مصادر إسرائيلية: سورية كانت تخطط لمفاجأة مدمرة فجاء الرد بالهجوم الجوي

دمشق وكوريا الجنوبية تنفيان

TT

تأخذ اسرائيل «على محمل الجد» التهديدات بالرد التي اطلقتها سورية عقب انتهاك طائرات سلاح الجوي الاسرائيلي قبل عشرة ايام المجال الجوي السوري، ووفق الرواية السورية او عملية ضرب اهداف داخل سورية كما تقول مصادر اميركية، تزعم انها ربما تكون اهدافا نووية حصلت سورية عليها من كوريا الشمالية. وهو ما تنفيه سورية نفيا قاطعا. كما نفاه مسؤولون كوريون شماليون واعتبروها لا اساس لها من الصحة. وكما قال مصدر في دمشق لـ«الشرق الاوسط» فان الامر لا يزيد عن اختراق للاجواء السورية والقاء الطائرات الاسرائيلية خزانات الوقود في الاراضي السوري، كاجراء اعتادت عليه اسرائيل في الماضي وذلك لتزيد من سرعة العودة الى قواعدها.

وحسب المصدر فان الغرض من الاختراق، لم يكن سوى استعراض عضلات هدفه التغطية على ضعف حكومة ايهود اولمرت. وثانيا محاولة للتعرف على قدرات الدفاعات السورية الجديدة التي حصلت عليها من روسيا. وثالثا محاولة نبش ملف سلاح الدمار الشامل كما فعلوا مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

ووصفت صحيفة الثورة الرسمية الحديث ضرب منشآت نووية تزودت بها سورية من كوريا الشمالية بـ«الاكاذيب» معتبرة انه «مقدمة لاعتداءات اخرى على سورية». وكتبت «الثورة» في افتتاحيتها تقول ان «اغنيتها (واشنطن) السوداء الجديدة هذه المرة تتعلق بتعاون سوري كوري نووي، فالاغاني السوداء، تجد من يرددها مثل كورس ملتزم بالمايسترو الشرير الذي يطلق اشارة البدء لتنطلق بعدها الاكاذيب بالوان مختلفة». واضافت الصحيفة ان «سورية خلال السنوات الماضية اعتادت على هذه الاكاذيب واعتادت على مواجهتها».

وخلال الاعلان عن الحدث، احتفظت سورية لنفسها بحق الرد وفق ما تراه مناسبا. وحسب تساحي هنغبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست فان «اسرائيل تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد»، وقال ان «خبرة الماضي علمتنا ان التصريحات المعادية من القادة السوريين تتبعها في بعض الاحيان افعال». وحذر هنغبي المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت من ان «الجيش الاسرائيلي مستعد، ويمكن الوثوق به. لقد استخلصنا العبر من حرب لبنان». من جانبها زعمت صحيفة «الصنداي تايمز» الاسبوعية البريطانية نقلا عن مسؤولين اسرائيليين لم تسمهم ان سورية كانت تخطط لما وصفته بـ«مفاجأة مدمرة» لاسرائيل عقب الاختراق الجوي الذي نفذته 8 طائرات اسرائيلية من طراز «اف 15 أي واف 16» الاميركية الصنع، مجهزة حسب صحيفة الاوبزرفور الاسبوعية البريطانية، بصواريخ من طراز «ميفريك وقنابل زنة الواحدة 500 باوند، تحرسها طائرة تجسس الكتروني من طراز «إلينت».

وتصر صحيفة الصنداي تايمز على ان الاختراق الجوي كان عملية استهدفت اهدافا سورية، حرى الاعداد اليها منذ فصل الربيع الماضي، عندما اطلع رئيس المخابرات الخارجية مئير دغان رئيس الوزراء اولمرت على ادلة تثبت سعي دمشق لشراء جهاز نووي من كورية الشمالية. ونسبت الصحيفة الى مسؤول اسرائيلي لم تسمه القول ان دغان كان متخوفا من ان هذا الجهاز يمكن ان يركب على صواريخ سكود سي الكورية الشمالية التي تمتلك منه سورية العشرات، في مواجهات عسكرية مع اسرائيل. الى ذلك قالت اسرائيل ان التزامها الصمت بشأن انتهاكها الاجواء السورية يهدف الى تخفيف التوتر مع دمشق بعد تحذيرات سورية بالرد. وقال هنغبي ان الحكومة تلتزم سياسة الصمت حول الحادث الا انها تأخذ التهديدات السورية على محمل الجد. واضاف في تصريح للاذاعة العامة «يجب ان نلتزم ضبط النفس ومن مصلحتنا الا نقول شيئا وقد اثبتت هذه السياسة نجاعتها وخف التوتر الان بعد 12 يوما. وكلما قللنا من الكلام، تقدم الوضع نحو الافضل».