الديمقراطيون يخططون لحملة «مضادة» جديدة لاستراتيجية بوش في العراق

مظاهرة مناوئة للحرب في العراق بقلب واشنطن.. والشرطة اعتقلت 190 بعد محاولتهم اقتحام الكونغرس

متظاهرون يفترشون الأرض أمام مباني الكونغرس (ا.ف.ب)
TT

يشرع الديمقراطيون المناهضون للحرب في العراق هذا الاسبوع في حملة جديدة للحصول على 60 صوتا في مجلس الشيوخ لتحدي استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش في العراق. في وقت اصطدم متظاهرون مناوئون للحرب في العراق مع الشرطة في قلب واشنطن، مما أدى الى اعتقال 190 منهم.

ويجري الديمقراطيين دراسة العديد من الخطط خلف ابواب مغلقة في الكونغرس، لشن هجوم خلفي يستهدف سلطات بوش في مجال الحرب، حسب مصادر في الكونغرس. وطبقا لأجندة الديمقراطيين، فقد كان من المقرر ان يكون شهر سبتمبر (ايلول) هو الشهر الذي يتواصل فيه الضغط على اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للحصول على تأييدهم لاتخاذ إجراء يزعزع صفوف المؤيدين الجمهوريين في الكونغرس لسياسة بوش في العراق. إلا ان حملة العلاقات العامة التي قام بها البيت الابيض إضافة الى شهادة بترايوس والسفير الاميركي في العراق رايان كروكر الاسبوع الماضي، سمحت للبيت الابيض بالتحدث عن حدوث تقدم في العراق وزيادة دعم الجمهوريين.

وأصبحت فرص الديمقراطيين في إقناع ثمانية او تسعة من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين ضعيفة. ويحتاج الديمقراطيون الى هذه الاصوات للوصول الى 60 صوتا في مجلس الشيوخ للتغلب على العراقيل التي يضعها الجمهوريون أمامهم في اصدار اي قانون يتعلق بالحرب. كما يحتاجون الى أغلبية الثلثين لمنع الرئيس من التصويت بالاعتراض (الفيتو) على قراراتهم.

وقال السناتور الديمقراطي جوزف بيدن للصحافيين، إن الديمقراطيين سيبدأون حربا ذات ثلاث جبهات على استراتيجية بوش الاسبوع المقبل؛ فسيحاول الديمقراطيون في البداية إجبار الادارة على سحب القوات من العراق بوتيرة اسرع بكثير مما اعلنه بوش حين قال ان عديد القوات في العراق سينخفض الى 130 ألف جندي بمنتصف 2008. أما الجزء الثاني من الخطة فيقضي بـ«التعهد المطلق» بتمويل اية مبادرات من شأنها ان تحمي الجنود الاميركيين المنتشرين في بغداد. والجزء الثالث والأخير هو ان الديمقراطيين سيضعون خطة باتجاه حل سياسي في العراق، حيث يفضل بيدن إقامة نظام فدرالي غير مركزي بين الشيعة والسنة والأكراد في العراق.

ولا يزال من غير الواضح ما اذا كان سينجح الديمقراطيون من خلال هذه الخطة في الحصول على الستين صوتا جمهوريا اللازمة. وقال بيدن انه لا يتوقع ان تنجح كافة أجزاء الخطة إلا انه قال انه يتوقع ان هذه الخطة ستنجح في النهاية، إلا انه لا يعرف متى.

ومن المرجح ان يطرح الديمقراطيون للنقاش الاسبوع الحالي تعديلا على مشروع قرار حول الدفاع قدمه السناتور عن ولاية فيرجينيا جيم ويب، المحارب السابق في حرب فيتنام، ينص على ان يمضي الجنود الاميركيون وقتا في بلدهم يساوي نفس الوقت الذي أمضوه في آخر مهمة لهم في الخارج قبل ارسالهم من جديد الى الخارج. ومن شأن ذلك عمليا ان يخفض عدد الجنود الاميركيين الذين يمكن ارسالهم الى العراق.

الى ذلك، قالت الشرطة الاميركية إنها اعتقلت 190 متظاهرا مناهضا للحرب في العراق. وتجمع آلاف المتظاهرين وبينهم عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق امام البيت الابيض في واشنطن، للمطالبة بإنهاء الحرب في هذا البلد وسحب القوات الاميركية وإقالة الرئيس الاميركي جورج بوش.

وسارت المظاهرة من البيت الابيض حتى مباني الكابيتول، حيث يوجد الكونغرس عبر شارع بنسلفانيا. ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات تطالب بالوقف الفوري للحرب، ورددت شعارات ضد الادارة الاميركية. وقرب الكابيتول افترش بعضهم الساحة المجاورة . لكن مجموعة قامت بمحاولة تفريقهم وهم يلتفون باللافتات التي كتبت عليها عبارات ضد الحرب وتمددوا فوق الحشائش؛ في إشارة الى القتلى الذين سقطوا في العراق. وتدخلت الشرطة لإبعاد آخرين حاولوا الولوج الى داخل مباني الكونغرس بعد ان تلاسنوا مع حرس الكونغرس، مما أدى الى اعتقالهم. واستعملت الشرطة غازات لصدهم في حين رمى بعض المتظاهرين الشرطة باللافتات التي كانوا يحملونها وهم يصيحون «عار عليكم».

وتمنح السلطات عادة موافقة رسمية لمن يرغب في التظاهر. وذكر ان العدد المعتقل يعد أكبر مجموعة تعتقلها الشرطة هذه السنة من بين المتظاهرين الذين يعارضون الحرب. وعادة ما تصدر المحاكم احكاماً بأداء غرامة في مثل هذه الحالات، ولم يحدث ان سجن أحد بعد اعتقاله.

وكان المتظاهرون يهتفون «ماذا نريد ؟ خروج القوات من هناك...متى ؟ الآن». وشارك جنود سبق لهم ان عملوا في العراق في المظاهرة التي جرت اول امس تحت طقس بارد نسبياً، ولافتات اخرى تقول «أوقفوا الحرب الآن» ولافتات تقول إنهم ضد ان تكون إيران هي الضحية المقبلة. ويدعون الى تخوين الرئيس الاميركي جورج بوش. وعلق متظاهرون صوراً لجنود قتلوا في العراق على سور البيت الأبيض قبل انطلاق المظاهرة. وكان المتظاهرون ومعظمهم من الشباب يسيرون ببطء من نقطة الانطلاق في حديقة «لافايت» المقابلة للبيت الابيض نحو الكونغرس تحت لافتات حمراء وصفراء، وارتدى بعضهم قبعة الثائر الارجنتيني تشي غيفارا. وقدر عدد المتظاهرين بحوالي 100 ألف، في حين كانت تقديرات المنظمين تتوقع مشاركة عشرة آلاف فقط.

واصطف مؤيدون للحرب يبلغ عددهم حوالي ألف من مؤيدي الحرب قرب النصب التذكاري الذي يوجد في ساحة تقع خلف البيت الابيض وهم يهتفون عاشت «الولايات المتحدة» ويلوحون بالعلم الاميركي. وخطب فيهم احد المشاركين قائلا «نطلب من الكونغريس ان يكف عن اللعب بقواتنا ...وسنجد الارهابيين ونقتلهم، ونحن هنا لنقدم الدعم لقواتنا». وتبادل الجانبان هتافات وعبارات مقذعة وكالوا الاتهامات ضد بعضهم بعضاً. ونظم المظاهرة المناوئة للحرب، تحالف يضم عدة منظمات ضد الحرب من بينها «تحالف الاجابة». وشارك في المظاهرة رامسي كلارك وزير العدل الاميركي الاسبق والذي كان ضمن هيئة الدفاع عن صدام حسين. كما شاركت فيها المظاهرة سندي شيهان التي تعد أشهر معارضة للحرب في العراق، حيث قتل ابنها هناك عام 2004. وخاطبت شيهان المتظاهرين قائلة «انه وقت الحسم» وزادت قائلة «يجب ان نتمدد جميعاً على الارض.. ونقول كفى ونغلق هذه المدينة».