انسحاب القوات البريطانية يجعل «طريق المؤن» إلى بغداد غير آمن

قادة عسكريون أبدوا مخاوفهم من الوضع الانتقالي

TT

مع انسحاب القوات البريطانية من آخر قواعدهم في البصرة، أبدى بعض القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين قلقهم من أن هذا الوضع الانتقالي قابل لأن يجعل الطريق الموصل إلى بغداد غير آمن لإيصال المؤن بسبب مخاوف الهجمات على القوافل.

ويمر الطريق الذي يعتبر عصب الحياة لنقل الوقود والغذاء والذخيرة والمعدات الحربية، عبر أراض صحراوية هي أماكن إقامة ميليشيات متنافسة ولعصابات إجرامية. وفي مقابلات، جرت مع أميركيين يقيمون في المحافظات الجنوبية ومع مخططين في البنتاغون قال هؤلاء إنهم يراقبون عن كثب الوضع هناك مع قيام البريطانيين بنقل المسؤولية إلى وحدات عراقية محلية. كذلك، هناك حديث عن احتمال زيادة عدد الوحدات الأميركية على طريق نقل المؤن الأساسي، والذي يربط بغداد بالكويت، والذي يسمى «M.S.R. Tampa» على الرغم من المسؤولين في بغداد وواشنطن يقولون إن خيارات أخرى بما فيها خيار زيادة الدوريات المزودة بطائرات استطلاع ومروحيات هجومية وطائرات قتالية. وجاء هذا الاهتمام الجديد للأمن في جنوب العراق مع إعلان الجنرال ديفيد بترايوس عن خطط في الأسبوع الماضي لتخفيض عدد القوات الأميركية بخمس ألوية عبر كل العراق قبل انتهاء الصيف المقبل. وقال الجنرال بترايوس في مقابلة جرت معه، الأسبوع الماضي، إن مهمة الأمن في ثلاث محافظات جنوب العراق قد تم نقلها إلى القوات العراقية من دون وجود أي تأثير على طرق التموين. وقال إن الطرق الجانبية المستخدمة حاليا تسمح للقوافل بتجنب بعض المناطق الملتهبة.

وانسحب البريطانيون من آخر قاعدة لهم وسط البصرة يوم 3 سبتمبر (أيلول)، وهم في طريقهم إلى تقليص عدد وحداتهم من 5500 إلى 5200 جندي. ويقيم هؤلاء حاليا في مطار البصرة الدولي خارج المدينة. ويصر القادة العسكريون البريطانيون على أن خططهم «ستستمر حتى عام 2009»، وحتى بعد نقل مسؤولية البصرة سيستمرون في الإيفاء بالتزاماتهم بما فيها حماية طريق التموين المعروف باسم تامبا.

والبصرة هي آخر محافظة كانت ضمن الإدارة البريطانية في جنوب العراق والمتكونة من أربع محافظات، حيث تم تسليم ثلاث منها إلى السيطرة العراقية وهذه هي محافظات المثنى وميسان وذي قار. وقال الميجور مايك شيرر، المتحدث باسم القوات البريطانية في البصرة، إنه خلال نقل المسؤولية وقعت قوات التحالف مذكرة تفاهم مع المحافظة تسمح للوحدات الأجنبية بـ«إبقاء حرية المناورات والحق في المرور» عبر طريق التموين الأساسية.

وأضاف شيرر: «نحن لا نتوقع أي مشكلة بخصوص الأمن على طريق «M.S.R. Tampa» حالما يتم تسليم مسؤولية البصرة للسيطرة العراقية. وسنستمر في توفير قوة حماية للقوافل مثلما نفعل مع حلفائنا حاليا». وقال الليفتنانت كولونيل بيتر سميث المهندس العسكري الأسترالي الذي يعمل في عمليات مدنية تابعة للجيش بالبصرة، في يوليو (تموز) الماضي، إن وحدته أشركت قرى للمشاركة في حماية طريق Tampa عن طريق دفع أموال للمقيمين هناك كي ينظفوا الشارع من الانقاض التي قد تخفي تحتها قنابل مصنوعة في البيوت.

أما البريغادير جيمس باشال، قائد اللواء الآلي الأول البريطاني في البصرة، ضمن مقابلة معه جرت في يوليو الماضي، إن الهدف من نقل المسؤولية إلى السيطرة العراقية يشمل فترة طويلة من «الإشراف» وفيها تقوم الوحدات البريطانية حتى مع مغادرتها المدينة بتقديم الدعم وستتدخل «ضمن إطار ضيق» إذا طلب العراقيون ذلك.

ولإبقاء الجهود الحربية قائمة كل يوم، تحتاج القوات الأميركية في العراق إلى 3.3 مليون غالون من الوقود، وهو ما يكافئ ملء دبابات تساوي 150 ألف سيارة، إضافة إلى توفير كمية كافية من الغذاء لعمل 780 ألف وجبة طعام حسب الإحصاءات المتوفرة في مقر «الجيش الثالث».

*خدمة «نيويورك تايمز»