بينهم مصر والمغرب وليبيا.

وفيما طالب الوزير، الكونغرس الاميركي بزيادة الميزانية المخصصة للتقنية، الا انه أشار إلى انهم لم يتدارسو بعد كيفية تمويل هذه الشراكة، التي تهدف لتوفير الهياكل والمفاعلات وطاقة ووقود نووي «مسؤول وآمن»، باسعار معقولة تجذب الدول التي تحتاجه، بدلا ان تقوم كل دولة بتصنيع طاقة نووية، وبدء دورات وقود وعمليات اثراء وتخصيب، قد لا تتوافق واجراءات الضمان المطلوب.

من جانب آخر، شدد بودمان في اجاباته على الصحافيين عقب التوقيع على البيان التأسيسي، على ان الشراكة بداية لعمل موسع لاطراف متعددة، وليس خطة لفرض هيمنة أميركية، بل محاولة دولية، ونهج متكامل لتوفير الوقود النووي، وتأمين معالجة التخلص من النفايات النووية بمسؤولية درءاً لاخطار الانتشار، وان عضويتها مفتوحة للجميع، وان انضمام أية دولة أمر يخضع لقرار جماعي تدرسه الدول المؤسسة.

ويهدف الميثاق الذي اقترحته واشنطن ووقعته الدول الـ16 دولة أمس على المساعدة في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من خلال تطوير تكنولوجيا تكون اقل عرضة للتحول بصورة غير مشروعة الى انتاج اسلحة ذرية.

وانضمت 11 دولة الى القوى الخمس المنتجة للوقود النووي وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا واليابان التي شكلت الشراكة العالمية للطاقة النووية في بيان مباد خلال احتفال اقيم في فيينا.

وتهدف الشراكة العالمية للطاقة النووية على مدى العقود القليلة القادمة الى اقامة مفاعلات نووية ضد الانتشار النووي مع امدادات وقود دولية مضمونة مما يحد من الاعتماد على النفط والغاز، وهما من الوقود المسؤول عن انبعاث الغازات المسببة لتغير المناخ.