واشنطن تمنح نجاد تأشيرة.. وغيتس يفضل الدبلوماسية حلا للملف النووي

تضارب روسي ـ إيراني بشأن الوقود النووي .. وضبط أسلحة من طهران لطالبان

TT

رغم التوتر في علاقات البلدين، اعلنت الخارجية الاميركية انها ستمنح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تأشيرة دخول لإلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاسبوع المقبل، مشيرة الى ان طهران قدمت طلب تأشيرات لوفد مكون 130 عضوا. وتحتاج الخارجية الى الحصول على اذن خاص من وزارة الامن الداخلي بسبب اتهامات لم تحسم بعد بان احمدي نجاد كان بين الذين احتجزوا الرهائن الـ 52 في السفارة الاميركية بطهران عام 1979- 1981 لمدة 444 يوما. ويقول بعض الرهائن السابقين انه كان بين الذين احتجزوا الرهائن بينما يقول آخرون اضافة الى تحقيق خاص للاستخبارات انه لم يكن بينهم.

في الوقت ذاته، أكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس ان الدبلوماسية لا تزال «الخيار المفضل» بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، مؤكدا في الوقت نفسه ان «كل الخيارات مطروحة».

وقال غيتس «نقول دائما ان كافة الخيارات مطروحة. لكن من الواضح ان الاسلوب الدبلوماسي والاقتصادي هو الاسلوب الذي نتبعه». واضاف ان الدبلوماسية هي «الاسلوب المفضل».

وجاءت تصريحات غيتس، عشية المؤتمر العام لوكالة الطاقة الذرية الذي سيفتتح اليوم في فيينا بمشاركة الدول الاعضاء الـ144 وسيكون الملف النووي الايراني على رأس جدول اعماله. وسيلقي نائب الرئيس الايراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايراني رضا اغازاده كلمة امام المؤتمر الذي يحضره كذلك وزير الطاقة الاميركي صاموئيل بودمان ومدير الوكالة الذرية الفيدرالية الروسية سيرجي كيريينكو. ويواجه مدير الوكالة محمد البرادعي اتهامات غربية بالتهاون مع ايران بعد اتفاق الشفافية الأخير الذي وقعه معها. وتخشى واشنطن ان تلجأ ايران الى اسلوب التأجيل لتجنب مواجهة سلسلة ثالثة من العقوبات يمكن ان تفرضها عليها الامم المتحدة بسبب رفضها وقف عمليات تخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تنتج وقودا نوويا للاستخدام المدني كما يمكن ان تنتج مادة خاما لاستخدامها في صنع قنابل ذرية.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان الدول الست الكبرى التي تعكف على حل الخلاف حول برنامج ايران النووي ستناقش مسودة قرار لفرض عقوبات جديدة على ايران في العاصمة الاميركية في 21 سبتمبر (أيلول) الحالي.

من جهة اخرى، صدرت تقارير متضاربة امس من طهران وموسكو بشأن التعاون النووي بين البلدين، اذ نسب التلفزيون الحكومي الى وزير الخارجية منوشهر متقي قوله ان شحنة وقود اليورانيوم المخصب جاهزة للشحن من روسيا الى اول مفاعل نووي ايراني، بينما قالت مصادر في صناعة الطاقة النووية الروسية ان هذه الانباء غير صحيحة والشحنة غير جاهزة لأن اجراءات تأمين شحنة الوقود النووي بواسطة الخبراء الدوليين لم تتم بعد وهذا اجراء حيوي من اجل شحنها الى مفاعل بوشهر. وقالت المصادر ان الوقود النووي مخزن الآن في مجمع كيماويات في سيبيريا. وكان متقي قد تحدث عن «تقدم» في المفاوضات لاستكمال بناء مفاعل بوشهر النووي مع روسيا. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية، الأحد، عن متقي الذي زار موسكو قوله انه «تطرق الى مسألة بوشهر». واضاف «نرى تقدما في المفاوضات». وكان متقي قد التقى خلال زيارته لموسكو رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة النووية سيرغي كيريينكو رئيس شركة «اتومستروي اكسبورت» الروسية المكلفة بناء محطة بوشهر النووية سيرغي شماتكو.

وقال شماتكو ان «المحادثات ستتواصل وتجري بشكل بناء»، بدون ان يكشف اي تفاصيل. وكان مسؤولون روس قد أعلنوا في نهاية يوليو (تموز) ان انجاز محطة بوشهر سيتأخر سنة في الاقل حتى خريف 2008. وفي بداية العام الجاري اتهمت موسكو ايران بانها لم تدفع الاموال المستحقة عليها لبناء المحطة، وهو ما نفته طهران. وينص آخر اتفاق بشأن المفاعل على تدشينه خريف 2007، بعد تسليم وقود روسي.

الا ان هذه المسألة تطرح مشكلة لروسيا التي ايدت القرارات الدولية الثلاثة التي طالبت طهران بتعليق برنامجها النووي. وقال متقي ان «وقود محطة بوشهر جاهز» و«خضع للتفتيش وحفظ من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وفي قضية اخرى، قال مسؤولون في حلف شمال الاطلسي (ناتو) انه تم في 6 سبتمبر الحالي اعتراض شحنة اسلحة ايرانية الى حركة طالبان في افغانستان، وذلك فيما اعتبر تصعيدا لامدادات الاسلحة بين عدون سابقين.

وحسب المسؤولين، فان الشحنة كانت تتضمن المتفجرات المضادة للدروع من النوع المستخدم في العراق ويسبب خسائر لقوات التحالف هناك.

وضبطت في 11 ابريل (نيسان) و3 مايو (أيار) شحنتا اسلحة ايرانيتان الى طالبان كانتا مرسلتين الى اقليم هلمند. لكن هذه المرة كانت الشحنة موجهة الى اقليم فاره. واعتبر مسؤول ايراني الاتهامات بأنها بلا أساس، مؤكدا ان بلاده ليست لديها مصلحة في عدم الاستقرار بافغانستان او العراق. وردا على سؤال في مقابلة مع تلفزيون «فوكس نيوز» حول ما اذا كان الرئيس جورج بوش سيشاور الكونغرس قبل شن اية ضربات ضد ايران، قال غيتس انه لن يدخل في «نظريات حول ما يمكن ان يفعله او لا يفعله» بوش.

واضاف «سأقول لك انني اعتقد ان الادارة ترى في هذه المرحلة ان مواصلة محاولة التعامل مع التهديد الايراني والتحدي الايراني من خلال الطرق الدبلوماسية والاقتصادية هو الاسلوب المفضل». كما استبعد غيتس ان تقوم القوات الاميركية بمطاردة المتطرفين الشيعة في العراق عبر الحدود الايرانية.

واضاف لشبكة فوكس «اولا، هناك مسألة مقدار المعلومات الاستخباراتية التي لدينا والمتعلقة بالاماكن المحددة وغيرها». واضاف «ولكن فيما عدا ذلك، اعتقد ان الرأي العام هو اننا نستطيع ادارة هذه المشكلة من خلال تحسين العمليات داخل العراق وعلى الحدود مع ايران اننا نستطيع التعامل مع التهديد الايراني داخل الحدود العراقية». واكد «لسنا بحاجة الى عبور الحدود الى ايران».