7 وزارات عراقية لمتابعة التلوث النفطي للمياه

البصرة أكبر مركز للتلوث تليها نينوى وكركوك وصلاح الدين

TT

شكلت وزارة البيئة العراقية لجنة لمتابعة التلوث النفطي للمياه الوطنية والإقليمية الناجم عن تسرب النفط من الناقلات وعمليات التهريب التي تنشط في شط العرب.

وقال لواء كريم العبيدي مدير شؤون المحافظات في وزارة البيئة، أمس، للصحافيين «ان اللجنة شكلت لمتابعة التلوث الناتج عن التسرب من بعض الناقلات النفطية وعمليات التهريب والقرصنة والتلوث الداخلي للأنهار الناجم عن العمليات الإرهابية التي تستهدف الأنابيب الناقلة للنفط أو ملوثات المعامل والمصانع الحكومية والأهلية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية». وأضاف ان اللجنة شكلت من قبل وزارات البيئة والنفط والموارد المائية والنقل والبلديات والأشغال فضلا عن وزارة الداخلية، مشيرا الى ان البصرة تعد المركز الرئيس للتلوث لأنها تعد للتجمع الأكبر ثم تليها محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين، مؤكدا على وجود إجراءات احترازية للحد من حالات التلوث ومنع وصول البقع الزيتية الى مشاريع المياه البالغة 2500 مشروع ماء منتشرة في المحافظات، فضلا عن 103 محطات منصوبة على الأنهار باستثناء إقليم كردستان، ونوه بأنه سيتم إيقاف عمل المشروع في حال وصول البقع الزيتية وفق قانون حماية وتحسين البيئة لسنة 1993.

وعلى الصعيد ذاته، أكدت دراسة أعدها مركز علوم البحار بجامعة البصرة على ارتفاع نسبة التلوث النفطي في مياه شط العرب نتيجة استخدام ناقلات وحاويات ودوب غير خاضعة لاشتراطات التقييس والسيطرة النوعية البحرية. وأكدت الدراسة على أن أهم تلوث للمياه بالمحافظة جاء نتيجة غرق الناقلة (PFC2) في مياه شط العرب والتي كانت محملة بـ7000 طن من النفط الأسود الى تلوث نفطي للمياه الإقليمية العراقية بعد تسرب أكثر من 1000 طن من مادة النفط الأسود عام 2006 في مجرى القناة الملاحية في شط العرب والخليج العربي، مما أدى الى إخلال في التنوع الإحيائي للمنطقة من خلال انتشار الهيدروكربونات على محيط البيئة المائية ورفع نسبة تلك المواد في الكائنات المائية وبالأخص المصادر السمكية التي يتغذى عليها سكان المناطق المطلة على شط العرب والخليج العربي. وأضافت أن «الغوارق تؤثر على البيئة تأثيرا متناميا، ويمكن اعتباره من أهم أسباب التلوث البيئي، وذلك بما تحمله الغوارق من مواد والتي تكون غالبا من النفط الخام»، مشيرة الى أن «عملية المد والجزر في شط العرب تساهم في نشر التلوث وعدم تركيزه في أماكن معينة». وكشفت دراسة لكلية الطب بجامعة البصرة صدرت مؤخرا عن ارتفاع قياسي في عدد حالات السرطان التي أصبحت أحد أكبر العوامل التي تسببت بوفاة المواطنين في محافظات الجنوب. وأوضحت «أن نسبة تزيد على 45 في المائة من حالات الوفاة المسجلة مؤخراً بالمحافظات الجنوبية، جاءت نتيجة الإصابة بمرض السرطان»، مشيرة إلى أن «بعض المرضى يصابون بمضاعفات خطيرة تزيد من سوء حالتهم الصحية، مما يسرع بوفاة معظمهم، في ظل نقص العلاج المناسب». وأكدت الدراسة على أن «الفحوص المعملية أثبتت أن مياه الشرب في محافظات البصرة والناصرية والعمارة والسماوة غير آمنة، كما أنها في بعض الأماكن، خاصة في المناطق النائية، تحتوي على معدلات عالية من المواد السامة شديدة الخطورة». ووصف عبد المنعم خيون مدير عام دائرة ماء البصرة تلوث المياه (بالكارثة). وقال «ان المياه تعتبر غير صالحة  للتناول إذا كانت نسبة التلوث فيها من 3-1  أجزاء في المليون، اما مياه شط العرب التي تعد مصدرا رئيسيا لمياه الشرب بالمحافظة، فقد وصلت نسبة التلوث فيها إلى 50  جزءا في المليون».