مسؤولو استخبارات: الدنمارك في الخط الأمامي في المعركة ضد الإرهاب

تعقب مشتبه فيهم من خلال عمليات اعتراض إلكترونية من باكستان

TT

عقب ثلاث قضايا ارهاب خلال اقل من عامين، بما في ذلك مخطط تفجير مزعوم احبط في وقت سابق من الشهر الجاري، قال مسؤولو استخبارات ان الدنمارك اصبحت في خط الأمامي في المعركة ضد الارهاب في اوروبا. وقال جيكوب شارف، مدير الاستخبارات الدنماركية، انه على الرغم من نجاحهم في إحباط هجوم ارهابي، فإنهم يدركون انه لا يزال هناك اشخاص في الدنمارك وخارجها لديهم الامكانية والنية والقدرات لتنفيذ هجوم ارهابي على الدنمارك. وكان شارف يقصد في حديثه عمليات المداهمة التي جرت في 4 سبتمبر (ايلول) الجاري وأسفرت عن اعتقال ثمانية من المشتبه فيهم لا يزال اثنان منهم رهن الاعتقال بتهمة تخطيط هجوم بالقنابل. وكانت السلطات الاميركية قد ساعدت مسؤولي أمن دنماركيين في تعقب المشتبه فيهم من خلال عمليات اعتراض الكترونية من باكستان، مثلما حدث في اعتقالات جرت في نفس اليوم بشأن مخطط تفجيرات جنوب ألمانيا. وقال مسؤولو استخبارات اميركيون ان واحدا من المعتقلين في قضية ألمانيا تلقى تدريبا خلال فترة الـ12 الماضية على التفجيرات والمراقبة وتقنيات اخرى في معسكر لتدريب الارهابيين في باكستان بالقرب من الحدود مع افغانستان. ومع تركيز اوروبا مرة اخرى على التهديد الذي تشكله المخططات الارهابية، توضح قضية الدنمارك التواصل القوي بين التحريض الخارجي والاستياء الداخلي. وكانت الدنمارك قد اصحبت هدفا لجماعات ارهابية قبل عامين اثر نشر صحيفة محافظة رسوما كاريكاتورية عن النبي محمد. وعلى الصعيد الداخلي، يشكو أبناء وبنات المهاجرين المسلمين من التمييز في مجال الوظائف ومشاكل الاندماج، الأمر الذي يزيد من إحباط أفراد الجالية المسلمة. يقول عمران شاه، 31 سنة، ان المعلمين الدنماركيين يتحدثون باستمرار في المدارس حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنهم الآن يرون ما تفعله الدنمارك في افغانستان وما نشر من رسوم كاريكاتورية للنبي محمد. وأضاف شاه معلقا: «هؤلاء سألوا انفسهم: هل هذه ديمقراطية، ام انهم يتحدثون عن ازدواجية معايير؟».

وفيما يتركز جزء كبير من اهتمام العالم حول الاعتقالات التي حدثت في نفس اليوم في ألمانيا وأعلن عنها في اليوم التالي، قال مسؤولو استخبارات في كوبنهاغن ان واحدا في الأقل من معتقلي مجموعة الدنمارك له صلات مباشرة بشخصيات قيادية في «القاعدة» التي نجحت في إعادة تجميع صفوفها شمال غربي باكستان. ويقول شارف، مسؤول الاستخبارات الدنماركية، ان ذلك يعني أنهم الآن قادرون على تقديم تدريب عسكري وإرهابي وتخطيط وقيادة عمليات محددة في اوروبا. وكان شارف قد رسم خطا واضحا للتمييز بين المجموعات المستقلة والأخرى ذات الالتزام التنظيمي المتأثرة بآيديولوجية «القاعدة» مع العمل على تولي خطط الهجوم. وأضاف شارف ان مخطط التفجير في الدنمارك هو آخر هذه المخططات، وقال معلقا ان العناصر القيادية قادرة على «توجيه العمليات خارج افغانستان وباكستان». وتعتبر هذه القضية هي الاولى التي يربط المسؤولون فيها بين عملية في الدنمارك بالمجموعة التي خططت لهجمات 11 سبتمبر 2001 الارهابية. وفيما سلط شارف الضوء على التهديد الذي يشكله الارهاب، ميّز ايضا بين الاسلام وبين الذين يرتكبون أعمال عنف باسمه، وهو تمييز مهم في بلد كثيرا ما كان الجدل فيه حول دور الاسلام في المجتمع المسيحي التقليدي شائكا والخطوط الفاصلة غير واضحة. وتسلط قضية الدنمارك الضوء على التعايش الصعب بين الاستخبارات والاتهام. فالسلطات الدنماركية لم تفصح عن أي معلومة تتعلق بكمية المتفجرات التي عثرت عليها في كوبنهاغن، لكنها اشارت الى ان المتهمين بدأوا خلط عناصر كيماوية بغرض تحضير متفجرات. وكانت السلطات قد افرجت على وجه السرعة عن ستة من المشتبه فيهم الذين القيَّ القبض عليهم، الأمر الذي أثار الشكوك حول قوة القضية وقدرة الحكومة على تحويل الاعتقالات الى إدانة من جانب المحاكم.

*خدمة «نيويورك تايمز»