مجلس عشائري جديد في الموصل لمواجهة «القاعدة»

محافظ نينوى لـ«الشرق الاوسط»: تنظيم «القاعدة» بدأ يتمركز في الموصل بعد ملاحقته في بغداد والأنبار

TT

اتفقت عشائر عربية وكردية وتركمانية ويزيدية في الموصل، على تكوين مجلس، فيما بينها، مهمته توفير الدعم والإسناد للقوات الحكومية التي تقاتل تنظيم القاعدة في الإقليم، على غرار مجلس صحوة الانبار. وأعلن محافظ نينوى لـ«الشرق الاوسط» ان تنظيم القاعدة بدأ يتمركز في الموصل بعد ملاحقته في بغداد والأنبار.

وقال فواز الجربة شيخ عشيرة شمر، وهي إحدى أكبر العشائر العراقية، ان عشائر المحافظة اتفقوا على تأسيس مجلس للانقاذ والاسناد، مشيرا الى ان رئيس الحكومة نوري المالكي «وافق مؤخرا على تشكيل فوجين من ابناء العشائر المنتمية لهذا المجلس، يتكون كل فوج من 650 مقاتلا سيكون نواة قتالية لهذا المجلس على ان يتم توسيعه مستقبلا». من جانبه، أعلن المالكي أنه اتخذ مع القائد الاميركي في العراق إجراءات للحيلولة دون تحول هذه المجالس الى ميليشيات جديدة. وأوضح الجربة ان المجلس يتكون من قبائل شمر والجبور والبوبدران وطي والنعيم وعشائر ايزيدية وكردية. وقال الجربة ان المجلس سيحاول السيطرة على طريق الموصل ـ الرمادي الذي قال عنه بأنه ممر المسلحين من الرمادي للموصل، وأوضح ان المجلس سيحاول تطهير معبر ربيعة الحدودي، مؤكداً وجود خطة لتطهير القرى والمدن المحيطة بالمحافظة قبل الانطلاق الى مركز الموصل. ووصف الجربة مهمة المجلس الجديد بأنها «صعبة وخطرة»، لكنه قال ان العشائر في هذه المنطقة «لا يمكن لها ان تقف مكتوفة الايدي ازاء عمليات القتل اليومي العشوائية التي تجري كل يوم في المحافظة». وأضاف ان المجلس «تلقى دعما حقيقيا من الحكومة ومن جميع العشائر الأخرى.. لكننا لم نتلق دعما من قوات الائتلاف ولا نريد مثل هذا الدعم». وأضاف «لكن هناك تنسيقا سيتم الإعداد له بخصوص عمل قوات المجلس والقوات الاميركية والحكومية». يذكر أن شمر من العشائر الكبرى المشهورة في العراق، حيث تنتشر في غرب العراق وبعض دول الجوار وهي سورية والسعودية.

من جهته، كشف دريد كشمولة محافظ نينوى، أن تنظيم القاعدة بدأ يتمركز في الموصل بعد ملاحقته في بغداد والانبار. ووصف كشمولة في تصريح لـ«الشرق الاوسط» الوضع بالمحافظة بأنه غير جيد، وحذر من تدهور الوضع في المدينة، قائلا ان «القاعدة» يزداد تمركزها بالمدينة يوما بعد آخر.

من جهة اخرى، أبدى رئيس الحكومة نوري المالكي تخوفه من احتمال تحول مثل هذه المجالس الى ميليشيات جديدة، وقال في لقاء تلفزيوني بثته قناة العراقية الحكومية، امس، إنه ناقش الامر مع القائد الاميركي في العراق وتم فيه «وضع حلول» تحول دون ولادة ميليشيات جديدة. وقال المالكي ان الموافقة على فكرة تشكيل مجلس للاسناد من قبل افراد العشائر في هذه المنطقة او تلك كانت «واحدة من مبادئ المصالحة الوطنية.. اردنا من خلال المصالحة ان نأتي ونجلب الكثير من المجاميع المسلحة او العشائر التي كانت تتعامل مع القاعدة والتنظيمات المسلحة الى العمل مع الحكومة، وقد نجحنا في ذلك». وأضاف «عندما نتحدث عن عملية التسليح ينبغي ان نكون حذرين هل نسلح العشائر لأنها عشائر سنية وهذا يثير حساسية العشائر الشيعية.. أم نسلح المجاميع المسلحة لأنها سنية هذا يثير بالمقابل حساسية ومخاوف شيعية».

وقال المالكي «طالبت ان تجري العملية بإشراف الحكومة.. ومن أجل ألا تكون هناك ميليشيات جديدة تحت عنوان عشائر مسلحة او مجاميع مسلحة». وأضاف ان الحكومة تسعى الى ضم هؤلاء المسلحين «في أجهزة الشرطة والجيش بناء على تدقيق في صلاحيتهم ويكونون تحت اشراف الحكومة». وقال «نحن حذرون من ان تكون عندنا ميليشيات بدل ميليشيات نحاول القضاء عليها». وكشف المالكي عن إخفاقات حدثت في عملية تسليح العشائر، وخاصة في محافظة ديالى «مما اضطررنا نحن والقوات المتعددة والجنرال بترايوس لمناقشة الموضوع ووضع حلول حتى لا ننتقل من ميليشيات الى ميليشيات ومن مسلحين الى مسلحين».