ادانت قيادات فكرية ودينية مسلمة في أوروبا الدعوة التي صدرت عن أحد فروع تنظيم القاعدة بشأن إهدار دم رسام سويدي أساء للرسول. وحذرت تلك القيادات من أن هذا الأمر «يصب في خط التصادم والتناحر بين المسلمين والغرب ويضر بصورة الإسلام والمسلمين خاصة في أوروبا». وجاء في بيان لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا: «نستنكر تصريحات أبو عمر البغدادي؛ أمير القاعدة بالعراق، التي أعلن فيها عن مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقتل رساما سويديا أساء للرسول في كاريكاتير، و50 ألفا أخرى لمن يقتل رئيس تحرير المجلة التي نشرت الرسوم». كما شدد اتحاد المنظمات الإسلامية في بيانه على أن هذه التصريحات تنافي تعاليم الإسلام الحنيف «الذي أمرنا باحترام العهود والمواثيق، وعظم من حرمة الدماء والأعراض، وأمرنا بحسن التقاضي، وتغليب الصالح العام».
من جهته رحب رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلدت امس بإدانة المنظمات الاسلامية السويدية للتهديدات بالقتل التي وجهت أمس الاول لرسام ومحرر صحفي قدم قبل شهر رسما كاريكاتوريا رسم فيه نبي الاسلام محمد على هيئة كلب. ووجه التهديد اول من امس من قبل جماعة دولة العراق الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة والمسؤولة عن الكثير من أعمال العنف حيث خصصت مبلغ مئة ألف دولار كجائزة لمن يقتل الرسام السويدي لارس فيلكس. وقال راينفيلدت في التلفزيون السويدي امس «إننا نأخذ الامر بجدية شديدة» مضيفا انه مدرك بأهمية المسائل المتعلقة بالايمان والدين لدى الناس.
وأكد راينفيلدت مجددا على أهمية الحوار والتسامح مشيرا إلى أن هناك 400 ألف مسلم بالسويد يعيشون في سلام جنبا إلى جنب مع المسيحيين. والتقى راينفيلدت مؤخرا 20 سفيرا من الدول الاسلامية حيث ناقشوا حرية التعبير والعقيدة كما زار المسجد الرئيسي باستوكهولم.
ونقل موقع اصولي بيانا صوتيا دعا إلى إراقة دماء الرسام الذي تجرأ على إهانة مكانة النبي. ونسب هذا البيان إلى أبو عمر البغدادي زعيم الجماعة الإسلامية بمنطقة أبو غريب.
كما أعلن البغدادي عن مكافأة لمن يقتل أولف يوهانسن رئيس تحرير صحيفة نيريكس أليهاندا حيث نشر الكاريكاتور في 19 أغسطس (آب) الماضي. من جانبه ذكر المجلس الاسلامي في السويد أنه «يرفض ويدين بشدة توجيه تهديدات للافراد والمؤسسات السويدية».