جدل في واشنطن حول بطء إجراءات طلبات اللاجئين العراقيين

عشرة آلاف عراقي ربما ينتظرون سنتين قبل قبول طلباتهم

TT

تحول موضوع منح اللجوء السياسي لحوالي 10 آلاف عراقي في الولايات المتحدة، الى تجاذب غير معتاد بين رايان كروكر السفير الاميركي في بغداد وكل من وزارتي الخارجية والأمن الوطني، بعد ان انتقد كروكر بطء اجراءات البت في طلبات هؤلاء العراقيين وأنحى باللوم بكيفية غير مباشرة على إدارة الهجرة، وقال إنها تعرقل إجراءات انتقالهم الى الولايات المتحدة. وستلتقي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس هذا الاسبوع مع اعضاء في الكونغرس لشرح سياسة واشنطن حول موضوع منح لاجئين عراقيين حق اللجوء السياسي خلال السنة المقبلة. وانتقد سيناتور ديمقراطي بارز الادارة الاميركية لفشلها في هذا الموضوع. وقال ادوار كيندي «أقل ما يمكن أن نفعله لهؤلاء الناس الذين يواجهون مخاطر في بلادهم هو توطينهم هنا». وقال في المذكرة بعنوان «عملية اللاجئين العراقيين.. هل يمكن ان نسعرها» ان وزارة الامن الداخلي لديها عدد قليل من الضباط في الاردن لمراجعة حالات اللاجئين. وكتب كروكر ان دخول اللاجئين العراقيين للولايات المتحدة ما زال محصورا في «عنق الزجاجة» بسبب المراجعات الامنية التي تقوم بها أجهزة الامن الداخلي والامن العام.

وكان السفير كروكر قد قال إن 10 آلاف عراقي مضطرون للانتظار لمدة سنتين للبت في طلباتهم التي تقدموا بها للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، مشيراً في مذكرة بعث بها في الاسبوع الاول من هذا الشهر الى ان المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة منحتهم صفة «لاجئ» التي تخولهم طلب حق اللجوء السياسي، لكن ضباطاً للهجرة يتولون من السفارة الاميركية في العاصمة الاردنية عمان إجراء مقابلات مع هؤلاء العراقيين، يقومون بذلك ببطء شديد، حيث يكتفي أي ضابط بمقابلة اربعة أشخاص فقط في اليوم، وهو ما سيؤدي للسماح لحوالي 2000 شخص فقط بدخول الولايات المتحدة نهاية الشهر الحالي بعد فترة انتظار تراوحت ما بين 8 الى 10 أشهر.

ويرى كروكر أن هذه المهمة يمكن ان يقوم بها موظفو السفارة الأميركية في بغداد ولا داعي لان تقتصر على عمان، خاصة أن سورية ترفض منح تأشيرات دخول لموظفي وزارة الامن الوطني الاميركية الى دمشق. والعراقيون الذين يسعون للحصول على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة هم اولئك الذين عملوا مع القوات الاميركية او مع السفارة في بغداد وعادة ما يكونون هدفاً لهجمات المسلحين او الميليشيات الطائفية.

ويوجد حالياً داخل العراق مليونا شخص نازح، في حين يقدر عدد اللاجئين العراقيين في كل من سورية والأردن ومصر ولبنان بحوالي 2.2 مليون شخص. وفي غضون ذلك، قالت سورية إنها ستعود الى فرض تأشيرة على العراقيين بعد شهر رمضان للحد من تدفق اللاجئين عبر حدودها. وقالت واشنطن إنها قدمت 122 مليون دولار لجيران العراق من اجل مساعدتهم لاستيعاب اللاجئين، منها 30 مليون دولار قدمت الشهر الماضي، وذلك لتسهيل قبول تلاميذ عراقيين في المدارس السورية والأردنية والمصرية.